غداف راجح
تصدير المادة
المشاهدات : 8087
شـــــارك المادة
35 عاماً، وما يزال الدم شاهداً على واحدةٍ من أبشع جرائم نظام الأسد التي عرفها السوريون، عاماً على المجزرة التي التي ارتكبت بدافعٍ طائفي، ويد وسكينٍ طائفية؛ 35 عاماً وما تزال جثث أكثر من 1200 شهيد من أفضل أبناء سوريا تصرخ مطالبةً بالقصاص من جلّاديها المختبئين في أوروبا.
في اليوم الذي تلا محاولة اغتيال حافظ الأسد؛ وتحديداً في 27/6/1980 كان سجن تدمر ومعتقلوه على موعد مع القَتَلَةَ؛ في صباح ذلك اليوم تحركت ميليشيا سرايا الدفاع التي كان يقودها رفعت الأسد، وانطلقت إلى مطار المزه العسكري، لتستقلّ طائرات الهيلوكوبتر ومنها إلى سجن تدمر؛ لتكون المجزرة الكبيرة انتقاماً من محاولة اغتيال حافظ الأسد. نصف ساعة كانت كافية لتقتل تلك الميليشيات أكثر من ألف من السوريين. يقول أحد منفذي المجزرة في مقابلةٍ مع التلفزيون الأردني: "وصلنا لمطار المزة القديم قادمين من ألويتنا، كان بانتظارنا مجموعة من اللواء 138؛ وهو أحد ألوية سرايا الدفاع، يقوده المقدم علي ديب، وكان موجود في انتظارنا عشرة طائرات هيلوكوبتر". ويضيف هذا المجرم الذي تمّ اعتقاله في عمان: "وصلنا حوالي الساعة 6.30 صباحاً، وهناك نزلنا من الطائرات، وفرقونا إلى مجموعتين، مجموعة اقتحام؛ ومجموعة بقيت في المطار، المجموعة التي ذهبت إلى السجن تمّ توزيعها لمجموعات – حوالي 6 مجموعات أو أكثر- ومجموعتي كانت حوالي أحد عشر شخصا، والمجموع الكلي الذي تحرك للسجن حوالي ستين شخصاً تقريباً".
قتل المعتقلين: وفي السجن وكما يقول: "فتحوا لنا أبواب المهاجع، ودخلنا حوالي ستة لحد السبعة أشخاص لكل مهجع، قتلنا كل الموجودين، وكان كل مهجع يضمّ حوالي ستين معتقلاً، ومجموع من قتلتهم حوالي 15 معتقلا!"، هذا المجزرة ربما الوحيدة التي لها اعترافات بالصوت والصورة لمن شاركوا فيها، وتحدثوا عن ملابساتها حيث تمّ الكشف عنها عندما قام بعض عناصر ميليشيات سرايا الدفاع ممن شاركوا في تنفيذ مجزرة تدمر بالسفر إلى الأردن لاغتيال رئيس الوزراء الأردني الأسبق "مضر بدران"، لكن المحاولة باءت بالفشل، وأُلقي القبض على المنفذين، وقدموا ضمن اعترافاتهم تفصيلاً لأعمال المجزرة. تقول اللجنة السورية لحقوق الإنسان: إنّ الإفلات من العقاب الذي حظي به الجناة من قبل المجتمع الدولي ساعد بلا أدنى شك على تنفيذ المزيد من الجرائم في مرحلة الأسد الأب، وأسس بشكل جلي لجرائم الحرب التي نشهدها في الفترة الحالية في سورية، فالمسؤولون عن مجزرة تدمر، وغيرها من المجازر، يعيشون في أوروبا منذ نهاية الثمانينيات، رغم المعرفة الكاملة للمجتمع الدولي بما قاموا به، كما أن بقية الجناة ظلّوا يتنقلون في دول العالم طيلة السنوات التي تلت تلك المجازر، وتمكّنوا من منح أبنائهم جنسيات أوروبية وأمريكية، وقاموا بشراء عقارات في هذه الدول، دون أي خوف من المحاسبة. سجن تدمر شاهد على مرحلة الدم في عهد "المقبور"، ومجزرة تدمر كما كل المجازر التي حصلت في الثمانينيات لن تُنسى، فالدم لا يصبح ماء أبداً، وهذه المجزرة ليست الوحيدة في ذلك السجن الرهيب، بل وثقت المنظمات الحقوقية ما لا يقلّ عن سبع مجازر جماعية في سجن تدمر وقعت خلال الأعوام 1980 و1981 و1982 وراح ضحيتها مئات السوريين؛ يؤكد سجين سابق في ذلك السجن إنّ عمليات إعدام جماعية وقعت بين عامي 1981 و1983، مؤكداً أن عمليات الإعدام كانت تتم مرتين في الأسبوع، حيث يساق العشرات إلى الموت.
سراج برس
الجزيرة نت
الشرق الأوسط
محمد حسين
الشبكة السورية لحقوق الإنسان
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة