ياسر سعد الدين
تصدير المادة
المشاهدات : 3638
شـــــارك المادة
المفكر اليساري العربي سلامة كيلة عايش وعاين إصلاحات بشار الأسد عن قرب، فقد اعتقل الرجل والذي شارف على الستين لاتهامه بالمسؤولية عن نشرة يسارية صدر منها ثلاثة أعداد وضعت في عددها الثاني شعار "من أجل تحرير فلسطين نريد إسقاط النظام".
وبحسب تصريحات صحفية له في الأردن والتي أبعده النظام الممانع إليها، كشف كيلة عن التعذيب الوحشي الذي تعرض له قائلاً: إنه تعرض للضرب المبرح في فرع المخابرات الجوية، وأن أسوأ تعذيب تعرض له كان في المستشفى بالمزة الذي قال: إن اثنين من المعتقلين قتلا تحت التعذيب خلال وجوده هناك، وأنه اضطر للتبول على نفسه عدة أيام لأنه منع من الذهاب للحمام. وقال كيلة إنه تعرض للضرب خلال وجوده بالمستشفى، وأنه كان يضرب من كل عنصر يعرف أنه من أصل فلسطيني، وعرض كيلة على صحفيين التقاهم آثار التعذيب على أنحاء جسده والتي لا زال يعالج منها في الأردن. كيلة ليس إسلامياً ولا ينتمي لجبهة نصرة الإسلام، بل هو مفكر يساري سبق وأن تعرض للاستضافة ثمان سنوات في سجون الأسد، وهو نموذج صارخ وشهادة حية على إصلاحات الأسد وتوثيق لما سبق وأن أعلنته منظمات حقوقية عن استخدام النظام للمستشفيات كمراكز تعذيب. الغريب أن الوسطاء في الشأن السوري مثل السيد عنان ولجانه العاملة على الأرض لم يخطر ببالهم استجواب كيلة وتوثيق شهادته، (ولا أدري إن فعل المجلس الوطني شيء بهذا الخصوص) عن انتهاكات النظام لكرامة المعتقلين وعن قتلهم تعذيباً بدل الإفراج عنهم كما تنص خطة عنان الشهيرة. قضية كيلة توجه صفعة لشبيحة الأردن من القوميين واليساريين والذي يحجون إلى النظام السوري ليشيدوا بإصلاحاته وممانعته والذي يشكل كيلة شهادة حية وناطقة عنهما، فالرجل كان يتلقى ضرباً مضاعفاً لمجرد أن يعرف جلادوه أنه فلسطيني. كلية قال في شهادته أن النظام السوري سيسقط وإن الثورة الشعبية ستنتصر، واصفاً نظام الأسد بأنه "أكبر مافيا في المنطقة"، مهاجماً قوى اليسار والقوميين العرب المنحازين للنظام السوري والذين اتهمهم بالمشاركة في حرب إبادة ضد السوريين. إن نظاماً يعذب مفكر ويقتل بالتعذيب أمامه معتقلين آخرين ثم يطرده خارج بلد نشأ وعاش فيه دون أن يبالي بشهادته حول التعذيب والانتهاكات؛ نظام لا يستغرب منه القيام بتفجيرات ضخمة في سوريا إذا كان يرى فيها سبيلاً لبقائه في حكم اغتصبه وعائلته من الشعب من عقود.
منذر الأسعد
علي حسين باكير
ياسر الزعاترة
طارق الحميد
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة