..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

النفير العام وحسون ابن بلعام

أبو مضر

١٥ مارس ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2895

النفير العام وحسون ابن بلعام
1.jpg

شـــــارك المادة

منذ أيام قليلة خرج علينا مذيع الإخبارية السورية يبدأ حديثة –للمرة الأولى وربما الأخيرة- بالبسملة وآيات من القرآن الكريم وأحاديث لسيد المرسلين، لحن في قراءة معظمها، ولا غرو فهو لم يتعود على الكلام العطر الطيب.

ثم راح المذيع يتلو بيان المفتي العام للجمهورية العربية السورية، الدكتور أحمد ظلام الدين حسون، والذي يطلب فيه من الناس الالتحاق بصفوف الجيش الأسدي التيمورلنكي للوقوف في وجه المؤامرة الكونية، معتبراً ذلك فرض عين، وأن الوقوف في وجه الجيش الأسدي هو خيانة، ومساهمة في إضعاف قوته التي أعدت وما تزال للمعركة الفاصلة ضد الصهاينة ومن يقف وراءهم.

 


لن أقف عند هذه الفتوى التي هي أشبه بتظلّم العاهرات، فلقد أشبعها علماؤنا نقداً وتعرية، ومعلوم لدى الكثيرين أن سبب الفتوى هو ما يجري في الساحل السوري أولاً ومن ثم في ما سواه، من الامتناع عن الخدمة في الجيش السوري إضافة إلى الانشقاقات المتكررة من القطعات العسكرية الكثيرة.
ولكني أحببت أن أذكر بمثل شعبي قديم يعرفه معظم السوريين يقول: العيب إذا طلع من أهله مو عيب.
فمن تعدى على سلف الأمة، وأمرائها وخلفائها وعلمائها إرضاء لبشار الأسد وأصدقائه الصفويين، ومن لم يستح من الله الخالق، كيف يستحي من المخلوق.
و في الحديث: إذا لم تستح فاصنع ما شئت. سأنقل لكم بعض ألفاظه في خطبة له أشهر من علم على نار لتتأكدوا من كفره وتشيعه وبعدها لا تستغربوا من كل ما صدر وما يصدر عنه.
يقول متحدثاً عن عاشوراء: ((ليلة مظلمة على الأمة تبكي دمها، تبكي شرفها، تبكي عزتها، تبكي نخوتها يوم يقتل آل البيت في الصحراء)).
ثم يقول: سامحوني- لا سامحك الله أيها الرافضي- نظرت فإذا فكر السياسة وحبّ الدنيا وخوفُ التمذهب جعلنا نطمس كثيراً من الحقائق، حتى رأيت أصحاب بعض الكتب الموثوقة حذفوا من كتبهم كثيراً من الحقائق حتى لا يحسبوا على جماعة أو طائفة ...
ثم يظهر حسون ندمه وأسفه على عمر مضى لم يكن فيها رافضياً يلطم معهم في حسينياتهم فيقول: ((عشرات من السنين وأنا على مقعد الدراسة لا أسمعها من أستاذ لي أن يوم عاشوراء كانت فيه مأساة الأمة الإسلامية ...ثم يعود ليتهم سلف الأمة وخلفها أنهم يخفون ذلك خوفاً من التشيع فيقول: هل تخبأ الحقائق خوفاً من المذاهب)).
حسون يتهم سلف الأمة من كبار التابعين وتابعيهم أنهم أخفوا حقيقة مقتل الحسين رضي الله عنه، أي أنهم زوروا التاريخ وقلبوا الحقائق، وضللوا الناس ؟؟.
لعمري إن كان السلف الصالح كذابين أفاكين دجالين مزورين فكيف يؤتمنون على دين رب العالمين، من نقل لنا القرآن الكريم ؟
من نقل لنا سنة سيد المرسلين ؟. من نقل لنا أحكام الدين؟.

أليس الطعن في الناقل هو طعن في المنقول؟. أليس يفهم من كلامك أن المزورين هم أنفسهم من نأخذ عنهم الحلال والحرام، ونتعبد بتعاليمهم رب الأنام؟.
هل نحن منذ ألف سنة نحفظ قرآناً باطلا وسنة مزورة وأحكاماً ضالة؟؟!.
وهل الحقيقة هي قرآن فاطمة، وأحاديث آل البيت، وأحكام ولاية الفقيه؟؟!!. ..
ثم من قال أن الحقيقة تخبأ؟ ومن قتل الحسين أم أنك لم تقرأ أكثر من أربعين من مراجعهم تعترف بأن الروافض هم من بايع الحسين، وأنهم هم من خانه وخذله وقتله، وما بكاؤهم –بدموع التماسيح- في عاشوراء إلا ندماً منهم على خذلانه وعدم نصرته.
يقول الرافضي حسون في خطبته: (( لقد ذهب زمان يُستعمل فيه الدين متكأ لسياسة أشخاص، ولقد مضى الزمن الذي يستغله من سُمي بأمير المؤمنين ظلماً ليعيث في الأرض فساداً، فما أمير المؤمنين إلا رجلٌ أقام ميزان الحق عليه أولاً، ووزن نفسه بالشريعة ثانياً، ووضع ميزان الإسلام عليه وعلى أسرته ثالثاً، أما أن يكون أميراً ببيعةٍ تُؤخذ قهراً أو بانتخابٍ يُؤخذ تزويراً ورشوة، فهذا ليس أميراً لأحد إنما هو أمير هواه ونفسه وشهواته)). الله أكبر ..
حق أريد به باطل، ما أجمل هذه الكلمات لو طبقها حسون أولاً .. وبغض النظر عن الشخص الذي يتهمه حسون باغتصاب الخلافة فمناقشة التاريخ تطول وتطول ونحن على ثقة مطلقة بسلفنا وعلمائنا ... لكنني أقول لحسون: هل بشار الأسد الذي تدعو الشباب للالتحاق بصفوف جيشه، والدفاع عن دولته الطائفية، والموت تحت رايته العُمّيّة، هو الأمير الذي وزن نفسه بالشريعة؟؟
وهل هو من وضع ميزان الإسلام على أسرته الفاجرة المارقة التي عاثت في الأرض فساداً، وقتلاً، وسرقة، ولم يدعوا فاحشة يقشعر لها جلد إبليس إلا ارتكبوها في شعبك وأبناء بلدك ..
وهل بشارك أخذ البيعة طواعية وديمقراطية؟ أم قهرأً من المخابرات وتزويراً صوّت عليها حتى من الأموات !!.
أليس التزوير في تغيير الدستور في نصف ساعة ليتوافق وسنّ القاصر العاهر الفاجر بشار؟ .
أم أن ميزانك ينطبق فقط على الخلفاء الراشدين وخلفاء بني أمية الذين اغتصبوا الخلافة من آل البيت على زعم الروافض الأنجاس؟؟؟.
يا ابن حلب الجريحة، يا ابن حلب الذبيحة، يا ابن حلب النازفة، يا ابن حلب التي تزف كل يوم عدداً من الشهداء، يا ابن حلب التي تهدم فيها كل يوم أعدادا من منازل الفقراء، يا ابن حلب التي انتهكت فيها الأعراض، يا ابن حلب التي سرقت منها الأموال، أمن أجل كافر غادر فاجر تبيع نفسك ودينك وآخرتك.
أتريد من الشباب أن يلتحقوا بجيش الأسد الذي يعرف أبناء سورية جميعها كفره وغدره، حيث لا يعرف أبناءه إلا الكفر بالواحد الديان وسبّ النبي العدنان -صلى الله عليه وسلم-، وشتائم العساكر بأبشع وأقذع العبارات، الجيش الذي يحتاج الحديث عن فجوره إلى مجلدات، الجيش الذي جرائمه تشيب لها الولدان، أما اغتصب الحرائر؟
أما نتف لحى المشايخ ؟

أما شرب الخمور وهدم المنازل وحرق المحاصيل ولم يترك فجرة ولا غدرة إلا فعلها؟.
الجيش الذي لم ولن يفكر في استرداد أرض ولا دفاع عن عرض فهو لم يعدّ لذلك وإنما تم إعداده لقمع المعارضين لحكم آل الأسد، الجيش الذي كان عقوبة من يصلي فيه أشدّ من عقوبة تاجر المخدرات، أما الصيام فأشد أنواع التدريب والتعذيب تكون في شهر رمضان حيث يجبر العساكر على شرب الماء قبل المغرب للتأكد من عدم صيامهم، هل سمعت الأذان أيها المفتي من تلفزيون بشارك المجرم، وهل سمعت خطبة الجمعة إلا بعد الثورة المباركة والخطباء هم أمثالك وأمثال البوطي.
فأي الفريقين يقاتل في سبيل الله، وحمايةً للأرض والعرض، وأيهم يقاتل في سبيل الطاغوت، ويهدم الأرض ويهتك العرض.
على كل حال لن يسمع لأمثالك إلا من هم أمثالك، فدعوا الكلاب تعوي فالقافلة تسير وسوف تصل بإذن الله تعالى.
هل نسيت يا حسون مئات المحاضرات في حلب الشهباء عن الإيمان، وعن الجهاد، وعن الصحابة وعن الأنبياء والخلفاء وسيد الشهداء.
هل أعجبك أن تحني رأسك وتطأطئه لبشار غير مبال بالواحد القهار. أما قتلوا ابنك وأنت تعلم ذلك واتهموا المعارضة بدمه، أم أنهم ربوك وعلموك وأغدقوا عليك النعم من أجل هذا المقام، ومن خان دم ولده فلا مانع عنده من خيانة جميع الناس.
تباً لك يا حسون وتبت يداك كما تبت يدا أبي لهب، يا من رضيت أن تكون لبشار ذنب، ماذا تقول إذا جثت الخلائق على الركب، وظهر من جبار السموات والأرض الغضب، وقد كنت في قتل مئات الآلاف سبب.

والله ما مثلك إلا كمثل بلعام بن باعوراء الذي قال الله تعالى عنه في قرآنه: ((واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبّع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون * ساء مثلاً القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون )).

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع