الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 2950
شـــــارك المادة
في تطور مثير، اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تنظيم القاعدة بالضلوع في التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا مؤخرا في دمشق، فيما أعلن معارضون سوريون أنهم لا يستبعدون أن تكون «عناصر إرهابية هي من نفذت تفجيري دمشق الأخيرين»، لكنهم جزموا في الوقت عينه بأن «النظام السوري هو من يقف خلف هذه العناصر».. فيما كشف أحمد فوزي، المتحدث باسم المبعوث العربي الدولي إلى سوريا، أن كوفي أنان يخطط لزيارة دمشق قريبا لبذل مزيد من الجهود لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية.
وقال عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري الدكتور نجيب الغضبان لـ«الشرق الأوسط» أمس: «لا نستبعد بان تكون عناصر إرهابية هي من قامت بتنفيذ سلسلة الانفجارات التي وقعت في دمشق، لكن النظام السوري هو من يسيطر على هذه العناصر ويتحكم بها»، مذكرا «إننا سبق وحذرنا منذ أشهر من إطلاق النظام سراح مجموعة من العناصر التي يعرف ارتباطها بتنظيم القاعدة من سجونه، وقلنا إننا متخوفون من استخدامهم للإساءة للمعارضة السورية وضرب الثورة».
وجزم الغضبان بأن «الدلائل المتوفرة كلها تؤكد أن النظام السوري هو المستفيد الأول من سلسلة التفجيرات»، مؤكدا أنه «ليس من مصلحة الحراك الثوري والمجلس الوطني وحتى الجيش السوري الحر على الإطلاق الوقوف خلف هذه الأعمال الإرهابية».
وكان أمين عام الأمم المتحدة قد لفت أمس إلى أن «الأمر كان مفاجئا وخطيرا، ففي وقت قصير تم تنفيذ هجوم شامل أدى إلى مقتل عدد كبير من الضحايا»، معربا عن اعتقاده بأن «تنظيم القاعدة يقف خلف تلك الهجمات في دمشق، وهذا ما سيخلق لنا إشكالات بالغة».
وأرسلت دمشق مطلع الشهر الجاري قائمة من ستة وعشرين اسما لعناصر من جنسيات مختلفة إلى الأمم المتحدة، قالت إن أغلبهم من أعضاء تنظيم القاعدة.
وفي هذا الإطار، أوضح الغضبان أنه «من الممكن أن تكون عناصر متطرفة قد دخلت إلى سوريا في الفترة الأخيرة مستغلة الظروف الراهنة، لكن المؤكد أن قدرتها على التحرك محدودة جدا». وشدد على أنه «لا يمكن فصل التفجيرات عن توقيت حصولها وارتباطها بأمور أخرى، في مقدمها إفشال مهمة المراقبين الدوليين وإرهاب المواطنين السوريين»، متسائلا: «في حال لم يكن النظام متورطا فلماذا لم تحصل انفجارات مماثلة خلال ما سماه النظام بالانتخابات التشريعية ولماذا لم يتم استهداف مؤيدي النظام».
وجدد الغضبان الإشارة إلى أنه «من المعلوم ارتباطات النظام السوري، الذي تحدث منذ اليوم الأول عن جماعات مسلحة تحرك الشارع السوري، بتنظيم القاعدة». وقال إن «ظاهرة القاعدة في سوريا مختلفة عن سواها في باقي الدول، حيث إن النظام هو من سمح بنشاطها منذ عام 2002 وغض النظر عن تحركات عناصرها»، موضحا أن «النظام نفسه هو من أرسل عناصر إلى العراق وباتت علاقته معروفة بتنظيم فتح الإسلام في لبنان».
من جانبه، قال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان أثناء لقائه بالصحافيين أمس بجنيف: «أستطيع أن أقول إننا نتوقع زيارة له (أنان) في وقت قريب، ونائبه لديه أيضا خطط لزيارة سوريا، لبذل مزيد من الجهود لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، لكنني لا أستطيع الكشف عن وقت أو تاريخ وصوله»، لاعتبارات ومخاطر أمنية. وأوضحت مصادر أن زيارة نائب أنان ستتم مساء الجمعة أو صباح السبت.
وتعد الزيارة المرتقبة هي الثانية لأنان بعد زيارته الأولى لدمشق في التاسع والعاشر من مارس (آذار) الماضي، والتي أعلن بعدها موافقة الرئيس بشار الأسد على خطة السلام المكونة من ست نقاط والتزام النظام السوري بتنفيذها.
وعلق فوزي على تصريحات بان كي مون حول مسؤولية تنظيم القاعدة عن تفجيرات دمشق، وقال: «إن نص ما قاله الأمين العام هو أنه يعتقد أن تنظيم القاعدة لا بد وأن يكون خلف تلك التفجيرات»، وأشار فوزي إلى ما سماه «عنصرا ثالثا» يظهر على الأرض في سوريا ويبعث على القلق، قائلا: «إننا لم نتمكن بعد من التأكد من انتماءات هذا العنصر الثالث، ونحن في صدد القيام بذلك».
وأشار فوزي إلى جهود تقوم بها إدارة عمليات حفظ السلام في نيويورك والمراقبون الدوليون بقيادة الجنرال روبرت مود لمعرفة الطرف الثالث، وقال: «نحن هنا نتحدث عن بصمات في الأنشطة والأحداث والتفجيرات التي يبدو أنها تأتي من مصادر أخرى غير المعارضة والحكومة، ولكن لم يتم بعد التحقق منها وعلينا أن نكون حذرين جدا، فالتفجيرات الانتحارية التي وقعت في دمشق أسفرت عن عدد مرعب من الضحايا، وأعلنت مجموعة جهادية مسؤوليتها عنها، ثم عادت وأنكرت قائلة إن شريط الفيديو الذي نشر على الإنترنت (ويتضمن الاعتراف بالمسؤولية) كان مزورا، ولذا علينا أن نكون حذرين ونحن نلقي بالمسؤولية».
وأضاف فوزي أن انتهاكات وقف إطلاق النار تأتي من الجانبين، وقال: «ندين بأشد العبارات العنف بجميع أشكاله من قبل جميع الأطراف، وهذا يجب أن ينتهي لكي تسمح لعملية سياسية أن تنطلق ويكون هناك بصيص من النجاح لها». ورفض فوزي وصف خطة أنان بالهشة أو الفاشلة، مؤكدا قبول الجانبين للخطة وتعهدهم بتنفيذها.
وأشار فوزي إلى حضور بان كي مون للقاءات قمة حلف شمال الأطلسي في شيكاغو، آملا أن تشهد القمة وحدة في المجتمع الدولي تجاه تنفيذ خطة أنان. وشدد على الاستمرار في الضغط الدولي لتنفيذ الخطة، وقال: «هناك جهود ملموسة وإجراءات يجري اتخاذها في العلن ووراء الكواليس».
من جانب آخر كشف تقرير لفريق من الخبراء التابعين للأمم المتحدة عن محاولات من كوريا الشمالية لإرسال شحنات من الأسلحة إلى سوريا، وقال التقرير إن كوريا الشمالية تتجاهل بذلك العقوبات المفروضة عليها من الأمم المتحدة. وأوضح التقرير أن شحنات الأسلحة لا تنطوي على مواد نووية أو مواد متصلة بأسلحة الدمار الشامل، لكنها تبقى في النهاية انتهاكا لمبيعات غير مشروعة لأسلحة ومواد متصلة بها.
أسرة التحرير
العربية نت
نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة