..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

الشعب السوري الصابر .. سيوف النصر و مخالب المجرمين

خالد حسن هنداوي

٢٤ يوليو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3037

الشعب السوري الصابر .. سيوف النصر و مخالب المجرمين
1.jpg

شـــــارك المادة

 أطل علينا شهر رمضان المبارك في عامه الثاني من عمر الثورة السورية المجيدة يذكرنا بالهجومات الجهنمية الشرسة من قبل عصابات الأسد من بداية هذا الشهر للعام الماضي على معظم المدن والبلدات والقرى والأحياء في البلاد، خاصة ما كان من اقتحام رهيب على مدينة حماة وسقوط مئات الشهداء والجرحى وقصف المدنيين الآمنين وهروب أكثر من مائتي ألف إنسان إلى القرى والمدن المجاورة،

 

وهكذا فإن تركيبة بنية اللانظام في هذه العصابة المحتلة لبلاد الشام لا تسمح لها البتة بأي قدر من الاحترام لقدسية هذا الشهر الذي هو عنوان كل سلام، خاصة في التعامل مع الشعب والحفاظ على الأنفس والممتلكات ولكن العجب يزول عندما يعرف السبب إذ فاقد الشيء لا يعطيه وإن إهدار الحياة هو أول الدلائل على عدم احترام النفس، واحتقار ما يقوم به أفراد المجتمع مهما كان سامياً راقياً إذا كان يخالف مزاج الهمج الذين لا يعرفون معنى الحرية والكرامة، إذاً فالبون شاسع بين الشعب الطيب المقهور في سوريا وبين أولئك الأشرار الشياطين ولا يمكن للطيب والخبيث أن يلتقيا اختياراً بعد الثورة وإن كانت الظروف والأحوال الماضية البائسة قد جمعتهما قسراً تحت ضغط النار وإن هذا من نكد الدنيا كما قال المتنبي: 


ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى   ****  عدواً له ما من صداقته بد


واليوم وقد حزم السوريون والسوريات أمرهم وقرعوا أبواب الحرية بكل يد مضرجة وبذلوا كل نفيس في سبيل الله والوطن كي ينالوا حقوقهم فإن أقوى طغيان مهما تجبر وتكبر سواء كان داخلياً أو إقليمياً أو عالمياً لن يستطيع أن يثنيهم عن مطالبهم وسيبقون هم الأقوى والأمنع في ملعب الصراع لأن تضحيات الشعوب لا تذهب هباء ولأنه لو كان البقاء والغلبة للطغاة القتلة لكان هتلر وموسوليني مثلاً أولى بذلك، منذ عام وأربعة أشهر والشعب صابر مصابر مصطبر ثائر على جلاديه رغم كل هذا الحميم والجحيم الذي يصب عليه صباً من قتل وسحل وجرح وتشريد وسجن واعتداء صارخ على الأطفال والنساء والشيوخ وقصف وحرق للمنازل والممتلكات واستمراء للمجازر البشعة كمجزرة الحولة والقبير والتريمسة الرهيبة وإدمان هذه المذابح على طول الوطن وعرضه دون رادع من دين أو ضمير أو خلق ولكن لأن الحق قديم وظاهر على الباطل مهما جال وتبختر وصولته تزهق هذا الباطل وتدمغه فإن هذا الثبات الراسخ قد أثمر تقدماً ملحوظاً في حلبة الصراع وقد أصبح للجيش الحر المدافع عن الشعب مكاناً قيماً ومنزلة رفيعة وخصوصاً بعد أن نجحت كتائبه في الانقضاض على أعلى هرم في خلية هذه العصابة وجندلت القاتلين المتوهمين أن أحداً لن يصل إليهم فلقوا مصارعهم جزاء ما اقترفت أيديهم بحق شعبنا المظلوم، وهكذا قصت أجنحة الأسد الورقي الذي ما كان يتخيل ذلك، وزير دفاع ونائبه ووزير داخلية ورئيس الأمن القومي ورئيس خلية الأزمة وآخرون جرحى وقتلى لم يفصح عن أسمائهم..

ولا غرو فمن سل سيف البغي قتل به كما قال علي رضي الله عنه والجزاء من جنس العمل، وربما يقول قائل إن زعيم العصابة الأسد سيعوض هؤلاء بغيرهم في المواجهة وهذا صحيح لكن لن يكون هؤلاء بخبرة أولئك أبداً، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن هذه الصاعقة التي أقضت مضاجع أكابر المجرمين فيهم، قد فتت في عضد الآخرين وخصوصاً عندما سمعوا ذلك عبر التليفزيون السوري الحكومي، إذ إن الإعلام الآخر وكل وسائل الاتصال ممنوعة عنهم، مما أسهم بانشقاق العديد من العسكريين بالآلاف ضباطاً ذوي رتب عالية مختلفة وجنوداً إنحازوا بأسلحتهم الخفيفة بل والثقيلة إلى جانب الشعب والجيش الحر، وهذا ما أدى بالطبع إلى تمدد الغضب وانفجار المعركة الحقيقية في قلب العاصمة دمشق ووصلت الاشتباكات إلى الأماكن الحساسة عند مجلس الوزراء والمقار الأمنية وتمكن الجيش السوري الحر من السيطرة على أحياء دمشقية بكاملها والهيمنة على معسكر الصاعقة العسكري في المزة، وأخذ الناس يتعاونون جميعاً لنصرة الحق على جحافل الظلام التي وصلت إلى سلم الهستريا فأخذ شبيحتها يرمون المنازل والسكان عشوائياً ثم أظهروا الحقد أكثر وأكثر فأعملوا ببعض المدنيين ذبحاً بالسكاكين ورمياً بالرصاص ولا تزال المعارك محتدمة بين كتائب الشعب وفلول الحكومة المجرمة، ولا ننسى مدينة حلب وريفها وانتقال الصراع الفعلي هناك واستطاعة الجيش الحر أن يحرر مدناً وبلدات مثل أعزاز وكفر تخاريم ومساحات واسعة في الريف الحلبي وأن يتمكنوا من السيطرة على المعابر الحدودية كباب الهوى المهم مثلاً أن يرتفع علم الاستقلال خفاقاً وينزل علم الظلام والظلم إلى غير رجعة إن شاء الله، وأمام هذا الوضع كان لابد لمجرمي اللانظام أن يركزوا عتادهم وقوتهم على العاصمة كيلا تسقط فاستدعوا أكثر الدبابات من درعا إليها، خاصة بعد فرار الكثير من عسكر الأسد وأتباعه وكذلك فإن الإسرائيليين قالوا إن القوات السورية التي ترابط في الجولان أخلت مواقعها باتجاه دمشق لأول مرة منذ أربعين عاماً وكذلك فإن الجيش الإسرائيلي قد أكد أن بشار الأسد وعائلته مازالوا في دمشق، وذلك بعد أنباء وردت أنهم غادروا إلى اللاذقية! والجدير بالذكر أنهم أكدوا أن جبهة الجولان ستبقى هادئة كما كانت وسيكتفي الإسرائيليون بالتفرج على ما يدور خلف الحدود من خلال مناظيرهم، وليس لدينا أدنى شك أن إسرائيل مازالت تدعم الأسد ويدعمها حرصاً على استقرار الإثنين وتخوفاً من قبل إسرائيل من أي بديل بعد الأسد لا يكون في مستواه عمالة واستخذاء حقيقياً وشعارات الممانعة إنما هي جزء من هذه الحيلة بلاشك، ثم هي تخشى أن تقع بعض الأسلحة الكيميائية بيد من تسميمهم متطرفين وبالتالي فالخطر عليها قائم وليس كوضع حالتها مع الأسد الذي يصلي رهبان اليهود طلباً لبقائه وفي هذا الصدد يجب ألا ننسى تاريخياً الموقف نفسه الذي يعتمده حزب الله اللبناني حيث أكد أمينه العام حسن نصر الله انحيازه لبشار ونظامه واتهم الشعب السوري بالفوضى وعزى برفاق السلاح الذين قضوا في عملية تفجير الأمن القومي، طبعاً متناسياً بل حاقداً أن يذكر هذا الشعب السوري البطل بأي منقبة وكأن آلاف آلاف الضحايا لا تستحق حتى مجرد الأسف على فقدها فضلاً عن التعزية، لا ريب أن الحقد الطائفي هو الذي يطغى عنده فوق كل اعتبار وهو ما لم يتغير أبداً رغم كل هذه الأنهار من الدماء، أيكون سفح هذا الدماء مباحاً والاقتصاص من القتلة أكابر المجرمين حراماً!!
وفي الختام

فإن المشهد السوري اليوم في رؤيتنا سيزداد احتداماً وسيبقى بشار وزمرته تواجه هذا الشعب وما أظن أنهم سيسلمون طوعاً لأن هذا أمر أسيادهم في الداخل وأسيادهم الروس والإيرانيين ومخلبهم في لبنان والعراق في الخارج وعليه فلابد شرعاً وعقلاً وواقعاً من دعم الجيش الحر بأسلحة نوعية وبذل كل معونة إغاثية للشعب ويشكر الملك عبدالله بن عبدالعزيز في دعوته لجمع التبرعات لنصرة الشعب السوري ونرجو من إخوانه الحكام العرب والمسلمين أن يحذوا حذوه في شهر الجود والإحسان.

 

المصدر: رابطة العلماء السوريين

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع