..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

أخبار سوريا- المجاهدون يقطعون طريق حمص تدمر - 22-4- 2014

نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية

٢٢ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3078

أخبار سوريا- المجاهدون يقطعون طريق حمص تدمر -  22-4- 2014

شـــــارك المادة

عناصر المادة

قتلى وجرحي على يد قوات الأسد، في المقابل، المجاهدون يستهدفون تجمعات الأسد في عدة مناطق سورية، والائتلاف يبحث الوضع السوري مع المسئولين السعوديين، في حين نزوح جماعي في صفوف المدنيين في حلب، ونبيل العربي يقول إن الانتخابات الرئاسية السورية تعيق الحل السياسي، وأمريكا تعتبرها مهزلة.

جرائم النظام الأسدي:

57 قتيلا:
قتلت قوات الأسد يومنا هذا الثلاثاء 57 شخصا معظمهم في حلب.
وتوزع القتلى على مناطق وبلدات سورية كالتالي:
في حلب قتل 35 شخصا، وفي دمشق وريفها قتل 6 أشخاص، وفي إدلب قتل 5 أشخاص، وفي درعا قتل 4 أشخاص، وفي حمص قتل 3 أشخاص، وفي دير الزور قتل 3 أشخاص، وفي حماة قتل شخص واحد. (1)
مناطق القصف:
في حمص، قصفت قوات الأسد بالمدفعية وراجمات الصواريخ أحياء الوعر والقصور والقرابيص وجورة الشياح وجب الجندلي، أما في الريف الشمالي، قصفت قوات الأسد مدن وبلدات الحولة والرستن وتلبيسة والغنطو والدار الكبيرة منذ ساعات الصباح بقذائف الهاون والمدفعية.
وفي حماة، قصفت قوات الأسد بلدة مورك براجمات الصواريخ.
وفي حلب، ألقى الطيران المروحي الأسدي براميل متفجرة على أحياء مساكن هنانو وباب النيرب وحي الشيخ سعيد، وألقى الطيران أيضا براميل متفجرة على بلدة عندان.
وفي دمشق وريفها، قصفت قوات الأسد حي جوبر بقذائف الهاون، كما قصفت مدينة داريا بالصواريخ.
وفي درعا، استهدفت قوات الأسد مدينة درعا البلد بالصواريخ.
وفي إدلب، قصف الطيران الحربي الأسدي مدينة معرة النعمان. 
وفي اللاذقية، قصفت قوات الأسد جبل تشالما والتلال المحيطة به في جبل التركمان. (2)
قصف بغاز الكلور على داريا:
قصفت قوات الأسد مدينة داريا بغاز الكلور، ما أوقع عددا من حالات الاختناق في صفوف المدنيين. (2)
تهجير المدنيين:
في دير الزور، قام تنظيم الدولة بتهجير أهالي قرية غربية ونسف عدد من منازلهم، بينما لا يزال التنظيم يمنع دخول المدنيين إلى مدينة الصور التي سيطر عليها قبل أسبوع. (2)
اعتقال عائلة:
في ريف دمشق، اعتقلت قوات الأسد عائلة أثناء خروجها من مدينة معضمية الشام. (2)

عمليات المجاهدين:

نسف حواجز قوات الأسد وقتل جنود وتدمير آليات عسكرية:
في حمص، تمكن المجاهدون من نسف حاجز ديوب بواسطة الألغام، وتدمير رشاشين14.5 وقتل 20 عنصرا من قوات الأسد.

وفي حماة، دمر المجاهدون مبنى كانت تتمركز فيه ميليشيات الأسد جنوب مدينة مورك، باستهدافه بمدفع 106 وتحقيق إصابة مباشرة.
وفي حلب، تمكن المجاهدون من قنص الشبيح أنس سلامة أحد حرّاس سجن حلب المركزيّ، عند محاولته سحب برميل ألقته الطائرات داخل السجن، كما استهدف المجاهدون معاقل ميلشيات الأسد بمدفع جهنم في دوار السبع بحرات وإصابة مباشرة، وفي جبهة الشيخ نجار، دك المجاهدون معاقل ميليشيات الأسد بمدفع جهنم وقذائف الهاون.
وفي ريف دمشق، تمكن المجاهدون من تدمير عربة BMP وإعطاب عربة شيلكا ومدفع 23 على جبهة المليحة بريف_دمشق، خلال التصدي لمحاولة قوات الأسد وميليشيات الرافضة اقتحام البلدة. (3)
قطع طريق حمص تدمر واستهداف وتفجير:
في حمص، تمكن المجاهدون من قطع طريق حمص_تدمر، وقتل عددا من قوات الأسد.
وفي اللاذقية، تصدى المجاهدون لمحاولة قوات الأسد اقتحام جبل_النسر، وتمكنوا من قتل وأسر عددا منهم.
وفي ‏ريف دمشق‬، فجر المجاهدون نفق بطول"70متر" لقوات الأسد، تم اكتشافه شمال مدينة داريا، ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى من عناصر قوات الأسد.
وفي درعا، استهدف المجاهدون تل الحارة بصواريخ غراد وقذائف الهاون.
وفي دير الزور، استهدف المجاهدون قناص لقوات الأسد في حي الصناعة بقذيفة آر_بي_جي. (4)
استهداف وسيطرة على مواقع لقوات الأسد وصد محاولة اقتحام:
في اللاذقية، تصدى المجاهدون لمحاولة مليشيا جيش الدفاع الوطني اقتحام غابات الفرلق وقتلوا 7 عناصر منهم، كما  استهدف المجاهدون تجمعات مليشيا جيش الدفاع الوطني المتمركزة في المرصد 45 بقذائف الهاون وصواريخ كونكورس، حيث أعطبت آلية عسكرية وقتل عددا من عناصر المليشيا، وتمكن المجاهدون في ساعات الصباح الباكر من استعادة السيطرة على جبل تشالما والتلال المحيطة به في جبل التركمان، بعد معارك عنيفة خاضتها مع عناصر مليشيا جيش الدفاع الوطني، قتل على إثرها 12 عنصرا منهم وأسر آخرون، كما تم تدمير عربة عسكرية.
وفي حلب، استهدف المجاهدون تجمعا لقوات الأسد في حي الشيخ نجار بالمدفعية، واستهدفوا تجمعات قوات الأسد في حي الزهراء بصواريخ غراد، وفي قرية الغاصبية، تمكن المجاهدون من السيطرة على عدة حواجز داخل القرية.
وفي حماة، استهدف المجاهدون تجمعات مليشيا جيش الدفاع الوطني في قرية الزغبة بقذائف الهاون، كما دمر المجاهدون آليتين عسكريتين وقتلوا 15 عنصرا من قوات الأسد خلال اشتباكات معهم في محيط بلدة مورك.
وفي دير الزور، تمكن المجاهدون من قنص عددا من قوات الأسد خلال اشتباكات معهم في حي الرشدية.
وفي إدلب، استهدف المجاهدون حواجز بلدتي حيش وكفر ياسين بالمدفعية محققين إصابات مباشرة، كما استهدفوا المطار العسكري بقذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع.
وفي القنيطرة، استهدف المجاهدون تجمعات لقوات الأسد في التل الأحمر الشرقي بقذائف الهاون. (2)
كمين محكم في اللاذقية:
قام المجاهدون بنصب كمين لعناصر من مليشيا جيش الدفاع الوطني حاولوا اقتحام أماكن تمركزهم في محيط جبل النسر باللاذقية، ما أسفر عن تدمير دبابة وقتل 5 عناصر من طاقمها وأسر 3 آخرين. (2)

المعارضة السورية:

الحل السياسي في سبات عميق:
استبعد أمين سر الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري هادي البحرة "طرح أيّ حلّ سياسيّ في هذه الفترة"، مؤكداً" أنّ الحل السياسي في هذه الآونة في حالة سبات عميق، لأنّ الواقع الدولي لا يحتوي أيّ ظروف مناسبة لانعقاد الجولة الثالثة من جنيف2"، وأضاف" إن تحديد موعد الانتخابات الرئاسية في الثالث من حزيران القادم، تؤكد عدم جدية نظام الأسد بقبوله الجهود الدولية التي اتفقت على أن تشكيل هيئة حكم انتقالية، هو النافذة الوحيدة للوصول إلى حلّ سياسي في الشأن السوري".
واستنكر البحرة " الصمت الدولي عن قتل السوريين، يعني أنه لا يوجد إرادة دولية فاعلة لفرض الشرعية وتنفيذ قرار 2118، الذي يلزم نظام الأسد بعملية الانتقال السياسي، والتفاوض حول تشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية"، وأضاف البحرة أيضا" إن الموقف السلبي للمجتمع الدولي والذي اكتفى بأن يكون متفرجاً، على المذابح التي يرتكبها الأسد كلّ يوم، يعني أنّ هناك إرادة لاستمرار المأساة في سورية، وعدم اكتراثه بهذا الدم السوري". وأكد" أنّ لا خيار أمام الشعب السوري إلا الاستمرار بثورته، أو وجود إرادة دولية تحترم قراراتها وتقوم بتطبيق التزاماتها". (5)
مباحثات مع ولى العهد السعودي:
التقى وفد الائتلاف الوطني السوري برئاسة أحمد الجربا رئيس الائتلاف، اليوم الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية، ودار اللقاء حول سبل دعم الثوار على كافة المستويات؛ نظرا لفداحة الكارثة التي يعاني منها الشعب السوري جراء إرهاب نظام الأسد، حيث أكد  الجربا على أن:" نظام الأسد مازال مصرا على تدمير كامل الأرض السورية، مستخدما الأسلحة المحرمة دوليا وخاصة السلاح الكيماوي، كما فعل منذ أيام في مختلف مناطق سورية" .
وأشار الجربا إلى أن:" الأسد بإعلان مسرحية انتخابه لولاية غير شرعية جديدة، يغلق الباب أمام أي حل سياسي وهذا ما يدركه المجتمع الدولي"، وتأتي الزيارة في إطار تعزيز دعم نضال الشعب السوري في ثورته ضد الديكتاتورية، وتمتين علاقات الائتلاف على المستوى العربي والدولي. (5)

الوضع الإنساني:

نزوح جماعي من حلب:
شهدت أحياء شرق مدينة حلب، موجة نزوح كبيرة نحو الريف الشمالي للمحافظة والحدود السورية - التركية، بعد الغارات الجوية التي نفذها الطيران الحربي الأسدي خلال الأيام الثلاثة الماضية، والتي سقط خلالها 170 قتيلا وعدد كبير من الجرحى، وخلفت دمارا واسعا في الشوارع والأبنية. (6)
أفاد الهوية الجديدة للسوريين في تركيا:
تعتبر الأراضي التركية ملاذا آمنا لكثير من السوريين، الذين فروا إليها من ويلات الحرب في مدنهم، وساهمت الحكومة التركية في تخفيف معاناة هؤلاء، عبر التسهيلات التي قدمتها لهم من افتتاح مستشفياتها لاستقبال الجرحى ومدارسها لاستقبال الأطفال وبعض جامعاتها لاستقبال الطلبة.
ولكن كثرة تدفق السوريين إلى تركيا دفعت منظمة إدارة الطوارئ والحروب التركية "أفاد" (AFAD)، لإيجاد تسهيلات إضافة لهم على أراضيها، فأوجدت ما يسميها السوريون "الهوية الجديدة". (7)

المواقف والتحركات الدولية:

انتخابات الرئاسة تعيق الحل السياسي:
انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، قرار السلطات السورية إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد، معتبراً أن من شأن تلك الخطوة إعاقة جهود إتمام الحل السياسي للأزمة السورية، وقال العربي في بيان" إن قرار السلطات السورية إعلان يوم الثالث من يونيو/حزيران المقبل موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية السورية، يُشكل خرقاً لالتزامات الحكومة السورية، وتعهداتها بالعمل بموجب مقتضيات بيان مؤتمر جنيف الصادر بتاريخ الثلاثين من يونيو/حزيران 2012".
كما رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه لا يمكن عمليا إجراء انتخابات رئاسية نزيهة وديمقراطية وذات مصداقية، في ظل المأساة الإنسانية القاسية التي يعيشها أبناء الشعب السوري، وما تشهده سوريا حالياً من تصعيد خطير في الأعمال العسكرية، وأيضا في ظل وجود أكثر من ستة ملايين سوري يعانون من مآسي التشريد والنزوح واللجوء، إضافة إلى ظروف الحصار والاضطراب وانعدام الأمن التي تشهدها العديد من المناطق في مختلف أنحاء سوريا. (7)
مليون لاجئ سوري بتركيا:
أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أن عدد اللاجئين السوريين الذين استقبلتهم تركيا منذ اندلاع النزاع في بلادهم بلغ عتبة المليون، مؤكدا أن بلاده لن تغلق أبوابها في وجوههم، وقال أردوغان في كلمته الأسبوعية بالبرلمان، أمام نواب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه إن "عدد أشقائنا السوريين الذين وصلوا إلى تركيا بلغ قرابة المليون".
وأكد أن بلاده التي تملك خط حدود طويل مع سوريا، تنوي الحفاظ على سياسة الباب المفتوح حيال المدنيين السوريين الفارين من الحرب في بلادهم، وأضاف "هل يفترض بنا أن نطلب من أشقائنا ألا يأتوا إلى تركيا ويتعرضوا للقتل في سوريا؟. (7)
موقف ثابت في مساعدة الشعب السوري:
أكد الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، موقف بلاده الثابت من مساعدة الشعب السوري، جاء ذلك خلال لقائه في مكتبه بجدة، رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا والوفد المرافق له. (6)
لا مصداقية أو شرعية للانتخابات المعلن عنها:
اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، أن" إعلان نظام الأسد إجراء انتخابات رئاسية في حزيران (يونيو) المقبل، يفتقد للمصداقية ويعد محاكاة ساخرة للديمقراطية"، وأضاف كارني أن" هذه الانتخابات لن تكون لها أي مصداقية أو شرعية داخل سورية أو خارجها"، مشدداً على أن "العملية التي تقود إلى انتقال سياسي يجب أن تقوم على التفاوض واتخاذ قرار مع الائتلاف، ولا تتضمن استفتاء مثل الذي أعلن عنه، والذي لا يحمل أية علامات للديمقراطية الحقيقية، بل هو مجرد استفتاء صوري في الواقع".
وأضاف: نظام الأسد "لم يجر انتخابات حرة وعادلة أبداً، ولطالما اتخذ خطوات قانونية وإدارية لضمان ألا يكون هناك تصويتاً عادلاً"، كما شدد كارني على أنه لا بد من التوصل إلى حل سياسي، لأنه الطريق الوحيد الذي يسمح للشعب السوري بتحقيق مستقبل يحظى فيه بمزيد من الحرية. (5)
نظام الأسد سلم 86.5% من ترسانته الكيميائية:
أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أن نظام بشار الأسد سلَّم 86.5 بالمائة من مخزونه من الأسلحة الكيميائية، وقالت المنظمة في بيان لها" إن شحنة جديدة سلمت في مرفأ اللاذقية، ما يرفع مجموع ما سلم حتى الآن من ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية إلى 86.5%، وإنها كانت الشحنة الـ17 حتى الآن والسادسة منذ الرابع من نيسان/إبريل، ما يكشف عن تسريع كبير في وتيرة التسليم إلى مرفأ اللاذقية خلال الشهر الحالي". (8)

آراء المفكرين والصحف:

السوريون يبحثون عن صديق
فهمي هويدي

هل أصبح السوريون حقا بلا أصدقاء؟ هذا السؤال الذي يردده بعض المثقفين السوريين موجع ومخزٍ في ذات الوقت، موجع لأنه ما كان له أن يطرح بالأساس، لأن ما بيننا نحن المصريين والعرب وبين السوريين، يفترض أنه أكبر وأعمق وأقوى من إن يوصف بأنه مجرد صداقة، حتى إنني لا أبالغ إذا قلت أنهم في وجدان جيلنا على الأقل وفي الوصف الدقيق نحن في مكان آخر، ذلك فضلا عن أن منتديات الأصدقاء في الخطاب السياسي المعاصر، صارت تضم خليطا من المحسنين والانتهازيين والسياسيين المحترفين.
من ناحية أخرى، فإنني اعتبر السؤال مخزيا لأن الإجابة عنه ليست واضحة أو حاضرة، وإنما تتعدد فيها الاجتهادات تبعا لتعدد القراءات، لذلك أزعم بأن السؤال يحتاج إلى تفكيك، بقدر ما إن البيئة العربية الراهنة تحتاج بدورها إلى تحديد وتدقيق، أقله لكي نعرف طبيعة أجواء المرحلة، وملابساتها المعقدة.
قبل أي كلام أذكِّر بأننا نتحدث عن انتفاضة الشعب السوري التي تدخل الآن عامها الرابع، بعدما تفجرت داعية إلى إسقاط النظام القمعي القابض على السلطة منذ نحو نصف قرن (حزب البعث تولى السلطة في عام 1963)، ورغم أن مقاومة النظام لم تتوقف وتعددت أشكالها طوال تلك الفترة، إلا أن ثورة الشعب الكبرى بدأت في شهر فبراير من العام 2011، وتطايرت شراراتها على الفور في أنحاء البلاد، في تزامن تجاوب مع أصداء الربيع العربي التي تجلت في تونس ومصر واليمن في ذلك الوقت.
هي ثورة كبرى بامتياز، حتى وإن لم تؤت ثمارها حتى الآن، إلا أن بسالة الشعب السوري وصموده المدهش، واستعداده الخرافي للتضحية مما ينبغي أن يحسب له، حتى أزعم أن كل الوطنيين في سوريا صاروا شهداء، بعضهم رحل عن الدنيا (التقديرات تتحدث عن نحو 200 ألف شهيد)، والبعض الآخر لا يزالون على قيد الحياة، شهداء يمشون على الأرض ويستقبلون الموت بصدور عارية وشجاعة مذهلة.
أكثر من ثلاثة ملايين شردوا خارج البلاد، وأعداد مماثلة لهم تم تهجيرهم وتشريدهم داخل البلاد، وهؤلاء لم يرحمهم النظام الوحشي الذي ما برح يطاردهم بالكيماوي السام والبراميل المتفجرة، ناهيك عن إذلال قطاعات عريضة منهم بالحصار والتجويع وقطع التيار الكهربائي وضرب شبكات المياه، وإخضاعهم لكل ما يمكن أن يجعل حياتهم جحيما.
وليس بعيدا عن أذهاننا ما حدث لمخيم اليرموك في دمشق الذي استمر حصاره طيلة سبعين يوما، حتى مات 48 شخصا منهم من شدة الجوع، واضطر الآخرون إلى أكل العشب وأكل لحوم القطط والكلاب، لكي يستمروا على قيد الحياة.
لم يكن في كل ذلك سر! ذلك إن مشاهد التنكيل التي حولت قلب العروبة النابض إلى قلبها المغدور والنازف، تمت كلها تحت سمع وبصر العالم أجمع، وفي المقدمة منه "الأشقاء" العرب، الذين حاولت أن تحتمي بهم أرتال اللاجئين (في لبنان وحدها مليون لاجئ سوري)، بحيث إن أحدا لا يستطيع أن يدعي أنه لم يسمع ببشاعات النظام وجرائمه ولا بآهات المحزونين والثكلى ولا بأصوات الغاضبين الذين خرجوا يستغيثون ويهتفون: ما إلنا غيرك يا الله.
في تحليل ما جرى سنجد أنه لا مفر من الاعتراف بأن الثورة السورية انطلقت في ظروف غير مواتية إقليميا ودوليا، أسهمت في إطالتها وفي رفع كلفتها، ذلك أن انطلاقها في سياق الربيع العربي لم يسمح للشعوب العربية أن تركز في أحداثها، لأن كل قطر ظل مشغولا بحاله ومستقبله.

بمعنى أنها برزت في مناخ شاع فيه الانكفاء على الذات والانصراف عن الأمة، ثم إنها انطلقت في بيئة عربية سلبية إلى حد كبير، إذ فضلا عن انهيار النظام العربي وعجز مؤسساته فإن القوى المحافظة الفاعلة في العالم العربي، كان ولا يزال لها موقفها المناهض والرافض للربيع العربي على جملته.
من ناحية ثالثة فإنه في حين لم تجد الثورة ظهيرا عربيا أو دوليا يساندها، فإن النظام البعثي أحيط بدعم قوى من إيران ومعها حزب الله ومن روسيا التي دافعت بشراسة عن ذلك النظام في المحافل الدولية، من ناحية رابعة فإن ظهور الجماعات المتطرفة ذات الأهداف الغامضة والمنفِّرة في صف مقاومة النظام أساء إلى الثورة، لأنه أعطى انطباعا بأنه إذا كان النظام البعثي سيئا فالبدائل المتاحة أسوأ منه وأضل سبيلا.
وتلك نقطة استثمرها نظام دمشق في إقناع الجميع بأن سقوطه سيعرض المنطقة المحيطة لمخاطر عدة، يمكن أن تحدث انقلابا في خرائطها يهدد الاستقرار والسلم فيها، وهو ما أفزع الدوائر الغربية التي تشغلها مسألة أمن إسرائيل ويؤرقها أي تحول من شأنه المساس بمصالحها، وإذا أضفنا إلى كل ما سبق أزمة الضعف والهشاشة التي يعاني منها المجتمع المدني والقوى السياسية في العالم العربي.
فإن ذلك يسلط الضوء على بعد آخر للمشهد، ينبهنا إلى أنه في حين كانت الأنظمة العربية عاجزة عن إن تقدم شيئا لثورة الشعب السوري، فإن المجتمعات العربية عانت من العجز ذاته، وإذ تزامن ذلك مع حالة التردد والتوجس التي قيدت حركة الجهود الدولية، فإن النتيجة التي صرنا إليها لا تبدو غريبة أو مفاجئة.
إذا صح ذلك التحليل فهو يعني أن التقصير في مساندة الثورة السورية، هو جزء من أزمة الواقع العربي المضطرب والمنكفئ ونظامه الذي انهار وصار بلا فاعلية، وهو لا يعني بالضرورة أن السوريين ما عادوا بلا أصدقاء، لكنه يعني أن لهم أصدقاء عاجزين وقليلي الحيلة، وأكثرهم يعانون من الشعور بالذنب لأنهم لا يستطيعون أن يعبروا عن تضامنهم مع الشعب السوري على النحو الذي يتمنونه.
وإذا قال قائل إن هناك الكثير الذي يمكن يقدم للسوريين في البلدان التي لجئوا إليها، فإنني أتفق معه تماما زاعما أن التقصير في هذا الباب لا عذر فيه لأحد، ومشددا على أن بعض الحكومات العربية لم تخيب أمل السوريين فحسب، وإنما أحرجت شعوبها وأشعرتهم بالخزي والخجل، وهو ما لا يجدي معه الاعتذار أو الشعور بالذنب. (9)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

أسماء بعض الضحايا الذين قتلوا بنيران وأسلحة نظام الأسد (نسأل الله أن يتقبل عباده في الشهداء)(10)
قصي محمد شريح - حمص - طريق الشام
ماهر بشير سلامة - ريف دمشق - سقبا
بشر مالك العواك - دير الزور 
أمينة مصطفى الشعار - إدلب - سرمين
ماهر حمو - حمص - باب الدريب
عبد الحكيم هايل العجاج - درعا - انخل
محمد محمود الخطيب - درعا - ناحتة
نور الدين أحمد الديوب - إدلب - خان شيخون
محمد طعمة اليحيى - درعا - معربة
أحمد فخري تناري - إدلب - معرة النعمان
زهراء ياسين قيطاز - إدلب - معرة النعمان
محمد فخري تناري - إدلب - معرة النعمان
محمد محمد أشاوي - حلب - مساكن هنانو
محمد أشاوي - حلب - مساكن هنانو
حمزة محمد أشاوي - حلب - مساكن هنانو
أحمد محمد أشاوي - حلب - مساكن هنانو
خيرات سواس - حلب - بعيدين
صبحي الشيخ الناصري - حلب 
أسامة - حلب 
حسن جميل الشيخ - حلب 
زكور الجر - حلب - دارة عزة
حسن الشيخ نوري الشيخ موسى - حلب - الخفسة
محمود الفرج - حلب - منبج
نعسان حسين الهلال - حلب - تل الضمان
أحمد هلال - حلب - عندان
عامر مليس - حلب - عندان
خالد عبود العلوش - حمص - تلبيسة
عيسى الهجر - دير الزور - الشحيل
إبراهيم علي الفياض العمر - دير الزور - مظلوم
 

 

 

المصادر:
1) لجان التنسيق المحلية
2) مسار برس
3) الجبهة الإسلامية
4) مرآة الشام
5) الائتلاف الوطني لقوى الثورة
6) الشرق الأوسط
7) الجزيرة نت
8) الدرر الشامية
9) السبيل
10) مركز توثيق الانتهاكات في سوريا

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع