..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

القضاء على دولة الخلافة الخبيثة!

عوض السليمان

٤ يوليو ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6941

 القضاء على دولة الخلافة الخبيثة!
020.jpg

شـــــارك المادة

لم تشترك بريطانيا حتى اليوم في الاعتداء المباشر على المسلمين السنة في سورية، ولكنها فعلت ذلك في العراق، وساهمت كالولايات المتحدة في تدميره وتهجير سنته وتسليمه لميلشيات الولي الفقيه.

ومع أن بريطانيا لم تقتل مباشرة سنّة الشام، إلا أنها فعلت ذلك من خلال الصمت المطبق على جرائم الأسد، و رفضها المشاركة بإنشاء منطقة عازلة لحماية السوريين، أو توجيه أي ضربة لقوات الأسد للحد من الإرهاب  العالمي.

في الشهر التاسع عام 2012، صرح وزير الخارجية البريطاني هيغ أن بريطانيا لا تستطيع مساعدة الثوار السوريين، بسبب وجود حظر على توريد الأسلحة لسورية، ويبدو من التصريح حماقة صاحبه ووقاحته أيضاً، فالرجل يعترف أن الغرب طبق الحظر كي يحرم الثوار من المساعدة، فسلاح موسكو وطهران لم ينقطع عن الأسد ولا حتى يوم الإجازة.

في الشهر الأول من هذا العام اجتمعت أكثر من عشرين دولة أوروبية وعربية في لندن لمحاربة إرهاب تنظيم الدولة، وقال الناطق باسم الحكومة البريطانية "إننا نقف مع العرب والمسلمين ضد بربرية تنظيم الدولة" ، ولا أعرف لماذا لا يقف معنا ضد بربرية بشار الأسد وحسن نصر الله، فلم يقتل تنظيم الدولة مليون سوري على أية حال، ولم يهجر نصف الشعب السوري حتى اليوم. وما كان مؤتمر لندن ذاك إلا لصرف النظر عن جرائم الأسد وتثبيت حكمه.

يوم الجمعة الماضي، وفي الوقت الذي كنا نتحدث فيه عن ضحايا السنة في العالم، وقعت عدة تفجيرات، أحدها في الكويت والآخر في فرنسا وثالثها في سوسة التونسية.

سارع الغرب المتمدن، وأذياله في المنطقة وبشار الأسد أيضاً، للإيحاء بوجود علاقة بين تلك "التفجيرات الإرهابية السنّية"، وأكدوا أن معالجتها لا تتم إلا بالقضاء على تنظيم الدولة، لا بالقضاء على الأسد وشرور إيران.

استوقفتني محاولة تفجير مصنع الغاز في "الإيزير" جنوب فرنسا، فقد قامت الآلة الإعلامية الغربية "بسيرك" مدهش لإثبات أن العملية إرهابية، علماً أن ياسين صالحي المتهم بها أعلن أنه قتل ربّ عمله انتقاماً لا أكثر، ولكن الغرب أصر على استثمار العملية للصق الإرهاب بالمسلمين.

في تونس وقع تفجير في فندق سياحي أدى إلى مقتل ثلاثين بريطانياً، كان على ما يبدو منتظراً ومرحباً به. فالسبسي "قائد ثورة الشباب في تونس"، "والذي قضى على النظام الفاسد، وأعاد لتونس نضارتها وحضارتها ودينها" أغلق ثمانين مسجداً كي لا تفرّخ الإرهاب السني.

واشنطن أعلنت أنه لا حاجة لإنشاء منطقة عازلة لحماية المدنيين في سورية فعدد القتلى من المسلمين لا يكفي، وزد أن بعضهم يتعلم القرآن كما حدث في الغارية الشرقية، فالأسلم موتهم والتخلص من إرهابهم، وإنشاء منطقة عازلة سيمنع طائرات الأسد من قصف هؤلاء، وهو ما لا تريده أمريكا المتحضرة.

بالعودة إلى بريطانيا، فالسيد رئيس الوزراء البريطاني لا يعرف على ما يبدو أن الأسد أُس الإرهاب ومصدّره، وأنه هدد أوروبا بضرب عواصمها وقد فعل، ولم تتأثر مشاعر كاميرون لاستشهاد مليون سوري على الأقل، وهو اليوم يسعى لوقف إرهاب تنظيم الدولة "ويجاهد" لإقناع البرلمان للسماح له بتنفيذ ضربات جوية في سورية ولا يظن أحدنا أن طائراته ستقصف إرهاب الأسد بل ستساهم في الانتقام من البسطاء  في شمال سورية ووسطها، وسيكون بشارالأسد هو منسق العلميات فالرجل درس في بريطانيا ويعرف لغة القوم وما يريدون.

سيستمتع البريطانيون بمشاركة الأمريكان في قصف منازل الآمنين وقتل أبنائهم، وقريباً سيشارك خلق كثير في قتل أهل الشام، بحجة الحرب على الإرهاب.

أرجو من القارئ الكريم أن يتمعن في جملة وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، قال إنه يريد القضاء على التنظيم الذي يقيم "دولة الخلافة الخبيثة في العراق وسورية".

 

 

زمان الوصل

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع