عبد الرحمن الحازمي
تصدير المادة
المشاهدات : 5376
شـــــارك المادة
إن الشعارات والتنظير الزائد عن حده لا يفيد ولا يطور الأمم ويرقيها، بل هو من أسباب تأخرها، لأنه يكون على حساب التركيز على العمل الجاد المثمر. إن الإنسان الحريص على تطوير المجتمع لا تهمه الشعارات، ولا تهمه الألقاب والمديح المغلف بعبارات النفاق، بل العمل الجاد المثمر هو أولى أولياته، ولا يهمه كثرة الكلام المنمق الذي لا يتعدى التسويف والآمال والطموحات الفارغة، بل المهم لديه البدء في العمل والتطوير, شريطة أن تكون هناك فعلاً دراسات واضحة ومحددة الأهداف. يجب أن تكون عند القيادات الإدارية الرؤية الواضحة لأعمالهم، والجرأة المناسبة لتطوير العمل، والمضي قدماً في تنفيذ الأعمال وتطويرها، فلا يغره كثرة الكلام؛ لأن الواقع الذي سيقوم به سيتحدث عن نفسه، ومن كان كلامه الواقع والأعمال الجادة، فسيكون أبلغ رد لهواة الكلام ومحبي الفوضى والإرجاف. إن القاعدة الأساسية التي يجب أن يعرفها الكثير هي أن تكون قليل الكلام كثير الأفعال، فكثرة الكلام تحجب العمل وتشغل عن الأداء الحقيقي له، فمن كثر كلامه قلَّت أعماله. وقد أكدت الشريعة الإسلامية على الاهتمام بالعمل الجاد والإخلاص فيه، وكل ما كان العمل خالصاً لله تعالى كان أجود، قال تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [التوبة: 105][1]. قال الشوكاني - رحمه الله -: وسارعوا إلى أعمال الخير، وأخلصوا أعمالكم لله عزّ وجلّ، وفيه أيضاً ترغيب وتنشيط، فإن من علم أن عمله لا يخفى سواء كان خيراً أو شرّاً رَغِبَ إلى أعمال الخير، وتجنب أعمال الشرّ[2].
____________________ [1] سورة التوبة، الآية رقم: 105. [2] الشوكاني، فتح القدير، ج 3، ص 311.
الألوكة
زهير سالم
أبو طلحة الحولي
أحمد موفق زيدان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة