محمد حسن عدلان
تصدير المادة
المشاهدات : 3261
شـــــارك المادة
تعين (أبو علي) عامل نظافة في أحد المؤسسات، وبعد شهور قليلة ارتقى لسائق عند مدير الدائرة، ثم أصبح سكرتيرا للمدير العام وأصبح يحل ويربط ويفعل ما لا يستطيعه إلا الراسخون في الحكم .
سألت عن المؤهلات والمواهب التي جعلته يرتقي بسرعة، فقيل لي: إن مؤهلاته هائلة، إنه قريب من منطقة القرداحة بلد الرئيس. نعم مجرد قريب منها فكيف لو كان منها. تذكرت المرحوم والدي، فهو من حمص وقد شهد في حياته ثلاث رؤساء من حمص ومن حي قريب من حينا وهم (المرحوم هاشم الأتاسي، ولؤي، ونور الدين) ومع ذلك مات أبي المسكين وهو يحلم ـ رحمه الله ـ بالوظيفة.
المهم أن( أبو علي) الموهوب هذا، عندما اندلعت الثورة، أبرز مواهبه, وأصبح من قيادات الشبيحة. وقد جاء بعد عدة أيام من بدء مظاهرات حمص ـ التي اشترك فيها مئات الآلاف ـ وأخذ يرعد ويزبد ويسمعنا غضبه في الدائرة ، وبدأ بشتم الشعب الذي أغدق هذا الموهوب الإحسان عليه، ولكن الشعب كان ناكرا للجميل. فالناس كما يقول صاحبنا الموهوب قد كسبوا منه ومن دولة الأسد إحسانا لا يجود به حاتم الطائي ، كان الموهوب أبو علي يتحدث وكأنه يمثل الدولة ـ وهو فعلا كذلك . ومما قاله : " أنتم لا تعرفون أيها العراعير للود معنى، فكم تفاجأت بنكران الجميل عندكم ، ولذلك أذكركم ببعض أفضالي عليكم وخدماتي لكم. طالما كنت أساعد من لديه قريب سجين في أحد فروع الأمن ، كنت أوصي أخي في الأمن فيتصل بمعارفه وينبشه من تحت الأرض، وأجعل أهله يطمئنون عنه) أو يعرفون مصيره إن كان ميتا (ولا يدفع إلا مبلغا بسيطا لايعادل إصبعا من أصابع الإنسان، لقد كان أحدكم يريح دماغه بالمال ، فالمال هو وسخ الدنيا ،وكما يقال أذل مالك ولا تذل نفسك. - أما إخراج الموقوف فإن خالي كان يقدم خدماته وطالما كانت هناك مراعاة كبيرة في المقابل المادي، كما أن له عذره إن تعثرت المساعدةوكانت الحالة صعبة. ولكنا كثيرا ما لممنا شمل الأسر وأعدنا البسمة إلى النفوس الكئيبة . كم من شاب منكم كان عاطلا عن العمل ولم يجد وظيفة ولم تنفعه شهادته، كان يأتي إلي وكنت أؤمن له الوظيفة بحسب شهادته، بل وحتى بدون شهادة أحيانا ،كنت أتلقاه بصدر رحب ، وما عليه إلا أن يأخذ توصية مكتوبة إلى عمي مع بعض الإجراءات الروتينية، ولا يدفع ليرة واحدة إلا على المضمون وما عليه إلا إيداع مبلغ رمزي عند شخص ثالث وبثقة متبادلة بيننا. وقد يقول أحدكم : إن أتعابك مأجورة وليست لله، وأقول ومن يعمل بالمجان في هذه الأيام ، فاشكر ربك أن وجدت من يلبيك بمبلغ معقول. كما أن هذا المبلغ يسترده من دفعه من وظيفته بشهور معدودة والباقي ربح صافي يأخذه من دولة الأسد. . طالما جئتموني ولم أبخل بتقديم أي مساعدة تحتاجونها ، وكنت أرسلكم للقريب المناسب للخدمة المناسبة،وظيفة،ترقية . رخصة لتاكسي أو لكشك أو لمحل أو رخصة بناء،نقل موظف أومجند إلى مدينته ، ورقة أمنية ، ورقة لا مانع من السفر، تيسير معاملة، إعفاء من مخالفة، تخليص جمركي أو تهريب بضاعة أو أفلام خليعة أو ممنوعات . كثيرون هم الذين استفادوا من خدماتنا . كل ذلك بمبالغ أقل مما يأخذ الآخرون ولم أكن أدع المرء يخرج إلا راضيا مبتسما و مليئا بالامتنان. كان أحدكم يخرج وهو يحمد ربه أن هيأ لهذا البلد أناسا يخدموه. قسما بشرفي أني لا أحب التمنن والتفاخر، ولكن أجبرتموني على ذكر طيبنا وكرمنا، أربعون سنة ودولة الأسد تقدم لكم هذه الخدمات، ولكن ما أكثر ناكري المعروف. ! " أنتهى كلام الشبيح الموهوب . وأنا أضيف أن نظام الأسد يتفضل علينا بمرور الهواء واستنشاقه (أحيانا وليس دائما) كما يسمح لنا بالأكل مما تنبت الأرض في مزرعته أليست هي (سوريا الأسد)، إن لنظام الأسد أفضال تطوق رقابنا إلى الأبد. فلم هذا النكران للجميل؟ . فعلى الشعب أن يتعقل، ومن الحق أن تنهوا أيها الناس تمردكم. فهل أنتم منتهون؟!!!
صالح عبد الله السليمان
نور الدين قرة علي
فيصل القاسم
عقاب يحيى
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة