محمد حسن العلي
تصدير المادة
المشاهدات : 7556
شـــــارك المادة
الشرط الثالث من شروط النصر، (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) والإعداد هو الإعداد النفسي والجسمي، والإعداد النفسي هو تربية النفوس على الإخلاص لله والإقبال على الآخرة، وهذا هو المرتكز الأول والأساسي للنصر والأسباب الأخرى ما هي إلا نتيجة وتابعة لهذا السبب.
كما أن الإعداد الجسمي يكون بالتدريب على استعمال السلاح وقوة البدن كما ورد في الحديث (ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي... كررها الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثًا) . ثم يأتي الإعداد بالدعم المالي، فالمال هو الذي يؤمن السلاح الذي يستطيع الثوار به مواجهة العدو، فالثورة السورية اليوم هي ميدان التجارة مع رب العالمين عز وجل فأين الأثرياء وهذا ميدان السباق والتنافس بالخيرات؟! (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) الآية (فاستبقوا الخيرات) الآية.
ولنجعل من الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وغيرهم من صحابة الرسول عليه السلام ورضي الله عنهم أسوة وقدوة في هذا الميدان، فعندما بدأ النبي عليه الصلاة والسلام يتجهز لغزو الروم في الغزوة التي سميت "جيش العسرة" لقلة ذات اليد وحرارة الصيف اللاهب، في ذلك الوقت وفي هذا الميدان للتنافس بالخيرات جاء أبو بكر بكل ما يملك وجاء عمر بنصف ماله وجهز عثمان ألف بعير -رضي الله عنهم وأرضاهم-. فإلى جميع الميسورين من أبناء سوريا والعالم العربي والإسلامي إلى هؤلاء جميعًا أقول: إن معركة سوريا ليست معركة السوريين وحدهم وإن كانوا هم وقودها ورأس حربتها، وإنما هي معركة الأمة الإسلامية مع جميع قوى الاستكبار العالمي والحقد المجوسي والإلحاد الروسي. فيا تجار الآخرة فأيام سوريا هي الأيام المشهودة في هذا التاريخ، فلو قدّم الأثرياء اليسير اليسير من أموالهم لتم حسم المعركة بإذن الله بأقل تكلفة وأقصر زمن وكان في ذلك حقن للدماء التي تهدر و القرى التي تدمر. لماذا يترك أبناء سوريا يتسولون العالم العربي والأجنبي؟! لماذا يا مسلمون لا تكونوا أوفياء لدين ربكم ولآخرتكم والله تعالى يقول (إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة)، وفي آيات كثيرة قدم الله الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس لأهميته (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون) وقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم (10) تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون). فلماذا يا أثرياء العالم العربي والإسلامي ندع السوريين يتسولون العالم الغربي والشرقي ليمنّوا عليهم بصدقاتهم المشروطة شروط الذل والمهانة ونحن قادرون على دعمهم وإعانتهم. فو الله لو تقدّم أصحاب المليارات والملايين بالجزء اليسير من زكاة أموالهم فقط لاستطاع المجاهدون السوريون أن يحسموا المعركة قبل هذا الوقت بكثير، وبالتالي ستكون حياة العزة ليست للسوريين فقط بل للعرب وللمسلمين جميعًا. ولو تمكن العدو المجوسي الملحد من سوريا لا قدر الله لكانت حياة المسلمين حياة الذل والمهانة على يد أحقد البشر قاطبة على يد المجوسية الحاقدة. فالجهاد بالمال هو أحد شروط النصر الأساسية لأنّ الله تكفل بالنصر إذا تحققت شروطه، ومن شروطه (إن تنصروا الله ينصركم) ومن شروطه (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) وتحت هذا العنوان يجب أن يتنبه جميع الداعمين بأموالهم أنّ هذا الدعم يجب أن يوضع بالموضع الذي يرضي رب العالمين عز وجل ولا يكون وبالًا على صاحبه يوم القيامة إذا وضعه في يد غير أمينة وهو عالم بذلك، أو لم يبذل جهده بالتحقق من أمانة هذه اليد، فليحذر ذلك الموقف بين يدي الله -عز وجل- ليسأله لمن قدمت مالك ولماذا؟؟. فنسأله تعالى أن يصلح نياتنا ويجعل عملنا خالصا له إنه سميع مجيب . وإلى معلم آخر من معالم على طريق الثورة بإذن الله .
مجاهد مأمون ديرانية
حسان الحموي
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة