..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أقفاص في القفص الكبير ..

إبراهيم كوكي

٢ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4111

أقفاص في القفص الكبير ..
000.jpg

شـــــارك المادة

أمام واقع جبان ومجتمع دولي مجرم وضحايا بالعشرات يومياً لم يجد ثوار الغوطة أمام رؤية نسائهم وأطفالهم أشلاءاً على ضفاف نهرٍ جارٍ من الدماء إلا أن يضعوا مَن بأيديهم مِن الأسرى -مدنيين وعسكريين- بين أهالي الغوطة موزعين في المناطق التي يستهدفها الطيران الأسدي..

ولسان حالهم يقول: إن كان الطيران سيستمر قصف المدنيين، فليكن مصير أسراهم من مصير أهالينا..

وتعتبر هذه الخطوة جديدة كلياً على الثورة السورية، حيث لم يسبق لثوار سوريا أن أدخلوا نساء وأطفال العدو في خضم المعركة، بينما كان الأسد ومن لحظات الثورة الأولى -بل منذ انقلابه واستيلائه على السلطة -لا يتورع عن التنكيل بالمدنيين، واستخدام الدروع البشرية، ووضع المدنيين في خضم المعركة.

ولم يكن ذلك حكراً على قواته النظامية، بل حتى القوات الشعبية والأهلية التي شكلها أو التي دعمته كانت تزج بالنساء والأطفال في المعركة وتستخدهم أوراق ضغط حيناً، ودروعاً بشرية حيناً، وتمارس المجازر الطائفية فيهم تارات أخرى، لا سيما الذبح الطائفي للأطفال في قرى أهل السنة المجاورة لقرى العلوية..

هذه الخطوة لا تعتبر من مبدأ (عليَّ وعلى أعدائي) أو (الورقة الأخيرة) بل هي وسيلة حماية مشروعة أمام نظام مدعوم من مجتمع دولي لا يقيم للإنسانية أو الحقوق أيّ اعتبار..

وليس هنالك ثمة مانع شرعي أو قانوني أو إنساني من قيام ثوار الغوطة بهذه الخطوة، فقد حرص الثوار على عدم زج المدنيين في المعركة، فلم يوضع الأسرى على الجبهات، ولا دروعاً بشرية، ولا للضغط لتحقيق مكسب سياسي أو عسكري، بل اكتفوا بجعلهم مع أهليهم ونسائهم وأطفالهم سواسية، ما يصيبهم يصيبهم..

بينما النظام الأسدي والمجتمع الدولي الذي يدعمه لم يتورعوا عن الزج بالمدنيين في المعركة، وليس تاريخ أمريكا في العراق وأفغانستان وفيتنام ومجازر الهنود الحمر عنا ببعيد، فضلاً عن أهلنا في فلسطين.

يأمل الثوار من هذه الخطوة أن يكتفي الأعداء بالصراع (سياسياً أو عسكرياً) على مبدأ رجل لرجل، مقاتل لمقاتل، جندي لجندي.. وأن يتم تحييد المدنيين من المعركة، رغم أن عهدنا بالنظام الأسدي لا يقيم للمدنيين وأنصاره عموماً ولطائفته خصوصاً أي وزن، ولا يبالي بهم في سبيل تحقيق مصالحه، وهاهم المئات من ضباطه ونسائه أسرى في الغوطة لم يبال بهم سابقاً ولم يبادل عليهم، ولم يسأل عنهم، حتى رأيناهم اليوم على هذا الحال..

هل سيكون رد النظام ومنظمات حقوق الإنسان التي تدعمه، والمرجفون في الأرض، أن كفى لقتل المدنيين، كفى للمجازر، كفى لسفك الدماء؟

أم سيكون الرد -كما عهدناهم- بوضع اللائمة على الثوار، لمجرد رؤية قفص وعدم المبالاة بكل المجازر والدماء التي سفكت؟؟

وختاماً لمن يستهجن الطريقة أو الأسلوب الذي استخدمه الثوار فالله تعالى قال: (ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً.. فلا يسرف في القتل..). (وجزاء سيئة سيئة مثلها).

ولا يعتبر ذلك أبداً إساءة معاملة أسرى ولا مخالفة أخلاق الإسلام ولا به أي بأس، فماذا يريد هؤلاء أكثر من أن جعلوهم بمرتبة أهلهم وأسرهم ونسائهم؟

أما شكل القفص فالغوطة كلها في قفص أقسى وأسوأ، ولكن البعض أصابه العمى.

 


شبكة شام

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع