عمرو أمينو
تصدير المادة
المشاهدات : 3507
شـــــارك المادة
مرَّ 571 يومًا على حصار نظام بشار الأسد مدينة «الحجر الأسود»، جنوب العاصمة السورية «دمشق»، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية بسبب نقص الأغذية والمواد الطبية، ومنع دخول المساعدات الإنسانية ليعيش بها أهل هذه المدينة المنكوبة.
ويعيش أطفال الحجر الأسود على القليل من الطعام والماء والتغذية بأوعية مياه ساخنة، وقلما يتقاسم العديد منهم على طبق من الأرز والخضروات، حيث وصل سعر الكيلو الأرز إلى 2000 ليرة سورية بسبب النقص في مواد التغذية بخلاف المواد الطبية، والتيار الكهربائي. ويعيش تحت الحصار في ريف دمشق ما يقرب من 20 ألف مدني، محرمين من المياه الصالحة للشرب ومياه الاستخدام الصحي. كما إن سكان الحجر الأسود يُفطرون في رمضان على مياه ساخنة؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة، وأنهم في حالة يحتاجون فيها إلى رشفة مياه باردة، مؤكدًا أن قرابة 20 ألف شخص يقطنون في الحجر الأسود حاليًا أغلبهم من النساء والأطفال، بعد أن كان يقطنها قبل اندلاع الأحداث في سوريا نحو 600 ألف مواطن. ويقول رامي محمد أحد المدنيين في الحجر الأسود، إن هذا الحصار طال كثيرًا ووصل إلى عام ونصف حرمَ فيه الجميع داخل المدينة الحي من الغذاء والدواء، إضافة إلى قطع الكهرباء والاتصالات ممّا تسبب بوفاة 60 شخصًا غالبيتهم قضوا بسبب الجوع والجفاف. كما أكّد أن المدينة تعاني من غياب العناية الصحية طيلة الفترة الماضية، مشيرًا إلى أنّ قوات النظام تنفذ الحصار في محاولة لإخضاع القوى الثورية للامتثال لطلبات نظام بشار الأسد بالاستسلام. من جانبه، طالب رئيس المجموعة المتحدة للمحاماة الناشط الحقوقي نجاد البرعي، المجتمع الدولي بالضغط على نظام الأسد لفك الحصار عن ريف دمشق والحجر الأسود، مشيرًا إلى أن بشار الأسد ينتقم من المعارضة بالحصار وتجويع أهلهم وأبنائهم كوسيلة للضغط عليهم. وأكد «البرعي» في تصريحات لـ«التقرير»، أنّ الحصار ومنع وصول المساعدات ضد مواثيق حقوق الإنسان العالمية، محذرًا من حدوث كارثة إنسانية ومجزرة عن طريق التجويع والحصار لمدينة الحجر الأسود. بدوره، أكد خبير التغذية الدكتور عبد الناصر رضوان، أن نقص التغذية هو أن يستهلك الإنسان أقل مما يحتاج جسمه من الغذاء لفترة طويلة مما يؤدي إلى ظهور أعراض مرضية عليه والتي تختلف باختلاف المغذيات الناقصة في الغذاء. وحذر «رضوان» في تصريحات لـ«التقرير»، من تكرار مجاعة الصومال على الأراضي السورية، وانتشار الأمراض والأوبئة، قائلًا: إن «جسم الإنسان حينما ينقصه تغذية، تنقص معه الطاقة والبروتينات والكالسيوم وكل ذلك حينما ينتقص من الطفل، يؤدي إلى تراجع النمو والتأخر في النمو العقلي أيضًا». وكانت مدينة الحجر الأسود من بين أوائل المنطقة الجنوبية التي انضمت إلى ركب الثورة السورية، فقد كانت أول مظاهرة فيها بتاريخ 21-3-2011 وتحديدًا في مناسبة عيد الأم، بعد دعوة العديد من النشطاء للتظاهر في يوم الجمعة، وفعلًا فقد تظاهر أكثر من مائتي ناشط وناشطة ضد ما جرى من أحداث في مدينة درعا وكانوا يهتفون للحرية، وعلى إثر تلك التظاهرة قامت قوات النظام باعتقال العديد من الناشطين تعسفيًّا لأيام قليلة ليتم إطلاق سراحهم لاحقًا. وبدأ الانقطاع في الكهرباء منذ تاريخ 13-12-2012 عندما قامت قوات النظام بقصف مباشر لمحطة الكهرباء براجِمات الصواريخ، وكانت تكلفتها تقدّر بمليارات الليرات السورية، وتنعدم مادة البنزين في المدينة بشكل كامل. ويؤكد سالم عبد الرحيم، أحد السكان السوريين في تصريحات صحفية، على انتشار ظاهرة النحول بين السكان بعد الاقتصار على وجبه تغذية واحدة، وباقي اليوم يكون الغذاء على فتافيت الطعام.
التقرير
خالد العويجان
سلافة جبور
كرم منصور
الشرق الأوسط
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة