أبو أمجد
تصدير المادة
المشاهدات : 7632
شـــــارك المادة
في مقالي هذا لن أذكر كلمة (إسرائيل - أو دولة إسرائيل - أو العدو الصهيوني) لأني أعتبر هذه الأسماء خاطئة وهي اعتراف بوجود كيان لهم، وتسميتهم باليهود هو ما ورد في الشرع والتاريخ... والاعتراف بأن لهم دولة تسمى دولة إسرائيل، هو اعتراف بوجودهم كدولة بينما الصحيح أنهم عصابات يهودية مجرمة لا غير.
تحيط بأرض فلسطين المحتلة دول عدة ... هي لبنان وسوريا والأردن، ومصر.... في أيام الخلافة العثمانية لم يكن أي وجود لجامعة دول عربية أو عبرية أو أمم متحدة أو مجلس أمن... وكانت فلسطين أرض لها مكانتها في قلب الخلافة العثمانية وفي قلب المسلمين..
لم يستطع اليهود مع أعوانهم النصارى أثناء الخلافة العثمانية المساس بأرض فلسطين... لكن بعد القضاء على الخلافة العثمانية وتقاسم أراضيها بين الدول المنتصرة تم احتلال أرض فلسطين ومنحها لليهود. وتم تأمين الاحتلال من حول أرض فلسطين بإخضاع حكام الدول المحيطة بأرض فلسطين لإرادة المحتلين اليهود. لكل دولة حول فلسطين قصة مختلفة عن الأخرى. لكنهم اتفقوا جميعا على حماية اليهود، والقتل والتنكيل بكل من يحاول أن يقاوم اليهود المحتلين.
كانت الخلافة جامعة للمسلمين بغض النظر عن مناطقهم ... لذلك كانت أول خطة لتأمين الاحتلال هي ... إلغاء الجامعة الإسلامية أو الخلافة الإسلامية. وتأسيس جامعة الدول العربية، وزرع حكاما لا يحملون من الإسلام إلا الأسماء فقط وكل ولاؤهم للمحتل اليهودي، ولحكام الدول الغربية التي قضت على الخلافة العثمانية.
كان ولاء هؤلاء الحكام لليهود وللدول الغربية لا يوصف، فمن أجل أمن اليهود. ذبحوا شعوبهم واعتقلوهم وأفقروهم ، وحاربو عقلاءهم إعلاميا وأغرو عامة الناس وجهلاءهم على العقلاء وخاصة العلماء والمتدينين والمطالبين بالحرية وتحرير فلسطين. فتفرق شمل الشعوب بين مناصر للحاكم الظالم وبين متعاطف مع القيادات الإسلامية والدعوية.
رغم احتلال اليهود لهضبة الجولان فلا يزال النظام النصيري في سوريا يؤمن الحدود لليهود المحتلين من اختراق أي مقاوم أو مجاهد يحاول إيذاء الاحتلال. كم ضربة لقيتها سورية من طيران اليهود المحتلين.. سواء قبل الثورة أو خلالها، ولكن النظام النصيري لا يرد على أسياده اليهود وإن ضربوه. وأصبح من الواضح لكل عاقل معنى الممانعة والمقاومة التي يتغنى بها شيعة حزب إيران في لبنان، ونصيرية سورية.
إن الجيش الذي يحمي المحتلين اليهود هو في هذه الدول المحيطة بأرض فلسطين، جيش لبنان الذي لم يخض حروبا إلا ضد شعبه في نهر البارد وفي صيدا لأنهم إسلاميون وجهاديون. ثم جيش مصر الذي قام بإنقلاب على حكومة لطالما انتظرها أبناء فلسطين وسورية ولكن الجيش المصري أطاح بهذه الحكومة وزاد على ذلك بحرق المعتصمين وارتكاب مجزرة فاقت أعظم المجازر في تاريخ البشرية، فاقت أعداد الضحايا 4000 آلاف قتيل وآلاف الآلاف من الجرحى.
بعد هذه المجزرة أحس اليهود المحتلون بالأمن والأمان, فقد قدم السيسي وأعوانه من الليبراليين والعلمانيين ونصارى مصر خدمة لا يحلم بها اليهود في حياتهم أضف إلى ذلك ضرب الإسلاميين في سيناء وبتنسيق وتعاون مع اليهود المحتلين. بل وسمح الجيش المصري لطائرات الاحتلال باختراق أجواء مصر لضرب المجاهدين في سيناء.
أما الجيش السوري فقد سوى حماه بالأرض في الثمانينات بحجة القضاء على الإخوان المسلمين المتطرفين كما تصفهم، بل أصدرت حكما غريبا بالإعدام لكل من ينتمي لهذه الجماعة. أما الأردن فقد طردت كل مكاتب المقاومة من أراضيها، بالإضافة إلى أن جيشها يعتبر امتدادا للجيش الإسرائيلي. ومما زاد الأمور تعقيدا هو نجاح الاحتلال بجعل حركة فتح والسلطة الفلسطينية بالوقوف في صفها ضد المقاومة الفلسطينية وعقد معاهدة سلام. هذه المعاهدة أعطت السلام والأرض لليهود، ولم تعط الفلسطينيين سوى العذاب والهوان. في حقيقة الأمر الدول العربية محتلة وخصوصا هذه الدول المحيطة بأرض فلسطين هي دول محتلة وتعيش شعوبها في سجن كبير، وكثير من شعوبها يعذب ويعتقل ويقتل بيد جيشها في الظاهر الذي هو جيش الاحتلال اليهودي في الأصل. وعندما أفاقت هذه الشعوب من غفلتها وحاولت الخلاص من قبضة الاحتلال قمعها حكامها بشدة ليس حبا في البقاء على الكرسي وحسب، بل حتى لا تتحرر من حاكم الاحتلال وحتى لا يصل مدى هذه الثورات وقوة عنفوانها إلى أرض فلسطين، والذي سيؤدي إلى تحريرها.
عمار النوري
ناديا مظفر سلطان
عبد المنعم زين الدين
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة