إسماعيل ياشا
تصدير المادة
المشاهدات : 3120
شـــــارك المادة
صحيفة "التايمز" البريطانية، في تقرير نشرته يوم الإثنين الماضي، لفتت إلى حملة تطهير عرقي تنفذها المليشيات الكردية المسلحة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يرأسه صالح مسلم، ضد العرب السنة في المناطق التي تسيطر عليها شمالي سوريا، وذكرت أن هذه الحملة الممنهجة أسفرت حتى الآن عن تهجير أكثر من 10 آلاف عربي سني من قراهم تحت تهديد السلاح.
الصحفية "لوسيندا سميث" التي أعدت التقرير للصحيفة، ذكرت أن أكبر جمعيات حقوق الإنسان العاملة في المنطقة أكدت لها أن مليشيات "وحدات حماية الشعب الكردي" تقوم بحرق قرى العرب السنة في المنطقة بعدما سيطرت على بعض المناطق مؤخرا، وأن عددا من أعيان القرى المحيطة بمدينة عين العرب "كوباني" توجهوا إلى أحد قادة المليشيات الكردية، فأكد لهم أن جميع الشباب في هذه القرى مطلوبون للمليشيات الكردية بشكل خاص، وهو ما دفع عشرات الآلاف من العرب السنة للنزوح عن قراهم.
هذه الحملة التي تُشَنُّ لطرد العرب السنة من شمال سوريا كانت متوقعة، لأن المليشيات الكردية، الحليف الجديد المدلع لواشنطن في حربها ضد تنظيم الدولة والحركات الجهادية، تسعى إلى فرض سيطرتها بقوة السلاح والدعم الدولي بالإضافة إلى دعم النظام السوري وحلفائه، على المناطق الثلاث ذات الأغلبية الكردية المسماة “الكانتونات الكردية”، وهي عفرين وعين العرب والجزيرة، وبعد ذلك فتح ممرات بين تلك المناطق وربط بعضها ببعض لتأسيس دولة كردية مستقلة في الشمال السوري أو على الأقل إقامة منطقة كردية فدرالية تتمتع بالحكم الذاتي، على غرار إقليم كردستان العراق. ولا يمكن تحقيق هذا الحلم دون تطهير عرقي وتهجير العرب السنة من قراهم الواقعة بين تلك الكانتونات الثلاثة.
الغريب في الأمر أن المليشيات الكردية تقوم بحملة التطهير العرقي هذه بدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه الدول العربية، ما يعني أن حملة تطهير عرقي تتعرض لها العرب السنة في شمال سوريا تجري تحت مظلة الدول العربية. ولولا الدعم الجوي لهربت المليشيات الكردية كلها من سوريا، وهناك تقارير كثيرة نشرت في وسائل الإعلام العربية والغربية عن المقاتلين الأمريكيين والأوروبيين وحتى الإسرائيليين الذين يقاتلون في صفوف “وحدات حماية الشعب الكردي”. ولم تشفع – مع الأسف – للعرب المهجرين من قراهم في شمال سوريا حتى مشاركة قوة من الجيش الحر في معركة المليشيات الكردية ضد عناصر تنظيم الدولة.
عندما حاصر تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” المعروف إعلاميا بـ"داعش" مدينة عين العرب التي يطلق عليها الأكراد “كوباني”، ودخل عناصر التنظيم المدينة، بدأت الدول الغربية تمارس جميع أنواع الضغوط على أنقرة لتدعم المليشيات الكردية، كما بدأت وسائل الإعلام الغربية وحتى العربية تنشر تقارير تتهم تركيا بدعم تنظيم داعش، ولكن أنقرة رفضت تقديم المساعدات والأسلحة إلى المليشيات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني. ولما اشتدت الضغوط لم تجد حلا غير فتح ممر لوصول قوات من البشمركة لتشارك في القتال ضد تنظيم الدولة في عين العرب "كوباني".
المليشيات الكردية هي اليوم من حلفاء واشنطن وأدواتها في المنطقة، ومدعومة من الغرب، مثل المليشيات الشيعية والحوثيين، ومن الطبيعي أن تغض البصر عن جرائمها، وكما تغض البصر عن جرائم المليشيات الشيعية في العراق والحوثيين في اليمن.
الشعب الكردي جزء أصيل من مكونات هذه المنطقة، إلا أن تصرفات المليشيات الكردية التي تمارس القمع والإرهاب حتى على الأكراد أنفسهم قد تلحق الضرر بالشعب الكردي قبل غيره، وتزرع بروز الفتنة بينه وبين شعوب المنطقة، وقد تشعر تلك المليشيات اليوم في نفسها بقوة مزيفة بسبب الدعم الغربي الكبير إلا أن هؤلاء الأجانب الذين يدعمونها سيرحلون من المنطقة بلا أدنى شك وشعوب المنطقة باقية. كاتب تركي
ثوار العاصمة
برهان غليون
ماهر شرف الدين
محمد الأحمري
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة