باسل طلوزي
تصدير المادة
المشاهدات : 2834
شـــــارك المادة
لا أحد يعلم كيف انتشرت هذه العادة بسرعة بين أهل البلدة الفقيرة، والتي بدأها "فرج" ذات مساء مثخن بالجوع والبرد، حين قرر أن يرسم أمنيته المستحيلة بتناول "قلاية" طماطم ساخنة، على ورقة بيضاء وتعليقها على حبل الغسيل الذي لم يكن يستعمل لأكثر من نشر جواربه المثقوبة.
فرسم بضع حبات طماطم على الورقة وعلقها على الحبل بعد أن استنفد كل أنزيمات معدته الخاوية في طحن الخواء وبخار الأمنيات. وما إن شاهد سكان الحيّ تلك الأمنية المنشورة على حبل غسيل فرج، حتى بدأت حملة التقليد على أشدها، بدءاً بالجار الأول الذي رسم في الليلة التالية (طنجرة ملوخية).
تلاه جار رسم صورة سيارة مرسيدس.
ثم انتقلت العدوى إلى الحي المجاور، فرسم أحدهم صورة ملابس نسائية داخلية، تعبيراً عن شبق مكبوت.
فيما رسم معارض سياسي صورة زنزانة مهشمة الأبواب. ولم تمض بضعة أشهر حتى عمّ مشهد حبال الغسيل المدججة بالصور المنشورة عموم البلدة، والكل ينتظر بفارغ الصبر أن يجد أمنيته مجسدة على باب منزله في صباح اليوم التالي. أما فرج الذي قرر أن يرفع سقف أمنياته إلى أقصاها، فقد رسم هذه المرة صورة الزعيم وعلقها على الحبل. لكن في صباح اليوم التالي كان أهل البلد جميعاً يمزقون رسوماتهم المعلقة بعد أن شاهدوا فرج مشنوقاً على حبل الغسيل.
من صفحة الكاتب على فيسبوك
عبد الرحمن العشماوي
أنس الدغيم
طريف يوسف آغا
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة