مالك فتح الله
تصدير المادة
المشاهدات : 4736
شـــــارك المادة
إن الإنسان حين يواجه مشكلة من المشكلات أو خياراً من الخيارات، فإنه يعود إلى مخزونه الذاتي من المعرفة والخبرة، فإذا لم يسعفه في بلورة الحل أو الموقف لجأ إلى مخزون الخبرة المتوافر لدى المحيط الذي يعيش فيه ، أو ما يسمى بمخزون الخبرة الجماعية.
فإن يلجأ إلى إبداع حلول أو مواقف وفق إمكاناته الذاتية وحين يكون البناء المنهجي لديه مشوهاً أو غير مكتمل فإن المتوقع آنذاك أن يقوم بصياغة أجوبة مشوبة بالخرافة أو حلول تقوم بالتعصب وهذا كله ينشأ بالأخيلة البعيدة جداً عن حدود الخبرة المتاحة وبعيدة عن حدود المنطق والمعقول ، وهذا هو الفخ الذي يقع فيه معظم أولئك الذين يعيشون في بيئات يخيم عليها الجهل والفقر الثقافي ،وإنه لشيء سيئ أن يجد نفسه مقيماً في أرض الخيارات الصعبة حيث يكون الاستسلام للوعي الجماعي خطراً يمنع تحرير العقل من قيود الجهل والركون إلى السهل الجاهز... إن عملية التحرر العقلي لدى الكثير من الناس قد تكون عملية شاقة ومديدة ، لكنها عظيمة ونبيلة وهي مشروطة دائماً بقدرة الوعي الموجود لدى الإنسان على مراجعة تاريخه وحاضره وإيجاد القدرة للتفوق على ذاته ... وإن خوف الإنسان من كل جديد قادم قد يدفعه إلى التعصب لما ألف من أفكار ومبادئ وعادات وتقاليد وكذلك التعصب ضد ما جهل من ثقافات وحضارات أخرى لم يسبق له أن عرفها من قبل ، فالتعصب ينشأ ويقوم مع قيام الجهل ودوامه ، وتطاول لياليه وتراخي أيامه ، حيث يبدأ بالانتشار على شكل نزعات بدائية سمجة؛ يؤدي إلى تقسيم المجتمعات إلى قطاعات متناحرة وجماعات متنافرة ... و تعتمد ألية التعصب على اعتقاد المتعصب أنه قبض على الحقيقة النهائية التي تدفع به إلى وجوب الإلزام الكامل برأي أو جماعة أو قبيلة أو فترة تاريخية معينة، وقد يكون التعصب أحياناً فيما يقبل النظر والتأمل. وكلما كان عدد الجزئيات التي عزم المتعصب الدفاع عنها أكثر ، كانت مخاطرته أكبر وكان تعصبه أشد ، وإن الدوافع التي تؤدي بالمرء إلى التعصب كثيرة ومتعددة ، قد تظهر أحياناً بشكل جلي وأحياناً تكون دفينة تظهر بغير لبوسها ، ومن أهم تلك الدوافع : 1-القبيلة: لأنها قد تؤمن نوعاً من الحماية والتكافل لأبنائها وثمن هذا هو (الإشادة بها). 2-البيئة الاجتماعية: إن البيئة التي يعيش فيها الفرد قد توفر له ألواناً من التعصب تنتج في العادة عن سيادة روح التعصب في جميع الأحكام والعلاقات والرؤى الاجتماعية. 3-الماضي: كثيراً ما يتعصب شعب أو فرد لماضيه نتيجة لسوء الواقع. 4-القهر: كثيراً ما يكون الدافع قهرياً لا حيلة للمرء فيه وذلك حين تكوت التربية الاجتماعية المتوارثة قائمة على رؤية ذرية للأشياء والأحداث والأفكار وهذه الرؤية تكون في العادة عاجزة عن إبصار القضايا الكلية وعقد التوازنات. خلاصة: إن أية فكرة مهما تكن تافهة ، إذا توفرت لها الدعاية اللازمة فإنها تجد مَن يعتنقها ويتحمس لها، ولذا فإن المتعصب كثيراً ما يقع ضحية لدعاية منظمة حجبت عنه الصورة الكلية وأغرقته في تفاصيل كثيرة لا تؤدي إلا إلى التعصب والتحيز.
إبراهيم حميدي
عبيدة عامر
حسان الحموي
خليل العناني
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة