نجوى شبلي
تصدير المادة
المشاهدات : 2967
شـــــارك المادة
ساءني ردود عبد الباسط سيدا أمس الخميس في برنامج حديث الثورة والذي تبثه الجزيرة, وقد أظهر فيها ما يوحي بضعف الثورة السورية وتلهفها على المساعدة الغربية للتخلّص من نظام بشّار الأسد؛ وذلك من خلال تفسيره لكلام ويليام هيج وزير خارجية بريطانيا الذي أظهر رغبة بريطانيا والغرب في حلّ سياسي للأزمة السورية كما يراها, وإلا فإنّهم سيضطرون إلى مساعدة المعارضة.
وهنا لا بدّ أن نبحث خلال هذين العامين الذين انصرما من عمر الثورة السورية عن مؤشّر يدلّ على رغبة الغرب الحقيقية في انتصار الثورة السورية؛ بل على العكس من ذلك هرولت وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون إلى قطر والسعوديّة لتمنعهما من تزويد المعارضة بالسلاح بعد أن لمّحت هاتان الدولتان إلى أهمّية ذلك لحماية الشعب السوري من آلة الموت التي تحصدهم بالمئات يوميّا. ولو كان عند الغرب أدنى رغبة في تغيير نظام بشّار الأسد لسارع بإمداد الثوّار بأسلحة نوعية تتصدّى لبراميل الموت التي تلقيها طائرات النظام، وتحصد فيها أرواح المئات كلّ يوم, أو أعطى الغرب الأوامر لحلفائه في المنطقة لإرسال قوّاتهم إلى سورية لمواجهة القمع الأسدي ضدّ شعب أعزل, وقد رأيناهم اليوم يرسلون قوّاتهم إلى مالي, وقد فرضت فرنسا على الجزائر إرسال قوّات مساندة لقوّاتها, ولمؤازرتها في قتل المسلمين هناك. إنّ الحرب الصليبية الآن تسفر عن وجهها بقوّة رغم الأقنعة التي تحاول أن تستتر بها, فتارة تلبس قناع محاربة الإرهاب, وتارة تلبس قناع الطائفية، وتعمل على إثارة هذه النعرات, وإذكاء حرب من خلال استغلال الحقد الدفين للشيعة ضدّ السنة؛ لتحقق غاياتها هي دون أن تخسر شيئا من المال أو العتاد أو الإنسان في الوقت الذي يخسر المسلمون كلّ شيء. لقد أضحت الأمور أوضح من أن يغطيها تصريح هنا وهناك من قبل بعض الغربيين ، وعندما يقوم عبد الباسط سيدا وغيره بتفسير ما لم يعنيه الغرب أو يريده؛ عندها نرجو ألّا يكون هذا التفسير هي رغبة وحاجة نفسيّة كما فهم ذلك إين بلاك المحرّر في شؤون الشرق الأوسط في صحيفة الغارديان البريطانية, والذي كان محاورا غير مباشر في هذا البرنامج ـ حديث الثورة ـ ولم يكتفي بلاك أن أظهر موقف الغرب, بل أظهر حقيقة نظرته إلى الثوّار الذين وصفهم بالمتمردين. فهل هناك من يدّعي بعد ذلك بأنّ هؤلاء يمكن أن يكونوا أصدقاء, حتى لو أراد هؤلاء التغطية على مواقفهم بالإدعاء أنّهم أصدقاء للشعب السوري؟! وهل لأحد بعد ذلك أن يدّعي بأنّ موقف روسيا والصين وإيران ليس إلّا تواطؤا غير معلن مع الغرب؟! إنّ الغرب الذي تعوّد ألّا يتدخّل إلّا في اللحظات الأخيرة وإلى جانب المنتصر؛ ليفرض شروطه على الثوّار بعد ذلك. إنّ هذا الغرب ينتظر لحظة حاسمة كما ذكر ذلك إين بلاك.
إنّ على ثوّارنا أن يرصّوا صفوفهم, ويوحّدوا كلمتهم ويحشدوا قوتهم تحت شعار (ما لنا غيرك يا الله), وعليهم أن يخلصوا لهذا الشعار حقّ الإخلاص حتى يأتينا نصر الله, وعسى أن يكون قريبا.
أنور البني
سميح صعب
عبد الكريم بكار
عمار ديوب
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة