..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

تفريغ الجيش (2 من 2)

مجاهد مأمون ديرانية

٣ أكتوبر ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3068

تفريغ الجيش (2 من 2)
0330555.jpeg

شـــــارك المادة

رسائل الثورة السورية المباركة (49)
الثورة السورية:المرحلة الثانية (15)
تفريغ الجيش (2 من 2)

 

اقترحت في الحلقة الماضية بعض الأفكار التي يمكن أن تساعدنا على استرجاع جيشنا أو تفريغه (جزئياً بالطبع)، وقد وجهتها إلى أهالي المجندين الذين يعانون هم أنفسهم من عمليات النظام القمعية، وبالتالي فإن مشاركتهم الفاعلة في تنفيذ الحملة سيخفف الضغط عنهم شخصياً كما أنه سوف يخفف الضغط عن عموم المناطق المحاصَرة بالضرورة. والآن سأقدم بعض الأفكار التي يمكن تطبيقها على الجيش مباشرة، وهي -كما قلت في المقالة السابقة- بعض الاجتهادات الشخصية التي أتوقع أن يُبدع أهلنا من جمهور الثورة في الداخل أضعافَها وأحسن منها.
مقارنةً بأهالي المجندين؛ فإن الوصول إلى المجندين أنفسهم أسهل ولكن التأثير فيهم أصعب. الوصول إليهم سهل لأنهم جاؤوا بأنفسهم إلى المدن والمراكز السكنية، نقلهم إليها من ثكناتهم النظامُ المجرم الذي لم يستطع قمع الانتفاضة بكل جبروت أجهزته الأمنية وأعدادها الرهيبة حتى اضطر أن يستعين بالجيش. لكن التأثير فيهم صعب لأنهم محجوبون أولاً، ولأنهم يخضعون إلى توجيه وغسيل دماغ مبرمَج بصورة مستمرة. هل يحول هذا كله دون التأثير فيهم؟ لا، ولكنه يعقّد المسألة فقط.
لنناقش بعض الأساليب الإبداعية التي استُعملت سابقاً ونحاول أن نبحث عن غيرها.
(1) في أكثر المناطق التي دخلها الجيش نجح السكان المدنيون في إقامة علاقات طيبة بل وفي عقد صداقات مع المجندين، لا سيما في الحالات التي ثبتت فيها العناصر لفترات طويلة على الحواجز مما سهّل عملية التواصل بين الطرفين. النظام يسعى إلى التغلب على هذا الخطر بتغيير أماكن القطع العسكرية باستمرار، ولكن التجربة أثبتت أن هذا الإجراء ليس فعّالاً كما كانوا يظنون، لأن الحاجز النفسي القائم أصلاً بين الطرفين يتآكل بحيث يصعب إعادة إنشائه في وقت قصير، والمجندون لا يصلون إلى هدنة وحسن علاقة فقط مع أشخاص معينين بل مع الجماعة المدنية بالإجمال. أو بتفصيل أكثر دقة: هم يتآلفون مع سكان الحي الذي يرابطون في طرفه بمقدار خمسين بالمئة مثلاً، ويتآلفون مع المجتمع المدني بمقدار خمسين بالمئة، وهكذا فإنهم عندما يُنقلون إلى منطقة أخرى يصلون إليها وهم متآلفون بنسبة خمسين بالمئة وتبقى البقية موكلة إلى أهل المنطقة الجديدة.
يمكننا أن نعتبر هذا التآلف ضربة موجعة للنظام وإنجازاً ممتازاً للثورة بكل المقاييس، لذلك فإن المصلحة تملي على إخواننا المدنيين -في كل مناطق سوريا- أن يبذلوا جهداً منهجياً مثابراً لتحسين العلاقة مع المجندين دائماً، وهذه هي الخطوة الأولى لكثير من الخطوات اللاحقة.
(2) بما أن الحملة الأمنية التي يشارك فيها الجيش تكاد تشمل مناطق سوريا كلها، وبما أن جنود الجيش جاؤوا إلى الجيش من كل مناطق سوريا، فإن تذكير الجندي بما ينتظر أهلَه في منطقته على يد زملائه الجنود هناك سيوقظ في نفسه الحس النائم ويُفشل حملةَ التضليل التي يتلقاها من رؤسائه ولو جزئياً. أقترح أن تُجهَّز رسائل واضحة وموجزة تصلح لتوجيهها إلى جنود الجيش، مثلاً: "يا ابن الدير، يا ابن درعا، يا ابن القامشلي… الجيش يقتل أهلك. لا تشارك في الجريمة، كن رجلاً وتمرد على أوامر القتل"، "أنت جندي في جيش الوطن، مهمتك حماية الوطن، لماذا تقتل أبناء الوطن؟"، "أيها الجندي الشريف: لا تطلق النار، نحن شعب أعزل لا نحمل السلاح، لا تسمح لقادتك أن يحوّلوك إلى قاتل"… وأمثال هذه الرسائل الموجزة التي يستطيع أهلنا في سوريا إبداع المئات منها، بل مما هو خير منها وأفضل. أبدعوها واستثمروها في المظاهرات بكتابتها على اليافطات، وأيضاً اطبعوها والصقوها على الجدران أو رشّوها عليها بالبخاخ في كل المناطق التي يوجد فيها الجيش.
(3) الصوت أضمن وصولاً من الصورة لأن اليافطات المرفوعة في المظاهرات يمكن أن يشاهدها عشرات الجنود، أما الصوت المرتفع الذي تذيعه المكبرات فيمكن أن يصل إلى المئات وبمخاطرة أقل. أرجو أن تبدعوا نداءات وأهازيج تعبر عن المعاني السابقة نفسها ولكن بصيغة أكثر اختصاراً وأصلح للتلحين والهُتاف، واهتفوا بها في المظاهرات أو أذيعوها بالمكبرات، وهذه أمثلة قليلة -كتبتها بالعامية وأرجو أن تُفهَم، أما اللحن فلم أستطع كتابته، ستكتشفونه بأنفسكم-:

يَ عساكِر بْلادنا  نَحْنا أَهَليكُنْ *** لا تْأوْصُوا عَ وْلادنا حارَامَ عْليكُنْ
يا أبطال الجيش  نحنا مو يهود *** عَمِتحاربونا ليش؟  روحوا عَ الحدود
يا جيش بْلادي  وطنَكْ عَمِنادي *** كيف تْأَتّلْ سوريين وتِتْرُكْ آعادي؟
آلولَكْ نحنَ مْسَلّحين كلّو كِزِبْ كلّو تلفيئ *** هَيّا إدينا مرفوعة  ما عَنّا غير التسفيئ
(3 صفقات + 3 صفقات)

(4) خاطبوا الجنود خطاباً عاطفياً باللهجة العامية، خطاباً هدفه إثارة المشاعر الإنسانية والوطنية، ذكّروهم بأنكم أهل، بأن الكبار منكم كالآباء والأمهات لهم وأن الصغار كالإخوة والأخوات، ذكّروهم بأنكم أهل بلد واحد وأن الجيوش لا تقاتل أهاليها. استعملوا المكبرات لتوجيه هذه الرسائل، واستعملوا أيضاً مآذن الجوامع.
اطلبوا من أئمة الجوامع أن يوجهوا للجيش من المآذن خطاباً دينياً يذكرهم بالله ويحيي فيهم الإيمان. إن الإيمان أقوى أسلحة الثورة، فاستعملوه لتخويف الجنود من عذاب الله إن هم أطاعوا قادتهم وقتلوا المدنيين الأبرياء.
وليقرأ الأئمة والخطباء عبر المكبرات الفتاوى التي نُشرت مؤخراً ووقع عليها عشرات العلماء من سوريا وغيرها، وتنص على حرمة قتل الآمنين وتتوعد القاتل بالعذاب الشديد، وهذا رابطها: 

فتوى-علماء-بلاد-الشام-حول-القتال

وبما أن الفتوى طويلة وغالباً لا يمكن أن تُقرَأ كاملة لطولها فلتُقرَأ خلاصتها أو المقاطع الأشد تأثيراً فيها، أو ليُقرَأ موجزها الذي فُرِّغ في منشور قابل للطباعة والتوزيع، وهو على هذا الرابط -تصنعون خيراً بطباعته وتوزيعه على الجنود أو لصقه في الأماكن العامة المحيطة بمراكز تجمعهم-: 

منشور-فتوى-علماء-بلاد-الشام-حول-القتال

(5) نشرت صفحات الثورة في الأسبوع الماضي إعلاناً موجهاً إلى عناصر الجيش قالت إنه كُتب باستشارة خبراء في علم النفس وإن كلماته وعباراته دُرست وصيغت بعناية شديدة، ودعت إلى طباعته وتوزيعه أو لصقه بالقرب من التجمعات العسكرية في المدن. أنا لست من خبراء علم النفس ولكني حاولت أن أتقمّص شخصية عسكري يخدم في الجيش السوري واستقبلت الإعلان استقبالاً حسناً، وأظن أنه لا بدّ أن يترك أثراً صالحاً لو أنه نُشر نشراً موسعاً، بل وأدعو إلى إنتاج نداءات أخرى بالمنهج نفسه وتوزيعها على أوسع نطاق ممكن. وهذا رابط للاطلاع على النداء والاستفادة منه بالطباعة والتوزيع:
 * * *
خلاصة هذه المقالة والتي قبلها هي أن الجيش ليس عدواً أصلياً للأمة والثورة، وكيف يكون كذلك وهو مكوّن في أكثره من أبناء الشعب البسطاء الشرفاء المرغَمين على الخدمة العسكرية بالإكراه لا بالاختيار؟ لذلك أرجو أن تجعلوا تدمير هذا الجيش هو آخر الحلول. وبما أن الأكثرين ينادون بحماية الثورة -ولكنهم لا يتصورون كيف يمكن توفير الحماية للثورة-، فليكن شعارنا منذ اليوم: نطالب جيشنا الحر بحماية ثورتنا. أليس جيشُنا أَولى بحمايتنا من جيش غيرنا؟ ثم لننطلق في تكريس الجهود وإبداع الوسائل والحلول لاسترجاع جيشنا من النظام الذي سرقه.

المصدر: الزلزال السوري

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع