مجاهد مأمون ديرانية
تصدير المادة
المشاهدات : 14250
شـــــارك المادة
اقتحم لصّ مسلحٌ بيتَ رجل مسكين واحتله، فلما استنجد بالدّرَك أعرضوا عنه لأن القاضي اشترط عليهم أن لا يحاربوا لصاً حتى يستأذنوه. قال الرجل للقاضي: إذا عجز الدرك عن مساعدتي فأعطني سلاحاً، فإني أقاتل اللص وحدي فأطرده وأستعيد الدار. قال القاضي: اللص مسلح، فإذا صار في يدك سلاح ستقاتله، ونحن لا نريد للعنف أن يزداد.
ثم إني لست واثقاً من عقول وميول أولادك، فربما كان فيهم مَن إذا حمل السلاح استعمله اليومَ ضدّ اللص الذي سطا على دارك، ثم استعمله غداً ضد صديقي، اللصّ الآخر الذي سطا على دار جارك القريب. قال الرجل: ولكن اللص يقتل أولادي. قال القاضي: عندك أولاد كثيرون. قال الرجل: إنه يقتلهم ولداً بعد ولد. قال القاضي: سنمنعه من قتلهم جُملةً واحدة. قال الرجل: لكن القتل قتل، سواء أكان بالجملة أم بالقطاعي! قال القاضي: هذا ما تظنه، أما كتاب القانون في محكمتي فإنه يمنع الثانيةَ ولا يرى بأساً في الأولى.
قال الرجل: ما الحل الذي ترونه إذن؟ قال القاضي: سنحل مشكلتك كما حللنا مشكلة جارك الذي احتل صديقُنا اللصُّ دارَه، فإنّا دعوناهما إلى التفاوض زماناً حتى اتفق الطرفان، فاحتفظ اللص بالدار ونجح صاحبُها باسترجاع مسمار على الجدار، وزال الشقاق وعَمّ الوفاق.
قال الرجل: لكن هذا الحل لا يصلح لي، فإني أريد أن أسترجع كل الدار. قال القاضي: سندعوك وندعو اللص إلى التفاوض، ونعدك بأن يكون نصيبك خيراً من نصيب جارك صاحب المسمار، فإننا عزمنا على أن نرضيك أنت واللص ونشرككما مناصَفةً في مُلك الدار.
قال الرجل للقاضي: أفٍّ لهذا العالَم الأعوج الذي نعيش فيه وأفٍّ لك من قاض من قُضاة النار! إني قد رأيت قضاءك في دار جاري فوعيت الدرس واستخلصت العبرة، وعلمت أن ما أخذه اللص غصباً لا يُسترجَع إلا بالحديد والنار. فإني أعلن أني لا أعبأ بك ولا بمحكمتك، وأني سوف أقاتل اللص وحدي وأسترجع منه داري بيدي بِعَون الملك الجبّار الواحد القهار.
* * *
قال الراوي: ثم أُسدل الستار، ولمّا رُفع بعد حين شوهد اللصّ معلقاً من رقبته على شجرة في فناء الدار، وشوهد صاحبُ الدار . الزلزال السوري
شفاء العوير
محمد عناد سليمان
عبد الرحمن العشماوي
حمادي علي
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة