مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 4284
شـــــارك المادة
علي الطنطاوي: كلمات في الثورة (مقدمة) عاصر علي الطنطاوي -رحمه الله- الاستعمارَ الفرنسي وهو شاب في أول الشباب، فتصدر المظاهرات وملأ الدنيا خطباً ومقالات. ثم شاهد ضياع فلسطين وشهد مأساتها، وشهد جهاد الجزائر ومصر والعراق وسواها من بلدان المسلمين التي ابتُليت بالاستعمار، فرابط في ميدان المقال كما يرابط المجاهدون في ميدان القتال، وكان قلمُه سيفاً من أمضى سيوف الحق على الدوام.
لو كان اليومَ بيننا لسَلّ قلمه واستأنف الجهاد ولملأ الدنيا -مرة أخرى- بالخطب والمقالات، أمَا وقد غاب عنا وانتقل إلى رحمة الله فقد انصرفتُ إلى بعض ما خَطّه في هذا الباب فاستخرجته من مواضعه، فمنه ما وجدته معبّراً عن حالنا اليومَ كأنما كُتب الساعة، فنشرته كما هو، ومنه ما كُتب ليوم غير هذا اليوم وحال غير هذه الحال، فعدّلته ليناسب الزمان الحاضر، ولم أغيّر شيئاً سوى أني استبدلت كلمات بكلمات، وحيثما صنعت ذلك أعقبت النص المعدل بالنص الأصلي من باب التوثيق والتحقيق. ثم ذيّلت كل كلمة من الكلمات الثورية بمصدرها (الكتاب والمقالة) وأثبتّ التاريخَ الذي نُشرت فيه أولَ مرة، وسوف أنشرها تباعاً في هذه الصفحة وفي مدونة “الزلزال السوري”، وهي مباحة لكل من شاء نسخها ونشرها حيثما شاء، فإنها وقف للثورة وللأمة، على أن يدفع ثمنَ النسخ والنشر: “دعاء لكاتبها بظهر الغيب”، فإنه في مكان لا ينفعه فيه غير الدعاء.
علي الطنطاوي: كلمات في الثورة (1) الجهاد يكون واجباً إذا احتل العدو بلداً من بلاد المسلمين، هنالك يُعلَن الاستنفار العام ويصير القتال واجباً على الجميع، على أن يبدأ بأهل البلد الذي احتله العدو، فإن لم يَكْفوا فعلى من يليهم من جيرانهم، الأقرب فالأقرب.
والجهاد ليس القتال بالسلاح فقط، فالذي يمدّ المقاتلين بالمال (إن كانت حاجتهم إليه أكثر من حاجتهم إلى الرجال) مجاهد، والذي يساعدهم بالدعاية باللسان وبالقلم (إن كانت تعين على النصر) مجاهد، والذي يتولى رعاية أسر المجاهدين مجاهد، والله قدّم -بالذكر لا بالأجر- المجاهدين بالمال على المجاهدين بالنفس.
إن كل جندي يقف في الميدان يحتاج إلى أربعة أو خمسة يقومون وراءه، يعدون له السلاح والعتاد والمؤن ووسائل النقل، وهؤلاء كلهم إنْ صَحَّت نياتهم مجاهدون. مع العلم بأن المجاهد هو من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، لا لمجرد الدفاع عن الوطن ولا لمجرد استرداد الأرض، ولا لتنشر الصحفُ اسمَه ولا ليعلوَ في الناس ذكرُه.
المصدر: الزلزال السوري
منذر عيد الزملكاني
أسامة أبو زيد
أسامة حوى
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة