..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

بردى أحبك

عُقَاب الشِّعَاب

٢ يونيو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3303

بردى أحبك

شـــــارك المادة

بردى أحبُّك طامياً زخَّارا إني أحبُّك صاخباً هداراً
بردى أحبُّك غاضباً متمرِّداً متوعِّداً متربِّداً زآَّراً
بردى أحبُّك حينَ تُقبِلُ مَوْجةً تطغى على حمأٍ وتَرْحَضُ عارا
بردى أحبُّك أن تثورَ مُشايعاً جمراً توقَّدَ في النفوس وثارا
بردى أحبُّك أن تصيرَ صُهارةً متميِّزاً بالغيظ تقذفُ نارا
بردى أحبُّك أن تُزمجرَ عابساً وتُزلزلَ الجدرانَ والأسوارا
بردى أحبُّك أن تُعربد كاسحاً كهفَ الظَّلام وأهلَه الفُجَّارا

بردى أحبُّك أن تَغارَ حَميَّةً

وتُغيرَ تُغرِقُ عاتياً غدَّارا

بردى تَجبَّـرْ فالتَّجبُّـرُ مَطْلَبٌ إن كان خصمُك سَادِراً جبَّارا
بردى عهدتُك حينَ تغضبُ تَعْتلي فوقَ الرُّبا متمدِّداً مَوَّارا
بردى عهدْتُ الصَّخرَ تَقلعُه إذا سَدَّ الطريقَ ولم يَـهَبْك مَسارا
بردى عهدْتُكَ ناطقاً بفصاحةٍ لا عِيَّ فيكَ ولا تخافُ عِثارا
بردى تكلَّمْ لسْتَ أخرسَ صامتاً كلَّا ولا تَـخْشى تُديرُ حِوارا
كلا ولا عَرَفَتْ فروعُكَ ذِلَّةً يوماً ولم تَكُ للهوان أُسارى
أَنْطِقْ جداولكَ التي غذَّيْتَها أمواهَ عِزٍّ للحياةِ غِزارا
أفلا تُـحِسُّ بأنَّ ماءَك لم يعدْ عَذْباً وأنَّ دماً أُرِيقَ بِحارا
أَوَلَسْتَ تُبصـرُ أَكْلُباً ولغَتْ به وهْوَ الزَّكيُّ فصيَّرتْه عُقارا
أَوَلَسْتَ تسمعُ نَبْحَها وهريرَها مَسْعورةً في جانبيكَ سُكارى
أولا تَرى أنيابَها قد مَزَّقَتْ جُثثَ الضَّحايا يَمنةً ويَسارا
إني عرفْتكَ تَصْـحـبُ الأحــرارا وتَصُدُّ مَنْ أَلْفَيْتَه خَوَّارا
صاحبْتَ جِلّقَ مُذْ خُلِقْتَ وأهلها لم تَلْقَهمْ يومَ العُلوِّ قِصَارا
ووجدْتَهم أهْلاً لبذلِ نفوسِهم ووجدْتَهم أهلَ الإباءِ نِجَارا
أهلَ الوَغى أهلَ العُلا أهلَ النُّهى أهلَ الهدى أهلَ التُّقى الأبرارا
إن يصمُتوا يوماً فَلَيْثٌ رابضٌ مُتربِّصٌ بعدوِّه ثَوَّارا
يأتونَ ريحاً تَستديرُ عَتيَّةً تجتثُّه من أصْلِهِ إعصارا
إنْ قِيلَ: تجارٌ فتجَّارٌ نَعَم في سُوق عِزٍّ يحذرون خَسارا
يُعطونَ أَنفَسَ أَنفُسٍ في سُوقِه ويُبادِرون فيَشترون فَخَارا
مَن ينسَ فلْيَذكُرْ بيوسُفِ عَظْمةٍ عِظَمَ الرِّجالِ غداةَ تأبى العارا
وليذكرِ الحسنَ بنَ خراطٍ فتًى في حيِّه الشَّاغُورِ كانَ مَنارا
ومحمدَ بنَ الأشمرِ الشيخَ الذي مَيْدَانُه الميدانُ لا يَتَوارى
شهدَتْ فرنسا أنها داخَتْ بهم فَلَقُوا صُداعاً رأسَها ودُوارا
واذكرْ صلاحَ الدِّينِ واذكرْ نورَه والرُّكنَ قوماً في الجهادِ مِهَارا
والفارسَ الخوريَّ حينَ يكونُ في رأسِ الوزارةِ فارساً مغوارا
والصَّالحيةَ فاذكرنْ شهداءَها والغوطتينِ تجدْهم الأحرارا
واذكرْ قُرى بَردى وهـمْ جَـْمرُ ترمي بوجه المعتدينَ شَرارا
إيهاً بني الشَّام الأبي اليومَ ما زلْتُم رجالاً تمنعونَ ذِمارا
وتعلّمون المستبدَّ بأنَّه قَذَرٌ وجِلّقُ تلفظُ الأقذارا
شبَّانكم خيرُ الشَّبابِ وشيبكم خيرُ الكهولِ مَهابةً ومُغارا
كمْ شَيْبةٍ في هَيْبةٍ بضيائها يُجلى ظلامُ  الظالمين جَهارا
كمْ غارةٍ لشبابكم قد شيَّبتْ يوماً قُرودَ سَفالةٍ عُهَّارا
لا تَفْترُوا حتى يُفتَّتَ صَرْحُ مَنْ ملأ البلاد جماجماً ودَمارا
لا تَفْتروا فقد استبانَ لناظرٍ وَغْداً لئيماً قاتلاً جزَّاراً
كنَّا نظُنُّ ابنَ اللئيمةِ مُصْلِحاً فإذا به يَرعى الفساد حِمارا
قولوا له قفْ حيثُ أنتَ ولا تكنْ أسداً علينا باطشاً نحَّارا
وعلى العدو نعامةً رعديدةً نخب الفؤادِ مذلَّةً وصَغارا
قولوا له قفْ حيثُ أنتَ ولا تكنْ سيفاً علينا صارماً بتَّارا
وعلى الأعادي نَعْنَعاً مُتنعِّماً وبُقيلةً وطَماطِماً وخِيارا
قولوا له قفْ حيثُ أنتَ ولا تكنْ ثَوْراً علينا هائجاً خَوَّارا
وعلى العدوِّ كما الخروف وَداعةً ولَطافةً أنَّى يُوجَّهْ سَارا
قولوا له قفْ حيثُ أنتَ ولا تكنْ قِطّاً علينا خامِشاً ظفَّارا
وعلى العدوِّ الفأرَ أبصـرَ قِطَّةً فأقامَ في جُحْرِ الهوانِ فِرارا
أتظنُّنا لكَ أَعْبُداً مقهورةً وتظُنُّ نفسكَ ربَّها القهَّارا
ما أنتَ إلا نطفةٌ مَحْقورةٌ من نُطفةٍ تتفرْعَنُ استكبارا
ستكونُ يوماً جِيفةً مَقبورةً في حُفرةٍ فاطلبْ لها حَفَّارا
ما أنتَ في عينِ الورى شيئاً سوى عبدٍ تنمْرَدَ لا يُفيقُ خُمارا
فدعِ التَّفرْعُنَ والتَّنَمْرُدَ  كمْ أبي جَهْلٍ نَزَعْنا كِبْرَه فانهارا
قفْ حيثُ أنتَ فهذه الشَّامُ التي رضي الإله لمنْ يُحبُ قَرارا
كانَتْ ديارَ الصالحينَ فحُوصروا وغَدَتْ بكمْ للطَّالحينَ دِيارا
دنَّستُموها حِقبةً مشؤومةً كانَتْ وَبالاً خانقاً ودَمارا
كانتْ دمشقُ عروسَنا ببهـائـها   فتركتُموها للبُؤوسِ إطارا
كانتْ مَغارسَ ياسمينٍ نافِحٍ فزرعْتُمُ أحياءَها أبعارا
فعلَ الحميرِ إذا رأتْ زَهْرَ الرُّبا أكلَتْه أو نَثرَتْ عليه غُبارا
وغرسْتُم الجبلَ الطَّهورَ نَوادِياً للدَّاعرينَ دِياثةً وقُمارا
أفسدْتُمُ فيها الهواءَ قَذارةً وسماءَها والسُّحبَ والأمطارا
وقتلْتمُ فيها الفضيلةَ والنُّهى وعفافَ أهلِ الشَّام والأطهارا
وحَمامَها والمسجدَ الأمويَّ والـ أسواقَ والحاراتِ والأنهارا
أتَصُبُّ نيرانَ الجحيمِ كثيفةً فوقَ العبادِ لُعنْتَ ليلَ نهارا
وتركْتَ في الجولانِ مُغتصبيه لا يخشونَ منكَ ومِنْ حُماتِكَ نارا
أَأَبوكَ علَّمكَ الخيانةَ كابراً عَنْ كابرٍ إذ باعَه سِمْسارا
لاغروَ فهو الخائنُ ابنُ الخائنِ بـ ـن الخائنينَ المؤثرينَ العارا
النابهينَ خيانةً والكارهيـ ـنَ أمانةً والكارعينَ مَهانةً وشَنارا
هذي دمشقُ دِيارُنا وذِمارُنا ليسَتْ لكمْ يا غاصبينَ عِقارا
هيهاتَ تستعصونَ في جَنَباتِها فخذوا كلابكمُ وأَخْلُوا الدارا

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع