عمر أبو خليل
تصدير المادة
المشاهدات : 2888
شـــــارك المادة
أمام المئات، صرخ أبو حيدر -وهو سوري من أبناء الطائفة العلوية- بأعلى صوته وهو يقف على دوار هارون حيث قتل شقيقه بصاروخ سقط هناك، موجها كلامه لقوات النظام "إن لم تكونوا قادرين على حمايتنا من الإرهابيين سلّموهم البلد، يمكن يسامحونا على ما فعلناه بهم، ويتركوننا أحياء".
وأردف أبو حيدر يقول "يموت شبابنا في المعارك، والرجال يموتون بصواريخ غراد، أنتم ماذا تفعلون سوى إعلان الانتصارات الوهمية والانسحابات التكتيكية؟ أصبحت وحيداً، مات أخي وقبله ابني، أما ابني الثاني فقد هرب إلى قبرص".
ولا يختلف حال بقية الموالين لنظام بشار الأسد عن حال أبي حيدر، فهم يكتمون غضباً من قوات النظام لعجزها عن حسم المعركة مع المعارضة، وقد ظهر علناً في أكثر من مناسبة، لا سيما في حالات تشييع قتلى المعارك. غضب عارم: وعمّ مدينة اللاذقية غضب عارم بعد سقوط عدد من الصواريخ التي أطلقتها المعارضة المسلحة على أحياء في المدينة، وبينما كان الغضب عارماً بين الموالين للنظام، بدا أن هناك نوعاً من الغضب لدى المؤيدين من المعارضة. وكان الجيش الحر في ريف اللاذقية أطلق يومي الأحد والاثنين الماضيين عدة صواريخ غراد على مدينة اللاذقية، سقط اثنان منها على دوار هارون وسط المدينة قريباً من فرع الأمن العسكري، وتسببا في مقتل شخصين، في حين تساقطت البقية في مواقع ومقرات النظام، وأتى إطلاق الصواريخ بالتزامن مع رشقات الصواريخ التي أطلقها جيش الإسلام في الغوطة الشرقية على العاصمة دمشق، وأوقعت العشرات بين قتيل وجريح. في مكان آخر عبرت مها -وهي موالية للنظام- عن غضبها بعدما تسبب الصاروخ ذاته في تهشيم زجاج منزلها، حيث قالت إن النظام لا يهتم بإنهاء المعركة، وذهبت لحد اتهام النظام بأنه يتعمد إطالة أمد الحرب "ضماناً لاستمرار مصالح عناصره وشبيحته في النهب والسرقة الذين يسرحون ويمرحون وينهبون حتى منازلنا". هروب من القصف: لكن الخوف من مخاطر هذه الصواريخ انسحب أيضاً على سكان المدينة من المعارضين للنظام الذين تخوفوا من أن تشملهم بعد أن لجؤوا للمدينة هرباً من صواريخ النظام، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي دعوات من معارضين للنظام للفصائل المعارضة بإعادة النظر بقرارها إطلاق الصواريخ على المدينة. ودعت السيدة ج -وهي معارضة للنظام تسكن في اللاذقية- الثوار إلى إبعاد صواريخهم عن المدينة وتوجيهها إلى القرى الموالية، وهي -كما قالت- "كثيرة وأقرب إليهم"، وتساءلت "لماذا لا يقصفون قرى جبلة والقرداحة باعتبارها معقل النظام؟". وأضافت للجزيرة نت "ألا يكفينا ما نعيشه من قهر وإذلال، يحاصرنا النظام بحواجزه العسكرية، يعتقل شبابنا ورجالنا، يسيء إلينا، ويمارس التجويع علينا، ويقطع الكهرباء والماء عنا، اتركونا واقصفوهم إن شئتم، أماكن وجودهم واضحة". لكن رامي -قائد ميداني في الجيش الحر- أوضح أن صواريخ الجيش الحر "تستهدف معاقل النظام وشبيحته في اللاذقية وغيرها"، ولفت إلى أنها تصيب مواقع النظام على محاور القتال في جبلي الأكراد والتركمان، وأشار إلى أن عشرات الصواريخ استهدفت مدينة القرداحة معقل رأس النظام، وبيّن أن إطلاقها على اللاذقية مؤخراً تم بتركيز شديد، وأنها أصابت أهدافها بدقة، وأوقعت قتلى في صفوف عناصر النظام.
الجزيرة نت
وكالة الأناضول
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة