..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

"عاصفة الجنوب" بنسختها الثالثة: استنزاف النظام بدرعا استعداداً لدمشق

عدنان علي

١٥ أغسطس ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6962

6556555.jpg

شـــــارك المادة

في انطلاقة نسختها الثالثة، حقّقت معركة "عاصفة الجنوب" في محافظة درعا الجنوبية بعض التقدم، وخصوصاً من الجهة الغربية، إذ تقدّم مقاتلو المعارضة باتجاه مركز مدينة درعا من جهة بلدة اليادودة، وأعلن "تحالف عاصفة الحق" في بيانه، أنّ الفصائل المشاركة في المعركة تمكّنت من السيطرة على نقاط عدة في المنطقة الفاصلة بين اليادودة وضاحية اليرموك، وهي بناء القصر وتل الزعتر وحاجزي كازية يارا والقطاوي، إثر اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري.

 

وتوضح الناشطة والإعلامية، سارة الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أنّ الاشتباكات تجري على تخوم ضاحية اليرموك التي تبعد أقل من 2 كيلومتراً عن مركز مدينة درعا المحطة، إذ تقاوم قوات النظام الهجوم، بينما ينشط طيران النظام الحربي في سماء المنطقة مستهدفاً مناطق الاشتباك ومنطقة اليادودة.
وتؤكد سارة أن "النظام استقدم تعزيزات كبيرة إلى المنطقة القريبة من مدينة أزرع، محاولاً استعادة تل الزعتر والنقاط الأخرى التي خسرها هناك، لكنه لم يتمكّن من تحقيق هدفه، إذ تكبّدت قواته خسائر فادحة وسط تصميم من فصائل المعارضة على الاحتفاظ بما تحقق لهم من مكاسب، محاولة التقدم باتجاه ضاحية اليرموك التي توجد فيها سرية نقل وتفصلها عن درعا المحطة حواجز عدة، قبل أن يعزّزها النظام في الفترة الأخيرة"، وتشير الناشطة السورية إلى أنّ "الفصائل تخوض المعركة بروح قتالية عالية"، معتبرة أنّ المعركة لن تتوقّف هذه المرة حتى تحقيق أهدافها.
لا وجود لخلافات بين الفصائل:
وحول المحاور الأخرى للاشتباكات، تكشف الحوراني عن "اشتباكات عنيفة تجري من جهة مخيم درعا وساحة بصرى، إضافة إلى النعيمة"، مشيرة إلى أنّ تقدم فصائل المعارضة بطيء من جهة المخيم، بسبب تمترس قوات النظام هناك والغارات الجوية الكثيفة التي تمنع تقدم الفصائل. أما في درعا البلد، فهناك قصف بالمدفعية والرشاشات الثقيلة في محور حي المنشية، وتنفي سارة وجود خلافات بين الكتائب المشاركة في المعركة، مؤكّدة أنّ جميع كتائب الجبهة الجنوبية، التي يزيد عددها عن خمسين فصيلاً، تابعة للجيش الحر. كما تشير إلى أنّ "جبهة النصرة" لا تشارك في المعارك.
وقصفت كتائب المعارضة المراكز الأمنية ومقرات قوات النظام في مدينة درعا بصواريخ غراد وراجمات الصواريخ، خصوصاً فرع المخابرات الجوية وأمن الدولة وفرع الحزب وبناء المحكمة في درعا المحطة، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان منه، كما دمّرت فصائل الجبهة الجنوبية دبابة لقوات النظام في الخطوط الأولى على جبهة النعيمة، في حين تم تدمير مضاد 23 ميلليمتراً لقوات النظام على تلة الزعتر، إثر استهدافه من فصائل الجيش الحر بصاروخ تاو.
في المقابل، شنّ الطيران الحربي عشرات الغارات الجوية، منذ الخميس الماضي، على حي طريق السد ومخيم درعا واليادودة، بينما سقطت براميل متفجرة عدّة على بلدة النعيمة المتاخمة لدرعا المحطة.
معركة درعا تحتاج إلى نفس وصبر:
من جهته، يقول عضو قيادة الجبهة الجنوبية، أيمن العاسمي، لـ"العربي الجديد"، إن "معركة درعا تحتاج إلى نفس وصبر يختلف عن باقي المعارك التي خاضتها فصائل الجبهة، بسبب عدد قوات النظام الكبير وأماكن تمركزها في المدينة ضمن مساحة جغرافية صغيرة لا تتعدى 12 كيلومتراً، فضلاً عن وجود مدنيين داخل الأحياء، وهو ما يحد من عمل الفصائل وتركيز القصف ومناطق الاشتباك، للحيلولة من دون وقوع خسائر بين صفوف المدنيين".
ويرى القيادي، أن النظام يستشرس في الدفاع عن درعا لأسباب عدة. أولاً، بسبب رمزية درعا، كونها مهد الثورة السورية، وخسارتها تشكل ضربة معنوية وسياسية كبيرة له. ثانياً، لأنّها مدينة حدودية، وفقدانها يعني انقطاع صلته بالعالم الخارجي من جهة الجنوب. والسبب الثالث والأهم، أن سقوط النظام في درعا يمهّد تلقائياً لسقوطه في دمشق.
ويعتبر العاسمي أنّ فقدان النظام بقيةَ مراكزه القليلة في المحافظة، التي تتمثل في خربة غزالة وأزرع والصنمين، أصبحت مسألة وقت، لتكون فصائل المعارضة على تماس مباشر مع قواته في دمشق، على عمق مفتوح من الجنوب إلى الحدود الأردنية، وخصوصاً إذا ترافق ذلك مع تقدم مماثل لفصائل المعارضة من جهة القنيطرة، حيث تلتحم فصائل المعارضة في كلتا المحافظتين، وتطبق على النظام في دمشق من الجهتين الجنوبية والغربية.
ويؤكّد مصدر عسكري في الجبهة الجنوبية، أنّ فصائل الجيش الحر أسرت عدداً من قوات النظام خلال المعركة، ويضيف المصدر لـ"العربي الجدد"، أنّ النظام عمل منذ فترة طويلة على تحصين الأحياء التي لا تزال تحت سيطرته في مدينة درعا، وهي المحور الغربي، حيث اللواء 32، ويحيط به من الشرق فرع الأمن العسكري والشرطة العسكرية ونادي الضباط، ويعتبر بوابة المدينة الغربية.

والمحور الثاني، يقع عند مدخل المدينة الشمالي، حيث ثكنة البانوراما الحصينة، إضافة إلى كتيبة المدفعية 285. أما المحور الثالث، فهو مدخل المدينة الشرقي حيث فروع أمن الدولة والمخابرات الجوية والأمن الجنائي، فضلاً عن وجود حواجز عدة، ومنها حاجز المحكمة والحبوب.
وجود عدة حواجز:
ويضاف إلى هذه المحاور، بحسب المصدر العسكري، حواجز عدة تمتد من دوّار الحمامة لتلتقي بالبانوراما شمالاً، وتوصل كتيبة المدفعية باللواء 32 بحواجز عدة أخرى، وصولاً إلى حي المنشية في درعا البلد، الذي لا يزال تحت سيطرة قوات النظام.
ويتابع المصدر، إنّ "في داخل المدينة يوجد فرع الأمن السياسي والمجمع الحكومي في حي الكاشف وفرع حزب البعث في حي المطار، فضلاً عن حواجز خطوط الاشتباك بين درعا المحطة وحي طريق السد وحاجز حميدة الطاهر في حي الصحاري، وهو ما يشكل طوقاً دائرياً من الكتائب والحواجز العسكرية حول المدينة"، ويشير إلى أنّ عدد عناصر قوات النظام في مدينة درعا يبلغ 10 آلاف عنصر، بالإضافة إلى التغطية الجوية والمدفعية وعشرات الدبابات والآليات العسكرية.
ويوضح المصدر أن فصائل الجبهة الجنوبية، عملت منذ انطلاق معركة "عاصفة الجنوب"، قبل أقل من شهرين، على استنزاف قوات النظام في مواقعها عبر القصف الصاروخي والمدفعي لتدمير الحواجز والمواقع والآليات العسكرية بشكل متتالٍ للحدّ من تحصين المدينة، إضافة إلى تشتيت قوات النظام على طول المدينة من خلال الهجوم عبر محاور عدة، ويشير المصدر إلى أنّ كتائب المعارضة تسعى إلى إنهاك الخصم ثم الانقضاض عليه، خصوصاً مع اعتماد قوات النظام على التغطية الجوية والمدفعية، خلافاً لفصائل المعارضة التي تعتمد على العنصر البشري والمواجهات المباشرة.

 

 

 

 

العربي الجديد

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع