موفق مصطفى السباعي
تصدير المادة
المشاهدات : 4403
شـــــارك المادة
هذه كلمة حق وصدق... هذه كلمة كان يرددها زعيم القومية العربية، جمال عبد الناصر في خمسينات وستينيات القرن الماضي عشرات المرات، وفي جميع خطبه تقريباً وخاصة حينما كان يتطرق في حديثه عن قضية فلسطين وتحرير ها من الغاصبين اليهود، وغالباً ما كان يتحدث عنها، وكان حين يلفظها تلتهب الأكف بالتصفيق، وترتفع الأصوات بالهتافات المدوية المجلجلة استحساناً وتأييداً.
ولو أسقطنا هذه المقولة على وضعنا الحالي في سورية فماذا نجد؟؟؟ هل يمكن تطبيقها في سورية والاحتلال الأسدي أسوأ وأشرس، وأشد فتكاً وإجراماً وتقتيلاً من الاحتلال اليهودي لفلسطين؟؟ لننظر إلى الأحداث التي تجري في سورية منذ تسعة أشهر بالضبط حيث بدأت في (15-3-2011م) واليوم نحن في (15-12-2011م) نظرة موضوعية حيادية ميدانية واقعية، ونحللها تحليلاً بسيطاً سهلاً، بعيداً عن دهاليز السياسة الماكرة الخبيثة، التي لا تهتم إلا بالمصالح الدولية فقط. 1- لقد ثبت لكل ذي عينين وشفتين، وذي عقل وبصيرة، أن أمريكا حريصة جداً جداً على بقاء نظام الأسد، وغير مستعدة للتخلي عنه -وحتى الآن- وبالرغم من الدماء الغزيرة التي سالت على أرض سورية أنهاراً وبحاراً، والجرائم الفظيعة التي تقشعر لهولها الأبدان، وتشيب لوحشيتها الولدان، فإنها تشعر أنها لا تزال غير مضطرة للتخلي عنه، بالرغم من التصريحات الصحفية والتلفزيونية بدعوة بشار للتخلي عن الحكم، ولكنه كله تهريج وكذب وتضليل، وضحك على الذقون. 2- نفس الشيء ينطبق على الدول الأوربية، التي يدلي زعماؤها بتصريحات جوفاء لكن بوتيرة أعلى وشدة أقوى، غير أنها لا تسمن ولا تغني من جوع، وليست فيها جدية ولا صدق ولا إخلاص، ولا اكتراث بما يعانيه الشعب السوري من آلام وأحزان وجراح. 3- أما الروس والصين، فتاريخهما مجلل بالسواد الكالح، فهما لا يؤمنان بحرية الشعوب ولا عزتها وكرامتها، والإنسان عندهما لا قيمة له ولا وزن، فمن الطبيعي جداً أن يقفا إلى جانب كل طاغوت وكل مستبد وكل دكتاتوري، ومن الطبيعي أيضاً أن يناصرا ويؤيدا بشار، ويحرصا كل الحرص على بقائه؛ لا لأن مصلحتهما المادية معه، فهذه كذبة كبيرة لا يصدقها إلا المغفلون الرعاع، وعوام الناس البسطاء، إذ أن مصلحتهما المادية ستستمر مع النظام الجديد الذي يخلف نظام بشار، ولكنها لعبة يلعبانها مع الدول الغربية، وباتفاق مسبق معهم وراء الكواليس، لتحقيق الأغراض التالية:
1- حماية أمن إسرائيل خط أحمر لدى جميع دول العالم، لا يجوز الاقتراب منه، ولا التفريط به بأي شكل من الأشكال، فمهما حدثت خلافات أو نزاعات سياسية أو فكرية بين الشرق أو الغرب، فكلاهما متفقان على المحافظة على أمن إسرائيل. 2- النظام الوحيد القادر على تحقيق الغرض السابق هو: نظام الطغيان والاستبداد والديكتاتورية، وهذا ما حدا بالمخابرات الأمريكية إلى البحث الجدي -منذ أن تشكلت دويلة إسرائيل- عن حاكم ديكتاتوري في سورية بالذات لمعرفتهم بأهميتها الإستراتيجية والشعبية، فجربت عضلاتها وذكاءها المخابراتي في إحداث أول انقلاب عسكري في البلاد العربية في عام (1949م) في سورية، أي بعد سنة واحدة أو أقل من ظهور إسرائيل على الأرض، وبما أنه لم يتحقق لها ما تريد فقد بقيت تجرب وتجرب 21 سنة حتى عثرت على ضالتها في حافظ أسد، فهيأته وربته وأدبته بآدابها، ورعته خير رعاية، وسلمته حكم سورية، بعد أن سلم لها ولإسرائيل -وهما شيء واحد- الجولان، ومن بعدها استراحت وبقيت هكذا مستريحة 41 عاماً. 3- الحفاظ على الحزام الشيعي الصفوي الرافضي الفارسي، أساسي جدا للحفاظ على أمن إسرائيل وحمايتها، وأي قطع لهذا الحزام، سيؤدي إلى تهديد أمن إسرائيل، ولهذا تستميت روسيا ومن لف لفها، للمحافظة على تماسك وترابط وصمود هذا الحزام بالمحافظة على نظام بشار. 4- وثبت بالدليل المادي اليقيني والقطعي سواء بالكلام أو الفعل، أن إيران وكل الشيعة في العراق ولبنان والبحرين واليمن وحتى كل العالم مستعدون للدفاع عن نظام بشار بأرواحهم وأموالهم والتضحية بالغالي والنفيس للإبقاء على نظام بشار، بالرغم من أن بشار ليس شيعياً، ولكن طالما أن ولي الفقيه خامئيني أصدر فتواه التي لا ترد، بوجوب الدفاع عن نظام بشار شرعاً حسب معتقده فوجب على كل الشيعة في العالم، أن يتراكضوا إلى تنفيذها وتطبيقها. 5- وثبت أيضاً أن تركيا تارة ترفع عقيرتها وتصرخ وتهدد وتتوعد بشار بالويل والثبور، وتارة تهدأ وتغط في سبات عميق، ثم تعود مرة أخرى وتعلن أنها لن تسكت على جرائم بشار، وهكذا دواليك نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، ويبدو أنها عاجزة عن اتخاذ أي قرار لمصلحة الشعب السوري، ولثورته المباركة. 6- وأما الجامعة العربية فقد تحمست في البداية للدفاع عن الشعب السوري، واتخذت قرارات قالوا عنها أنها جريئة وغير مسبوقة ضد نظام الأسد، ولكن الحقيقة والواقع يقول خلاف ذلك، فقد سبق أن اتخذت قرارات أجرأ وأقوى، حينما عزلت مصر ونقلت مكاتبها إلى تونس عقب زيارة السادات لإسرائيل في عام 1977م، وحينما وافقت على دخول القوات الأمريكية للكويت في عام 1991م وبعدد من الأصوات أقل من النصف، ثم حينما وافقت على غزو العراق في عام 2003م، وأخيراً حينما سمحت للناتو بحماية المدنيين في ليبيا، ولا تزال الجامعة العربية تتلكأ وتتردد، وتعجز عن اتخاذ أي قرار لمصلحة الثورة السورية. بعد هذا التحليل البسيط نجد أن المخرج والملجأ بعد الله - تعالى -، هو تطبيق المثل الشعبي: "ما حك جلدك مثل ظفرك"، والمثل الذي عرضناه كعنوان لهذه المقالة: "ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة". يعني بالعربي الفصيح أن الأمل الكبير إن لم يكن الوحيد لإسقاط نظام بشار، هو الجيش السوري الحر بتقويته ومده بالعتاد والسلاح، وتشجيع بقية أفراد الجيش على الانشقاق والانضمام إليه، وفتح باب التطوع لجميع السوريين في الداخل والخارج، وفتح باب التبرعات في العالم أجمع، وتشجيع كل رجال الأعمال السوريين خاصة والعرب والمسلمين، وإفهامهم أن مصلحتهم المالية والأعمالية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهذا الجيش الحر، الذي هو أمل سورية المستقبل، وهو النواة للجيش الوطني القادم، فحينما ينتصر ويحرر سورية من الاحتلال الأسدي، فستنفتح كل الأبواب لتنشيط الأعمال، والاستثمارات وزيادة الأموال، والذي كان يكسب مليوناً أيام الاحتلال مع دفع الرشوات والخوات ومجابهة الصعوبات والعقبات والإهانات للحصول على أي مشروع، سيكسب أضعافاً مضاعفة مع السهولة والحرية والكرامة، وهذه لوحدها تعادل الملايين، فكيف إذا رافقتها ملايين الأموال؟!!! كما أن هذا الجيش الحر يدافع عن العرب جميعاً، أمام الغزو الفارسي الحاقد على العرب أكثر من حقد اليهود، ويدافع عن المسلمين أمام المشروع الصفوي الرافضي المجوسي، ولذا فإنه يجب أن يفهم العرب والمسلمون أن مصيرهم وأمنهم وحريتهم وكرامتهم وعزتهم مرتبطة ارتباطاً عضوياً مفصلياً مع هذا الجيش الحر، الذي يشكل انتصاره على الأسد هزيمة كبرى للمشروع الفارسي، وانتصار للعرب والمسلمين أجمعين. ولذا فإن الواجب القومي والوطني والإسلامي والديني والشرعي، يوجب على كل العرب والمسلمين أن يهبوا هبة واحدة لمؤازرة ومساندة الجيش الحر ودعمه، بكل ما يحتاجه من وسائل الدعم المالي والسياسي.
المصدر: موقع أرفلون نت
حمزة عماد الدين موسى
مجاهد مأمون ديرانية
أحمد موفق زيدان
ياسر الزعاترة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة