أحمد دعدوش
تصدير المادة
المشاهدات : 3165
شـــــارك المادة
الثورة السورية وصلت فعلا إلى مرحلة الجنون التي كان ينتظرها الغرب والنظام وإيران، وهي المرحلة التي كنا نخشاها عندما كنا نلمّح على استحياء إلى ضرورة البحث عن حل سياسي قبل أن يفقد الناس عقولهم، وعندما كانت تقوم آنذاك قيامة أبطال الفيسبوك فيرفعون في وجوهنا شعارات الصمود حتى آخر شهيد، بينما تقوم قيامتهم اليوم ضد كل من يتحدث عن "مثاليات" الصمود وعدم الهجرة.
قبل أيام خرجت مظاهرة بالآلاف في سلوفاكيا ضد المهاجرين، وبشكل دوري تخرج مظاهرات مماثلة في كل أوروبا، وقبل أسابيع قليلة أظهر استطلاع للرأي أن المشكلة الأولى التي تقلق المواطن الأوروبي هي خطر المهاجرين، وذلك قبل مشكلة البطالة والركود الاقتصادي.
ولكن العقل الجمعي للثورة لم يسمع بكل هذا، بل احتفل أمس بمظاهرة النمسا الأولى والوحيدة التي تتعاطف مع المهاجرين، كما أسدل على ميركل ألقاب القداسة لسماحها لمن يصل إلى بلادها بأن يبقى بعد تخطي عقبات الموت ومهربي البشر. صارت أوروبا فجأة بلاد الإسلام، وميركل نجاشي الأمة، بينما يرمى كل ما قدمه الخليج وتركيا إلى مزبلة النسيان، ويتولى مثقفون مهووسون باسترضاء العامة –وبعضهم إسلاميون- مهمة السخرية من "المشايخ" ومن فتوى تحريم الهجرة إلى "بلاد الكفر"، بينما يتولى آخرون مهمة تزوير التصريحات لميركل وغيرها ليصبح الأعداء الذين يدعمون النظام سرا وعلانية في الغرب هم أبطال الثورة في ذروة جنونها.
أخيرا، تحول مسار الثورة نهائيا عندما أصبح المكسب الوحيد منها هو تحصيل فرص كانت مستحيلة في الفرار إلى "الحبشة"، وعندما صار الشهيد هو الذي يرمي روحه وروح أولاده في البحر دون ضرورة وليس ضحايا القصف اليومي ولا أبطال القتال على الجبهات. الآن أصبحت التسوية السياسية ممكنة، بل واجبة، عسى أن نلحق بما بقي من عقول الأمة.
صفحة الكاتب على فيسبوك
محمد بشير حداد
أبو طلحة الحولي
أسرة التحرير
مجاهد مأمون ديرانية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة