..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

أهمية التربية والتوجيه في حركات التجديد الإسلامي

فواز القاسم

٢٣ أغسطس ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2702

أهمية التربية والتوجيه في حركات التجديد الإسلامي

شـــــارك المادة

إنَّ من يدرس القرآن المكي عموماً، وخصوصاً السور التي نزلت ما بين عام الحزن وعام الهجرة، وهي مرحلة من أصعب المراحل التي مرّت بها الحركة الإسلامية الأولى، حيث اشتد فيها الإعراض والتكذيب والتحدِّي من المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، واشتدَّ فيها الإيذاء والتعذيب لأصحابه رضوان الله عليهم.

 

 

كما كثر فيها طلب الخوارق من الرسول- صلى الله عليه وسلم-، واستعجال العذاب الذي ينذرهم به، مما اقتضى حملة ضخمة، وبرنامجاً مكثّفاً، وجهداً متميّزاً على مدى أعوام، وفي سور متعددة (يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الرعد، الحجر ..إلخ)، وكلها تستهدف تثبيت الرسول-صلى الله عليه وسلم- ومَن معه من المؤمنين على الحق الذي أُنزِل إليهم من ربهم، في وجه المعارضة والإعراض، والتكذيب والتحدي، والاستعلاء بهذا الحق، والالتجاء إلى الله وحده، وإعلان وحدانيته إلهاً وربّاً، والثبات على هذه الحقيقة، والاعتقاد بأنها هي وحدها الحق، مهما كذب بها المشركون. كما تستهدف مواجهة المشركين بدلائل هذا الحق في الكون كله، وفي أنفسهم، وفي التاريخ البشري وأحداثه كذلك، مع حشد جميع هذه المؤثرات ومخاطبة الكينونة البشرية بها خطاباً مؤثّراً موحياً عميق الإيقاع قوي الدلالة.
أقرأ هذا، وأنا أدرس هذه السور المكية العظيمة منذ سنوات خلت، التي تنزَّلت على قلب رسول الله في تلك الفترة المكيّة العصيبة، وأقارن هذا الجهد الربّاني العظيم في تربية الجيل الأول، وتثبيته، ومواساته، والأخذ بيده، في مواجهة الجاهلية الأولى، مع جهودٍ تربويةٍ هزيلةٍ وفاشلةٍ لجماعاتٍ تدّعي أنها إسلامية، وأنها تريد بعث الإسلام من جديد على غرار الدعوة الأولى، في جاهلية جهلاء جديدة تعتبر جاهلية أبي جهل وأبي لهب بالنسبة إليها حركة متصوّفة...!!!
وماذا كانت النتيجة!؟
فشلٌ، وعقمٌ، وتيهٌ، وضياعٌ، وغثائيّةٌ، وتشرذمٌ...!!!
ونزف تلك الجماعات لخيرة عقولها من أصحاب الطاقات والكفاءات المبدعة ...
وتمسّكها : بالميتة، والمنخنقة، والموقوذة، والمترديّة، والنطيحة، وما أكل السَبُع ...!!!
حتى تحولت بعضُ تلك الجماعات – مع الأسف – من جماعات إسلامية راشدة، كانت ترفع يافطاتٍ نهضوية عريضة، تنوي فيها تحرير الدنيا، وترشيد العصر، وتصحيح مسار التاريخ، وإقامة الولايات الإسلامية المتحدة...!!!
إلى مجرّد جمعياتٍ خيرية، ونوادٍ إجتماعية، ودكاكين سياسية، تقدّم بعض المساعدات المالية المغمّسة بالذل لبعض منتسبيها، وليتها عدلت.!!!
 

             
رابطة أدباء الشام

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع