محمد عمار نحاس
تصدير المادة
المشاهدات : 3352
شـــــارك المادة
من يتابع الشأن السوري يعلم تمام العلم أن الحكم بسوريا لم يزل بيد الأنظمة الأمنية ويدار من خلال أقبية وسراديب مقار فروع المخابرات وأمن الدولة تحت رعاية العائلة الأسديه وبتوجيهاتهم المباشرة، إلا أن القائمين على تلك الأجهزة حتى الآن لا يريدون الاقتناع بأن الزمان قد تغير، وأن أوراق التقويم السنوي أصبحت تشير إلى أننا بعام 2011م، فهم مازالوا يتعاملون مع الأزمات ومع المواطن بعقليتهم القديمة التي خلفتها لنا الأنظمة الاشتراكية وطورها حينها جمال عبد الناصر لتصبح على مقاس عقليته وطموحه، ومن ثم تركها إرثاً للكثير من قادة الأنظمة العربية لتكون منهجاً لهم وإرثاً ثقيلاً على الشعوب العربية.
مازال النظام بسورية يعمل بعقلية الكذب والخداع والتعتيم، وإحالة كل ما يخافه تحت بند احتياطات أمنية بحجة الممانعة والمقاومة. لكن الحقيقة أنهم يخشون من أي شيء يزلزل عرش نظامهم الأمني الأسدي، لذلك هم يتعاملون بعقلية (اعترف أنك أرنب)، وهذه العبارة لها قصة أرجو أن تتسع صدوركم لسماعها. طُلب من الأجهزة الأمنية السورية إلقاء القبض على أرنب فار من العدالة الدولية، وقد هرب إلى الغابات بسوريا، ومن فورها اتخذت كل فروع المخابرات وأمن الدولة احتياطاتها الأمنية واستنفرت وألقت القبض على حمار في ريعان الشباب، وقام عناصر الأمن وفرع أمن الدولة باصطحابه إلى الفروع الأمنية تباعاً، وبدؤوا التحقيق معه وهم يذيقونه شتى أنواع التعذيب والتنكيل، وفي كل مره يتكرر على مسامع الحمار ذات الطلب (وك اعترف أنك أرنب يا حقير أبدك تعترف أنك أرنب). ويقوم الحمار بالشهيق ليقنع أفراد الأمن أنه ليس إلا حمار، وبعد رحلة في أقبية الفروع الأمنية دامت زهاء العشرين عاماً لم يعترف خلالها الحمار أنه أرنب، ولم يقتنع عناصر ومحققو الفروع الأمنية أنه ليس إلا حمار، مع أن الحمار في سنين توقيفه قد زار جل أو كل فروع الأجهزة الأمنية لكنه لم يستطيع أن يقنعهم بأنه حمار، وفي ذات يوم وعلى حين غره دخل عليهم بجلسة التحقيق رئيس فرع الأمن السياسي وهو ذو رتبة عالية مخاطباً المحققين بكل غضب قائلاً: (وك يا حمير لسى ما عرفتوا تخلوا هل الكر يعتريف)، حينها بكى الحمار بحرقه كبيره لأنه شعر بإهانةٍ بالغة لم يذق مثلها خلال سنين التوقيف العشرين لما وصفهم رئيس الفرع المحققين والعناصر بأنهم حمير، الأمر الذي أساء للحمار وأثر في مشاعره، فكيف يستحمل أن يوصف بأنه مثل هؤلاء أو أنهم مثله. والأمر الثاني أنه لما وصفه رئيس الفرع بالكر اقتنع الحمار أنه لا يوجد أمل أن يخرج من هذا المكان بيوم من الأيام لأنه:
إذا كان رب البيت بالدف ضارباً *** فأهل الدار شيمتهم الرقصُ
أبو مضر
سلوى الوفائي
هبة الله شتا
محمد يحيى الشقفة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة