أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3171
شـــــارك المادة
أثارت الزيارة التي قام بها وفد الهيئة السورية العليا للمفاوضات إلى موسكو الاثنين الماضي، استياء شعبياً واسعاً، وسط تحذيرات من أن تكون الزيارة تمهيداً لتمرير قرارات مصيرية تضر بالشعب السورية وتنسف مطالبه المحقة في الحرية وإسقاط النظام.
وتداول ناشطون صوراً لأعضاء الوفد التفاوضي -الذين يحسب ثلثهم على روسيا والنظام- وهم يقفون إلى جانب وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" مبتسمي الوجوه، فيما ظهر بعضهم وعلى وجهه ضحكة عريضة، الأمر الذي أثار استياء شريحة واسعة من الشعب السوري، في الوقت الذي تحلق فيه الطائرات الروسية فوق سماء الغوطة وإدلب وحلب مستهدفة المدنيين الأبرياء بكل أنواع القذائف والصواريخ.
ويرى قائد صقور الشام أبو عيسى الشيخ، أن من العار مصافحة من قتل أطفال السوريين وسبى نساءهم، مضيفاً: "العار عند الجبناء فخار، أنتم عار ثورتنا وشنارها، يا للعار: تتفاخرون بصور تذكارية مع مَن يذبح أبناءكم ويستحيي نساءكم".
فيما شبّه المتحدث السابق باسم وفد المعارضة "أسامة أبو زيد" منصتي "موسكو والقاهرة" بالمخابرات الروسية الأسدية التي اخترقت صفوف المعارضة، حيث علّق على الصورة بقوله: "صورة تذكارية مع ابتسامة دافئة وعريضة لـ "المعارضة السورية الموحدة" مع لافروف وزير خارجية روسيا. تأتي هذه الزيارة والابتسامات بعد تشكيل وفد موحد مع منصة المخابرات الروسية، وبعد اغتيال أحد أعضاء منصة القاهرة على يد النظام، وأيضا استهداف دوما بالكيماوي مرتين ومجازر ريف إدلب وحماة".
بدوره، علّق الناشط الثوري "وائل عبد العزيز" على الصورة قائلاً: "صحيح عم نخسر وطن إلا قليلاً، لكن كسبنا شوفة هالقامات الحلوة والواقعية السياسية وضحكة جمال سليمان وصفوان عكاش".
كما استهجن الناشط الإعلامي "هادي العبد الله" موقف المعارضة الانبطاحي في الوقت الذي يغمد فيه الروس سيف الغدر في ظهر الثورة السورية، مضيفاً: "في الوقت الذي وقف فيه هؤلاء ليلتقطوا صورة تذكارية مع وزير الخارجية الروسي، كانت الطائرات الروسية تحلّق فوقنا تبحث عن هدف جديد، ضَحكوا بأعلى صوتهم وأظهروا للكاميرا أسنانهم، وقفوا مع القاتل وأخذوا سيلفي ابتسموا واضحكوا، ستلاحقكم اللعنات من تحت الأنقاض والقبور التي ملئت بأبناء وطنكم".
بينما سخر عضو الائتلاف الوطني، عبد الباسط سيدا من المجتمعين قائلا: "وفد كبير لهيئة المفاوضات في موسكو، نتمنى ألّا يكون العشاء الأخير قبل سوتشي".
أما الإعلامي "غسان ياسين"، فقد اعتبر أن التدخل الروسي هو من حال دون تحقيق أهداف الثورة، عائباً على المعارضة مصافحة القاتل: "لولا العدوان الروسي ٢٠١٥ لكنا اليوم في دمشق نحتفل بالخلاص من تنظيم الدولة البراميلية، روسيا دمرت المشافي والمدارس، وارتكبت مجازر في حلب وعموم سوريا، ... إذا كانت الظروف والمتغيرات السياسية تفرض عليكم لقاء القتلة، الصورة التذكارية لِم؟! وهذه الابتسامة العريضة بجوار القاتل لِمَ..ياحيف"
واعتبر الإعلامي "يوسف البستاني"، أن الصورة تمثل "سقوطاً مدوياً للمعارضة المتسلقة على دماء و تضحيات الشعب السوري، وانحداراً سياسياً مليئاً بالفشل و "الطوبزة" لأقذر محتل و أقذر نظام بالعصر الحديث" .
ولم تفت الشعراء هذه الواقعة فتسابقوا لهجو الذين هرعوا إلى حضن روسيا بما جاشت به صدورهم، فهذا "أبو زاهر" يقول:
لا لم يذقْ طعمَ الكرامةِ فوهكم..........لكنَّ شعبكم اشتراها بالدَّم
جسَّدتُمُ تلك الخيانةِ صورةً..........ولسوفَ ينقلُها البصيرُ لِمَنْ عمي
فيما تساءل شاعر الثورة أنس الدغيم قائلاً:
أمفاوضاتٌ أم طقوسُ عمالةٍ ؟!.... شاهتْ وجوهٌ ليس فيها ماءُ
يشار إلى أن وفداً من الهيئة السورية للتفاوض برئاسة "نصر الحريري" التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الاثنين في العاصمة الروسية موسكو، تلبية للدعوة التي وجهتها الخارجية الروسية له، ورغم أن هيئة التفاوض أكدت أن الاجتماع تناول آخر التطورات الميدانية والسياسية على الصعيد السوري، إلا أن محللين أشاروا إلى أن الهدف من الزيارة هو إقناع الوفد بحضور مؤتمر سوتشي المزمع عقده نهاية الشهر الجاري.
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة