أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3167
شـــــارك المادة
أحدثت الاستقالة الجماعية التي شهدتها الهيئة العليا للمفاوضات أمس الاثنين، ردود أفعال قوية في الشارع السوري، ودقت ناقوس الخطر منبهة إلى المخاطر التي قد تهدد مطالب الثورة السورية ومبادئها الأساسية.
وجاءت الاستقالات في وقت حرج، قبيل انعقاد مؤتمر الرياض2، الذي يسعى إلى إعادة هيكلة المعارضة السورية ومحاولة توحيدها، من خلال دمجها بمنصات محسوبة على النظام ومصنعة في أروقته، في ظل وجود أنباء عن مساعي دولية للضغط على المعارضة وإجبارها على التخلي عن "رحيل الأسد" من أجل التوصل إلى حل سياسي في سورية.
ونظم ناشطون وقفات احتجاجية في العديد من المدن السورية كداريا والأتارب ومعرة النعمان، طالب المتظاهرون خلالها بعدم الالتفاف على ثوابت الثورة، وحذروا من محاولات تعويم الأسد، كما رفضوا مشاركة منصة موسكو في مؤتمر الرياض2.
ورصد موقع نور سورية آراء بعض الشخصيات الثورية والناشطين الثوريين، إزاء سلسلة الاستقالات التي بدأت بالمنسق العام للهيئة "رياض حجاب" وثمانية من أعضائها.
ورأى الناشط الإعلامي هادي العبد الله أن أي اتفاق لا ينص على رحيل الأسد هو خيانة عظمى مضيفاً: " الاتفاقيات والاجتماعات والمنصّات التي نسمع عنها هنا وهناك والتي لا تتضمن على "رحيل الأسد والإفراج عن جميع المعتقلين وإيقاف المجازر بحق السوريين" هي خيانة عظمى، ومن يشارك فيها هو خائن لدماء السوريين ".
وعبر الناشط الثوري وائل عبد العزيز عن رفضه لمشاركة منصة موسكو المحسوبة على النظام في مؤتمر الرياض2 قائلاً: " نرفض منصة موسكو، أو بالأحرى: نرفض الأدوات الروسية التي دُجنت في أروقة مخابرات النظام، لاختراق المعارضة الوطنية وقوى الثورة" وأضاف متسائلاً: "كيف من الممكن لمن يؤيد جرائم مليشيات النظام ومرتزقة إيران ويؤكد أن بوصلته بقاء المجرم بشار الكيماوي في السلطة أن يكون معارضاً!". كما عرف المعارضة الوطنية بقوله: " المعارضة السياسية الوطنية هي المعارضة التي تعبر عن صوت الشعب الساعي للحرية والانعتاق من الاستبداد" وأكد أن: "محاولات روسيا والمبعوث الأممي دي مستورا فرض معارضات مفبركة أنتجها النظام كمنصة موسكو وغيرها لن تمر ولن يسمح بها شعبنا"
وشرح السياسي "عبد الباسط سيدا" موقفه من المؤتمر، داعياً المشاركين فيه إلى تحكيم ضمائرهم، واحترام تضحيات الشعب السوري: " لست من الداعين إلى مقاطعة مؤتمر الرياض. ولو كنت مدعواً لشاركت. ولكنني أدعو سائر الإخوة والأخوات المشاركين إلى تحكيم ضمائرهم، واحترام تضحيات شعبنا وتطلعاته، واحترام دموع وعذابات الثكالى واليتامى والأرامل والمعتقلين، وأهلنا المشردين في المخيمات وكل مكان"
وأضاف سيدا قائلاً: " بعض المعارضين الجدد يطالبوننا بالواقعية السياسية، ونحن كنا دائماً، وسنظل، من أنصار الواقعية السياسية الفعلية، ولكن إذا كانت واقعيتهم تعني القبول ببشار ونظامه، فإننا نفضّل أن نكون مع الحالمين المنتظرين لربيعٍ قد لا يأتي الآن، غير أن عبقه يبشّر به".
أما سهير الأتاسي فقد أعلنت استقالتها لاحقاً بسبب" تجاوز إرادة السوريين والهيئة العليا كمؤسسة وطنية في تنظيم وهندسة مؤتمر الرياض 2"، وكشفت عن وجود ضغوط على أعضاء الهيئة لقبول الأسد: "طُلب منا القبول بالأسد وإلا فلا مكان لنا".. وعلقت "الأتاسي" على وصف لافروف للمستقيلين "بالمتشددين" قائلة: "شرفٌ كبير لنا أن نتهم بكوننا متشددين من قبل المحتل الروسي".
بدوره، حثّ المنسق العام لفصائل الثورة الدكتور "عبد المنعم زين الدين" على التمسك بثوابت الثورة، في "إسقاط العصابة الأسدية ومحاكمتها وعدم وجودها في أيّ مرحلة انتقالية، بالإضافة إلى تفكيك الأجهزة الأمنية، وإعادة هيكلة الجيش، وإطلاق سراح المعتقَلين، وكسر الحصار. وإعادة المهجّرين. وطرد الميليشيات المحتلة عن أرضنا. ثوابت لا تقبل المساومة ولا السكوت عنها تحت أيّ ظرف".
وعلى النقيض من ذلك، رأى الباحث والسياسي "ماهر علوش" أن ظاهرة الحرد السياسي التي لازمت الثورة كانت إحدى الظواهر السلبية فيها، مؤكداً أن الاستقالة ورفض المشاركة في الرياض خشية الضغوط التي سوف يتم ممارستها على الحضور ليست حلا "فإذا غبت هناك الكثير ممن يستعدون للحضور مكانك".
وأضاف "علوش" في سلسلة تغريدات له على تويتر: "التحدي الكبير أن تذهب وتشارك في المؤتمر بالرغم مما يشاع حول أجندة اللقاء، وهناك تسجل موقفك النبيل.. فتقول: "نعم" لأجل الثورة.. وتقول: "لا" لأجل الثورة".
وأشار إلى أن "الانسحاب هزيمة سياسية عندما لا يأتي ضمن سياق موقف جماعي، بحيث يمنع القوى المتآمرة على شعبنا من إحضار شخصيات كرتونية تقوم بالدور المطلوب منها".
فيما رأى الباحث عباس شريفة أن السيناريو هو في أن يكون رياض 2 خطوة في سبيل إنتاج هيئة مفاوضات تنهي شرعية هيئة المفاوضات المنبثقة عن رياض 1 لذلك جاءت الاستقالة كخطوة استباقية، كما وجه نداء إلى المفاوضين في مؤتمر الرياض2: "نتمنى من قوى الثورة والمعارضة الذاهبين إلى رياض 2 أن يكونوا صدى لأمهات الشهداء في مطالبهم ومبادئهم وليجعلوا من دم الشهيد خطا أحمرا لا يمكن تجاوزه"
أما الشيخ أبو بصير الطرطوسي فقد أكد على أن: "أي مؤتمَر، خاص بسوريا، يوقّع على أقل من رحيل الطاغوت المجرم بشار الأسد، ونظامه النصيري الطائفي، ومحاسبته وجميع رموز نظامه، ومرتزقته، الذين أجرموا بحق سوريا أرضاً وشعباً ... فهو خائن لله، ولرسوله، وللمؤمنين .. ولسوريا أرضاً، وشعباً، وثورة!"
وفضل خالد خوجة الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري، أن تحافظ الهيئة العليا للمفاوضات على كينونتها بلا استقالات رغم إنهائها عملياً باستبعادها من رياض2، وذلك من أجل الحفاظ على الهيئة كنموذج نجح بتمثيل الثورة والالتزام بثوابتها رغم التمييع، ومنع تقديم شرعية يفتقدها اجتماع الرياض أصولاً.
وفي قت سابق، أعلن الشيخ والباحث "حسن الدغيم" مقاطعته للمؤتمر رغم توجيه دعوة لحضوره من قبل الخارجية السعودية، وشدد "الدغيم" في تغريدة له على تويتر، على رفض وجود منصة موسكو، معبراً في الوقت ذاته عن خشيته من أن يكون المؤتمر محاولة للالتفاف على مطلب الثورة السياسي الرئيسي وهو إسقاط النظام المجرم.
وكان المجلس الإسلامي السوري قد دعا في بيان سابق له من سماهم "الأحرار الشرفاء" إلى التمسك بثوابت الثورة، وعدم المقامرة بتضحيات الشعب السوري، محذراً في الوقت نفسه من محاولة بعض الجهات للزج بمنصة موسكو -المصنوعة في أروقة النظام- ضمن صفوف المعارضة.
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة