..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أصبحت مدينة حلب على دوي الانفجار

عز الدين سالم

١٢ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3344

أصبحت مدينة حلب على دوي الانفجار
111.jpg

شـــــارك المادة

هل جاء الدور على مدينة حلب:
إن النظام السـوري وبالتحديد رأس النظام بشار الأسد عول كثيراً على مدينتي حلب ودمشق، أما دمشـق فكونها العاصمة وتتمركز فيها قوة عسكرية هائلة والفرقة الرابعة والحرس الجمهوري وقيادات الأمن والذي جميعها إما من عائلة الأسـد أو المقربين منه.


حلب وما أدراك ما حلب:
حلب هي إحدى المدن التي واجهت هذا النظام في الثمانينات، وهمشـت كثيراً ودفعت ضـريبة مرتفعة بعد محافظة حماة، ولكن أصحاب رؤوس الأموال وجدوا طريقة للولوج إلى هذا النظام بعد وفاة حافظ الأسـد الأب وتوريث بشـار الابن الذي لوحظ عليه تكرار الزيارات لمدينة حلب وطرحه لوعود وردية، مثل: (سأجعل حلب مثل دبي من حيث الازدهار الاقتصادي).
مما سـوغ إلى بعض التجار أن الفرصة قد حانت لكسـر الركود في أعمالهم، وتحول التجارة إلى دمشـق لأسـباب عدة، من أهمها: التسـهيلات للتجار في دمشـق للمعاملات في الوقت الذي كان يضيق الخناق على التجار في حلب، وبعد الانفتاح على أوروبا الشـرقية نتيجة سقوط الاتحاد السوفيتي ونزوح العديد من تجار حلب وأصـحاب المصانع إلى روسـيا ودول أوروبا الشـرقية وتعاملهم مع المافيات لتأمين الحماية لهم ولمصالحهم، وارتباط هذه المافيات بكبار السـاسة؛ أدى وبطريقة ما إلى حلحلة عقدة التأزم بين التجار في حلب والنظام السـوري.
وبدأت تنشـأ علاقات ودية مع آل مخلوف ومن ثم بشـار الأسـد ولم يكتفـوا بهذه الصداقات، لا بل امتدت إلى شـراكة تجارية مبنية على المصالح مما جعل بعض رجال الدين المنحرفين إلى عمل وساطة بين التجار وبشـار الأسـد، ووجد الأخير في هذا فرصة لتأكيد ادعاءاته بالإصلاح وتقوية حكمه حيث كان يتربص به الكثير من طائفته لاعتراضهم على توليه الحكم وتهمشيهم، ومن أبرز هذه الخلافات مع زوج شـقيقـته آصف شوكت آن ذاك، ثم تـطورت العلاقات وظهرت بعض الامتيازات بعد اعتماده على المشاركة لأصحاب رؤوس الأموال بنصـيحة روسـية وتأييد إيراني للهيمنة عليهم، أما النصيحة الروسية فتأتي من سـياسـة فلاديمير بوتين الرئيس السـابق لروسـيا والمرشـح الأقوى للرئاسـة المقبلة؛ حيث لم يغيب عن الحكم بل عمل بذكاء بالالتفاف على الديمقراطية والدسـتور الروسـي، وسـيطر على كبرى الشـركات في روسـيا ليعيد روسـيا إلى حقبة شبيه بالشـيوعية من حيث الزخم الدولي، وهو من خرج من رحم المخابرات الروسـية، حيث تربى في المخابرات، وهو ضابط فيها في عهد يلسن، وهذا ما يبدو الطريقة التي تفكر روسـيا في اتباعها وتطرح على بشـار الأسـد اليوم في ما يسـمى لعبة الحوار.
من هذه العلاقة المتينة أو التزاوج ما بين رأس المال والسلطة وجب على هؤلاء التجار الوقوف بجانب شـركائهم، ولكونهم لا يملكون أي انتماء حقيقي لهذا الوطن ولا يعنيهم سوى أرصدتهم في البنوك والقرب من مصـادر اتخاذ القرار لتسـهيل أعمالهم ومصـالحهم الخاصة؛ قاموا بالترويج لهذا النظام، لا بل ذهبوا لأبعد من ذلك، عملوا على تجنيد حثالة القوم كمجموعات تدعى الشبيحة تضم بينها بعض الأسـر المعروفة والقبائل التي تعمل في الاتجار بالمخدرات والسلاح والتهريب، وهم معروفون في سـورية بأكملها وبحلب خاصة أنهم مجرمون يتمركزون في منطقة باب النيرب، ولا يتورعون عن فعل أي رذيلة، فهم حثالة القوم مأجورين من النظام تارة، ومن أصحاب رؤوس المال تارة أخرى، واسـتحبوا العطاء السـخي والوعود التي قدمت لهم حتى بلغ عدد الشـبيحة في محافظة حلب إلى 97000 شبيح يقومون بالقتل وترويع الناس.
وهذا ما راهن عليه بشـار الأسد، وحين وجد النظام أن الخيوط بدأت بالتفلت من بين يديه عـمد إلى تفجيرات سـبقها إطلاق نار كثيف لترويع الناس لضمان عدم خروجهم لنصرة إخوانهم في بقية المحافظات، حيث اعتمد إلى تقارير مخابراتية إن حلب سـتخرج بكاملها للاحتجاج، ولن يسـتطيعوا قمعها نظراً للأعداد الكبيرة فلجئوا إلى هذه الطريقة الخبيثة في افتعال تفجيرات في أماكن حسـاسة، وهذه تأتي أيضاً لعلمهم بحدوث هجوم من الجيش الحر فكانوا على علم ومتحضرين لذلك، وهذا لوجود اختراق في صفوف الجيش الحر، ونتيجة لنصائح قدمها رئيس المخابرات الروسـي الذي قدم مع لافروف وزير خارجية روسـيا الأمس، وباعتبار أن الروس لديهم خبرة واسعة في القمع في الشيشان، وهم يجهلون الفرق بين هنا وهناك وكأنهم لا يعلمون أن حتى القسم الصامت من الشـعب السـوري لا يتمنى لهذا النظام بالبقاء؛ لأنهم على يقين أن بقاءه هو وبال على الشـعب السـوري بأكمله، وسـينتقم النظام منه شـر انتقام، لذا لم تهدأ هذه الثورة مهما بلغت التضحيات، وهذا أحد أسباب تأخر حلب للانضمام إلى الثورة، ولكن الأحداث تـتسـارع كلما ازدادت هـمجـية هذا النظام المجرم، وزاد عـدد القتلى. وتصريح قائد الجيش الحر صحيح؛ لأن الانفجار حصل بعد إطلاق نار كثيف ثم صمت، وبعد ذلك بنحو عشر دقائق حصل الانفجار مما أدى إلى خسـائر مادية كبيرة في المباني المجاورة لأماكن الانفجار.
نرجو الرحمة لهذا الشعب لأحيائه وأمواته، تقبل الله القتلى في صـفوف الشـهداء والصديقين، والنصر القريب -بإذن الله-.

المصدر: أرفلون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع