رقية القضاة
تصدير المادة
المشاهدات : 6928
شـــــارك المادة
حافظ الأسد حاكم عرفته أمته كأكبر مجرم ووالغ في دماء شعبه، وأذكر أنني عرفت سيرته، في بداية الثمانينات الماضية، وحينها كانت الأحداث أكبر من استيعابي ولكنني أدركت منها ما يكفي لكي يظل عالقاً في وجداني، فمن الحكم على فضيلة الشيخ سعيد حوّى رحمه الله ومن ثمّ نجاته وقتها بفضل الله، إلى مذبحة تدمر ومن منّا لا يذكر تلك الاستغاثة التي أرسلتها أسيرات تدمر، العفيفات الطاهرات الشهيدات بإذن الله، إلى سلسلة الاغتيالات التي طالت السوريين والإخوان المسلمين منهم بالذات، وحتى نساءهم وذراريهم، ومازالت تلك الكلمة المؤثرة للشيخ عصام العطار ترن في أعماقي، وهو ينعى زوجته، كريمة الشيخ الجليل العالم الوقور الشيخ علي الطنطاوي، رحمهما الله، وقد اغتيلت في منزلها في أوروبا مهاجرة، وآلاف الأسر، التي فرّت بدينها من وجه الطاغية الظالم حافظ الاسد، وبحكم أنني كنت ابنة لأحد الإخوان في الأردن، فقد كان طبيعياً أن تكون هموم الأمة وشجونها مدار اهتماماتنا (ومن لم يهمه أمر المسلمين فليس منهم) فقد ترسّخت لدي قناعة تامة كما هي لدى كل مدرك لخطر العقائد الباطنية والشعوبية الحاقدة، أن الرّسالة التي يحملها هذا النظام بشقيه البائد والسائد، هي رسالة الإبادة والاستعباد، والخداع القائم على التلاعب بمشاعر الأمة، واتخاذ القضية الفلسطينية المقدسة مطية لاستدرار ثقة الشعب الذي يدرك الحقيقة ولكنه مغلوب على أمره، ولكن هيهات فإن دوام الحال من المحال، فالشعب فاض به الكيل، والأيتام الذين ذبح آباؤهم على يد الأب لن ينتظروا سكين الابن أيضاً، وبعد نزوح العائلات المنكوبة المبتلاة على يد حافظ الأسد، تعرفت على بعض هذه العائلات التي وجدت في بلادنا مأمناً يسّره الله تعالى لها، وسمعت ما يشيب لهوله الولدان، صور لمذابح [هولاكو] القرن العشرين، وبطولات ومواقف رجولة وفداء واحتساب، ولم أكن أدري حينها أن ما جرى على أولئك المظلومين من القتل والتشريد على يد الطاغية الطائفي، سيجري على أبناءهم المقهورين، ولكن هذه المرة على يد الابن الذي بذّ أباه بالإجرام بل وتفوّق عليه، فعادت الصورة إلى الواجهة من جديد، وتكررت المأساة، فحسبنا الله ونعم الوكيل. وفي حين كانت الأصابع الطائفية الخارجية غير معلنة في تلك المرحلة الغابرة، ولأسباب سياسية لم تعد خافية اليوم، فإن هذه الأصابع اليوم تبدو جلية واضحة لكل ذي لب، والذي حصل في العراق بالأمس، يتكرر في سوريا اليوم، ولكن العيون التي تغمض دائماً عن الحقائق قصداً أو سهوا، تدّعي عدم الرؤية، والأقلام التي سكتت عن جرائم الأسد الأب، تحاول أن تبرر للأسد الابن. أيها المسلمون إنّها دماء أهل السنّة في سوريا، وأرواح المسلمين فيها تزهق في حالة تطهير عقائدي خبيثة الهدف، إجرامية الوسيلة، أيتها الأمة التي انتظرت ربيعها طويلاً لا تتركي أهل سوريا للجلاد، وتذكري قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يخطب يوم الحج الأكبر ويقول : {إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام، كحرمة يومكم هذا في بلدكم} وقوله صلى الله عليه وسلم: {المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يحقره ولا يظلمه}، وقوله: {لئن تنقض الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من دم امرئ مسلم} فهل بعد خذلان الأمة لشعب سوريا خذلان؟ وهل بعد إسلامنا إياهم للقاتل من سلم؟ يا أمة الإسلام أدركي الشام وأهلها، وحماة الدين فيها، فالدماء بلغت حافّة الأرض، والظلم بلغ عنان السماء، وهل نرقب من بشار أن يكون خيراً من أبيه؟ وهل تلد الحية حمامة سلام؟ لا والله لا تلد الحية الرقطاء إلّا أفعى أكثر منها حقداً، وأمضى منها سمّاً، اللهم إنّا نبرأ إليك من تخاذل القادرين، واستكانة الصامتين، وتواطؤ المتآمرين على الملّة والأمة، بشعوبها ومقدساتها، ومقدّراتها، وأقوات أهلها، وخيرات أرضها، ودماء شبابها، وحرمة مرابعها وأهلها، فيا حماة الصابرة، نكأ الجبابرة الجرح، فلا تصرخي مهزومة، بل كبّري منصورة بإذن ربّك،فشعلة النصر ارتوت بدماء الحياة المنهلّة غيثا، يغسل عار أمة ساكتة عن النّصرة لشعب أعزل، يساق إلى الموت صابراً، وأرواح شهداءه تستنزل اللعنات على سلالة الأفاعي، وربائب الرافضة، ومثيري الفرقة بين الشعب الواحد،فصبراً يا سورية البطولات المتتابعة، وصبراً يا شامنا المباركة، فالنّصرة عند الله قريبة، ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وأنّى للشعوبية أن تقضي على خيريتك وبركتك وعلماءك وشبابك الصابرين، وأما ما يسمى بمجلس الأمن، فيا للمهزلة القائمة منذ عقود ونحن نغني لها ونرقب قراراتها، أفيقي أيتها الأمة، واسمعي قول ربك: {لا يألونكم خبالاً ودّوا ما عنتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر} فإذا كان الخذلان والتواطؤ والسكوت عن أفاعيل ما يسمّى أسداً، فكيف بما تخفيه الكواليس، فيا مجلس الأمن، ويا لجان تقصّي الحقائق ويا مؤتمرات التباحث ويا مجلس حقوق الإنسان!، ويا ..ويا..إنّ وليّنا الله وهو يتولّى الصالحين الذي بيده مقاليد كل شيء {إذا قضى امراً فإنّما يقول له كن فيكون} اللهم يا ناصر المغلوبين، ويا رب المستضعفين عجّل نصرك وفرجك لهذه الأمة، {فدعا ربه أنّي مغلوب فانتصر}.
محمد حسن السوري
ميمونة جنيدات
مهدي الحموي
عابدة فضيل المؤيد العظم
اللهم انصر شعب سوريا . و انصر أمة لا اله الا الله . اللهم أرنا في بشار و شبيحته يوما تقر به العيون . اللهم نصرك الذي وعدت . اللهم انصرك الذي وعدت . اللهم نصرك الذي وعدت.
حياك الله وحيا قلمك ورواه بكلمة الحق. انها الفتن التي تتوالى وتحمص القلوب. ثبتنا الله وإياك ونصر الامة الاسلامية في كل بقاع الارض.
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة