..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

المسرحية اكتملت فصولها

سلوى الوفائي

١٠ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7359

المسرحية اكتملت فصولها
000.jpg

شـــــارك المادة

كيف لنا أن نعيش في القرن الحادي و العشرين فيما نقبع سياسياً واستراتيجياً واقتصادياً ما وراء التاريخ؟
نترنح في مهاوي الإنسانية، ونستنسخ جينات قابيل حرصاً على ديمومتها في العرق البشري وحرصاً على استمرار دور الشيطان على مسرح الجريمة.

 

 

إذ كيف نفسر تردد البيت الأبيض، القوة العظمى، في العالم والذي ينام في سراديبه اللوبي الصهيوني، في توجيه ضربة عسكرية عقابية لنظام بشار الأسد الذي أولغ في دماء شعبه إلى حدّ الصدمة الكارثية باستخدام السلاح الكيماوي المحرم دولياً، على مرأى اللجنة المبعوثة لتقصي الحقائق بخصوص استخدام الكيماوي في سورية وسمعها؟
لم يضف رجل البيت الأبيض بقرار الضربة العسكرية إلا مشهداً جديداً للمسرحية المأساوية الطويلة، لحفظ ماء الوجه، بعد إطلاق تصريحاته التي تحظر تجاوز الخط الأحمر وتبيح ما دونه وإن كان إبادة جماعية بالسلاح الأبيض.
ومع ذلك لم تكن الضربة تهدف إلى إسقاط النظام ولا إلى الإطاحة بالأسد وإنما إلى وضع اليد على السلاح الكيماوي كي لا يتم استخدامه ضد دول الجوار.
ومن هنا جاء المخرج الذي ينقذ أوباما من تنفيذ تهديده بالضربة العسكرية، لقاء قمة وراء الكواليس يجمع النقيضين جون كيري وسيرغي لافروف لتحديد معالم الصفقة.
ولربما كان لقاء قمة أيار الذي جمع كيري ولافروف في موسكو تمهيداً لليوم، حيث انتقل الاثنان من حالة الإنحباس الأخلاقي بين الموت والموت إلى حالة الطفو على السطح بين الحياة والحياة، رغم احتدام النقاش بينهما آنذاك واشتباكهما بالأيدي بعيداً عن أعين الصحافة وفضائح الشاشات.
لم يمض ساعات على إصدار جون كيري مبادرته إلى الأسد بتسليم مخزون الكيماوي خلال أسبوع مقابل تجنبه الضربة العسكرية حتى سارع لافروف بمبادرة للأسد كي يضع مخزون الأسلحة الكيماوية تحت رقابة المجتمع الدولي تمهيداً لإتلافه و كملت فصول المسرحية بترحيب الحكومة الأسدية بمبادرة لافروف واستعدادها لتقديم تنازلات بقبول المراقبة الدولية للسلاح الكيماوي من خلال المؤتمر الصحفي لوليد المعلم و بثينة شعبان.
سيناريو معد مسبقاً مفصل حسب الطلب. يتلاشى احتمال الضربة العسكرية و تلوح في الأفق تسوية بوادر حل سياسي وينسى العالم أن الضربة كانت تهدف لتأديب الأسد لاستخدامه الكيماوي في أبشع مجزرة راح ضحيتها نحو الألفي مواطن من الأبرياء في غوطة دمشق.
دعونا نسمّي الأشياء بأسمائها، بدل أن نتواطأ مع ثقافة العار، لو كانت معارضتنا قوية ومتمكنة ومؤمنة بأهداف الثورة والطريق أمامها واضح لقامت بإجراء مؤتمر صحفي مباشر، ترفض فيه مبادرة كيري ومبادرة لافروف وتضع الضمير العالمي على المحك ليتحمل مسؤولياته الأخلاقية أمام ما يحدث، ويذكرهم أن الضربة العسكرية أصلاً كانت تهدف لتأديب الأسد، لا لأخذ وعد منه بعدم تكرار الخطأ، وتهدف لشلّ قواته العسكرية وإعادة التوازن العسكري على الأقل بين قواته وقوات المعارضة.
لكن ومن جديد.... مشكلة الثورة السورية أنها ابتليت بمعارضة أسوأ من النظام ذاته، غارقة في جهلها، خانعة، مترددة، متسلقة، عينها على السلطة والمريسة وتصدر شاشات الإعلام لا على معاناة الشعب السوري التي أصبحت تصعب على الشيطان نفسه، وتنمو باتجاه أكبر كارثة إنسانية عرفها التاريخ.
إسقاط المعارضة واجب وطني واستبدالها بذوي الكفاءة والقدرة والحس الوطني والنية الصافية من ثوار الداخل و شرفاء الجيش أصبح على رأس أولويات الثورة المباركة.
ولن يسقط الأسد مالم تسقط هذه المعارضة المشلولة المتخاذلة طالما فيها ابنة ميشيل كيلو التي تريد تدمير مكة المكرمة رداً على تحرير معلولا معلنة انتمائها لذلك النوع من العدالة، عدالة السواطير والصواريخ، وفيها ابنة الغادري عضوة الائتلاف الوطني الملحدة التي تنفي وجود الله علناً على صفحتها على الفيسبوك، و بهية مارديني التي مازلت تحلم بلقب السيدة الأولى .... و الكل غارق في مركبهم....
حين يقول مسؤول خليجي لنظيره في إحدى دول مجلس التعاون "لو أردنا لأزلنا جبل قاسيون من مكانه، فمن هو بشار الأسد لكي يبقى على وجه الارض؟"
علينا أن نحلم و ننتظر وننظر كيف يمشي قاسيون على قدميه بأمر خليجي. تعبنا يا قاسيون، على سفحك نتكأ، و أطواق الياسمين الدمشقي تلتف على أعناقنا أعواد مشانق... و خيبات أمل تتوالى.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع