..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

التقرير اليومي - تحرير معسكر الحامدية وأسر جندي من الحرس الثوري الإيراني -14-8-2013م

نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية

١٤ أغسطس ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3599

التقرير اليومي - تحرير معسكر الحامدية وأسر جندي من الحرس الثوري الإيراني -14-8-2013م

شـــــارك المادة

عناصر المادة

حرر الثوار معسكر الحامدية ومناطق حدودية مع الأردن، فيما طلب الأردن من أميركا تزويده بطائرات استطلاع لتأمين الحدود مع سوريا، وفريق التحقيق الأممي بشأن الأسلحة الكيميائية يصل قريبا إلى سوريا، فيما يستمر النظام الأسدي في قصف المدنيين والأبرياء العزل.

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

أعداد القتلى:
قتل النظام الأسدي 60 شخصا في سوريا بينهم 10 أطفال و3 نساء و2 تحت التعذيب، و18 في حلب، و12 في دمشق وريفها، و11 في ادلب و8 في درعا و7 في دير الزور و4 في حمص. (1)
غارات على منطقة الإذاعية بمعرة النعمان:
استهدف الطيران الحربي منطقة الإذاعة والحي الغربي لمعرة النعمان بغارة جوية وخلف مقتل 5 أطفال وجرحى جراء غارة جوية على مسجد لتحفيظ القرآن في الجانودية قرب جسر الشغور .(2)
غارات جوية وحرائق في مبنى المالية:
وفي دير الزور قصف النظام مساكن الشهداء وبالهاون على معظم أحياء دير الزور وبالمدفعية على العرضي والجبيلة والحويقة والموظفين وكنامات والشيخ ياسين والصناعة والمطار القديم وشن غارة جوية على الحويقة، فيما اندلعت الحرائق في مبنى المالية والمباني المجاورة جراء القصف بالطيران الحربي.(2)
اقتحام ومداهمات:
قال نشطاء إن قوات النظام قامت باقتحام حي أبو نوري القريب من حي الطبالة وشنت حملة مداهمات شرسة طالت العشرات من أبناء الحي.
وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية وقوع جرحى بينهم أطفال ونساء جراء القصف المدفعي على مدينة يبرود بالقلمون بريف دمشق، وتركز القصف على أطراف حي الصالحية وحي القامعية ومنطقة العربض.(3)
وفي وسط العاصمة استمرت حملة المداهمات والتفتيش للمنازل التي تشنها قوات الأمن في حي المهاجرين، في محيط القصر الرئاسي.يشار إلى أن الحملة بدأت منذ أربعة أيام ويجري خلالها بالإضافة إلى التفتيش الدقيق تسجيل أسماء السكان وبالأخص في المنازل المستأجرة. كما لوحظ استنفار أمني شديدا في منطقة البرامكة قريبا من جامعة دمشق ،وجرت اعتقالات عشوائية لعشرات الطلاب والمارة من أمام مدخل الجامعة .(4)
ونفذت القوات النظامية حملة مداهمات لمنازل المواطنين في ضاحية قدسيا، ترافق هذا الاقتحام مع إطلاق نار من قبل القوات النظامية، في حين وردت أنباء عن اعتقال نحو 10 مواطنين، واقتيادهم إلى جهة مجهولة. (5)

المقاومة الحرة:

تحرير معسكر الحامدية وأسر جندي من الحرس الثوري الإيراني:
قالت شبكة شام إن الجيش السوري الحر تمكن من اقتحام معسكر الحامدية جنوب مدينة معرة النعمان بريف إدلب بعد استهدافه بعدة عربات مفخخة بداخل المعسكر، مشيرة إلى تدمير معظم الأبنية وراجمات الصواريخ داخله واغتنام عدة آليات.
وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن عملية تفجير المجمع العسكري تمت عبر شخص فجّر نفسه، مشيرة إلى أن دوي عدد من الانفجارات سُمع بعد ذلك.(3)
وفيما سيطر الجيش الحر على معسكر الحامدية بالكامل غنموا أسلحة بمختلف الأنواع وأسروا عددا من ضباط الأمن، وتمكن الثوار في ريف حلب الغربي من أسر أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني. (2)
وقال أحد عناصر كتيبة القدس التابعة للجيش السوري الحر في ريف حلب الغربي إن الكتيبة تمكنت من أسر عنصر من الحرس الثوري الإيراني أثناء مواجهات مع جنود النظام.
وأضاف أنهم حصلوا على مجموعة من الوثائق والبطاقات الشخصية الإيرانية بحوزته. في حين تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة السفيرة بريف حلب.(3)
تحرير مناطق حدودية مع الأردن:
أفادت مصادر إعلامية معارضة بأن الجيش الحر في درعا سيطر على خمس نقاط حدودية مع الأردن شرق درعا بعد معارك خاضها ضد قوات النظام ولا تزال الاشتباكات في محيط المنطقة مستمرة بشكل متقطع, كما أعلن الجيش الحر أسر مجموعة من الجنود وميليشيات النظام في درعا.
وفي حماة أعلن المركز الإعلامي أن الجيش يواصل تقدمه في الريف حيث سيطر على قرى جديدة وهو يستهدف مطار حملة العسكري.(4)
استهداف حواجز، وتحرير أخرى، وقتلى في صفوف النظام:
وقالت شبكة شام إن الجيش الحر استهدف حواجز قوات النظام في بلدة أورم الجوز بجبل الزاوية بمدافع محلية الصنع، كما استهدف قوات النظام المتمركزة في معسكري معمل القرميد والمسطومة بالأسلحة الثقيلة، وتمكن من تفجير مستودع ذخيرة داخل معسكر القرميد وتدمير دبابة وقتل من فيها من جنود.
أما في مدينة أريحا، فقد تمكن الجيش الحر من تحرير حاجز المؤيد في المدينة بالكامل واغتنام دبابتين وعربة، كما نجح في تدمير حاجزي الصناعة والجسر المجاورين للحاجز بالكامل، وفقا لما ذكرته الشبكة ذاتها.(3)
الكتائب الإسلامية تتصدر المشهد العسكري في ريف اللاذقية:
تصدر الكتائب الإسلامية التي تقاتل في ريف اللاذقية المشهد العسكري خلال المعارك الدائرة ضد مقاتلي النظام السوري، إذ تؤكد مصادر ميدانية أن المقاتلين الإسلاميين شكلوا رأس حربة في "معركة الساحل" التي تمكنت فيها المعارضة من الاستيلاء على عدد من القرى العلوية الموالية للنظام .وتقدمت على بعد كيلومترات قليلة من مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد. (4)
تفجير جرافة مفخخة:
فجر رجل جرافة مفخخة، بمعمل القرميد، والذي تتحصن فيه القوات النظامية وشوهدت  النيران تندلع في  المعمل، ولا أنباء عن حجم الخسائر في صفوف القوات النظامية.(5)
المعارضة السورية:

خارطة طريق للمرحلة الانتقالية:
أطلق «المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية» من مدينة إسطنبول التركية خارطة طريق للمرحلة الانتقالية في سوريا بعنوان «خطة التحول الديمقراطي في سوريا»، بحضور ومشاركة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد عاصي الجربا ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا. وهي ثمرة اجتماعات دورية على مدى عام، عقدها نحو 300 خبير وأكاديمي وناشط سوري، في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والقانون، إضافة إلى مسؤولين حكوميين سابقين وضباط سابقين وقادة من المجالس المحلية والجيش السوري الحر.(4)

النظام الأسدي:

نفي استهداف منزل الأسد:
نفت السلطات السورية أنباء عن استهداف منزل الرئيس السوري بشار الأسد في حي المالكي بالعاصمة. ولفتت صفحة رئاسة الجمهورية السورية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى أن «كل الأنباء التي تتحدث عن استهداف منزل الأسد في دمشق عارية تماما عن الصحة».
وكانت وسائل إعلام، قد أفادت نقلاً عن ناشطين، باستهداف منزل الأسد وسفارتي روسيا وإيران بدمشق. وبدورها، أعلنت مواقع إخبارية موالية للنظام مقتل العميد في الحرس الجمهوري مجد أحمد عبد الله خلال الاشتباكات دارت في منطقة جوبر بريف دمشق بين القوات النظامية وعناصر الجيش الحر.(4)

الوضع الإنساني:

مطالبة لبنانية بوقف استقبال النازحين:
طالب تكتل نيابي مسيحي السلطات اللبنانية بوقف استقبال النازحين السوريين والفلسطينيين الوافدين إلى البلاد هربا من الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من عامين. وحذر التكتل الذي يرأسه النائب ميشال عون من «التداعيات الديموغرافية» لمثل هذا القرار، معتبرا أن «أزمة النازحين السوريين والفلسطينيين إلى لبنان من سوريا أصبحت أزمة وجودية كيانية تتربع على رأس الهواجس والأفكار الكيانية التي يعاني منها لبنان، وهي أزمة يشعر بها أو بأخطارها كل مواطن».(4)

المواقف والتحركات الدولية:

خبراء في استعداد للسفر لأجل التحقيق في سوريا:
بينما يستعد فريق خبراء الأمم المتحدة المكلف بالتحقيق في ادعاءات باستخدام الأسلحة الكيماوية في الصراع الدائر بسوريا للتوجه إلى دمشق بعد أن وافقت الحكومة السورية على الأسس والشروط المقترحة من قبل البعثة وفق ما أعلنت الأمم المتحدة، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: إن مفتشي المنظمة الدولية سيسافرون إلى سوريا قريبا جدا للتحقيق في تقارير عن هجمات بأسلحة كيماوية أثناء الحرب التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عامين.(3)
14 يوما قابلة للتمديد:
وذكر المكتب الصحفي للأمين العام في بيان أنه "حسبما اتفق مع الحكومة السورية فإن الفريق سيبقي في البلاد للقيام بأنشطته بما في ذلك زيارات بالموقع لفترة تصل إلى 14 يوما قابلة للتمديد بموافقة متبادلة.
وجدد البيان التأكيد على أن هدف الأمم المتحدة هو إجراء "تحقيق مستقل تماما ومحايد".
وأوضح أن مثل هذا التحقيق قد يساعد في "منع" استعمال الأسلحة الكيمياوية في النزاع، وأن "أي استعمال له من قبل أي طرف وفي أية ظروف سيعتبر جريمة شنيعة".(3)
السودان تنفي تقديمها أسلحة لسوريا:
نفى عماد سيد أحمد المتحدث الإعلامي باسم الرئيس السوداني الأنباء القائلة بأن السودان باع أسلحة لمقاتلي المعارضة في سورية، وقال إن "السودان لم يرسل أسلحة إلى سورية". غير أنه أضاف في الوقت نفسه "في حال تم رصد أسلحة سودانية مع المعارضة السورية، فذلك لأن ليبيا زودتهم بها على الأرجح"، مذكرا بأن بلاده أقرت إرسال أسلحة خلال الثورة الليبية عام 2011 التي أدت إلى الإطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي، ومؤكدا أن "ليبيا كانت منذ ذلك الحين تعد مورداً كبيرا للسلاح إلى سورية".
إلا أن صحيفة "نيويورك تايمس" الأمريكية التي أوردت هذا النبأ قالت أن "هذا التفسير غير منطقي لأن بعض الأسلحة التي صنعت عام 2012 في السودان تم رصدها في سورية، أي بعد الحرب الليبية". وكانت الصحيفة قد نقلت عن مسؤولين غربيين وآخرين في المعارضة السورية قولهم أن "حكومة السودان باعت أسلحة مصنوعة في السودان أو الصين إلى دولة قطر التي نقلتها إلى مسلّحي المعارضة السورية عبر تركيا".(5)
الأردن يطلب مراقبة جوية أميركية للحدود مع سوريا:
قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إن الأردن طلب من الولايات المتحدة تزويده بطائرات استطلاع أميركية لمساعدته في مراقبة حدوده مع سوريا.
وأوضح ديمبسي على هامش لقائه ملك الأردن عبد الله الثاني في عمان بالقول "إنهم مهتمون هنا في الأردن بشكل خاص بما يمكننا فعله لمساعدتهم في مراقبة وتأمين حدودهم الطويلة جدا مع سوريا".
وأضاف أن الأردن طلب المساعدة في تحسين التكامل بين مختلف مصادر المخابرات، مشيرا إلى أنه سأل أيضا عما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة لدعم حليفها الأردن وأن طائرات مأهولة لجمع "المعلومات والمراقبة والاستطلاع" كانت بين العتاد الذي تمت مناقشته.
وأشار رئيس هيئة الأركان الأميركية إلى أن لديهم عملية بخصوص هذا النوع من الطلبات الرسمية، وأنه سينقلها معه إلى واشنطن.(3)
عواقب الصراع السوري عداء تاريخي:
وصرح ديمبسي بأن من المهم إلقاء نظرة متعمقة على الصراع السوري وعواقبه في المنطقة، وأضاف: «هذا صراع إقليمي يمتد من بيروت إلى دمشق إلى بغداد ويطلق عداء تاريخيا عرقيا ودينيا وقبليا»، وتابع: «سيتطلب الأمر كثيرا من العمل ووقتا طويلا لحسمه».
وقال إن الولايات المتحدة بدأت تعرف أكثر عن المعارضة السورية المعتدلة لكن عليها أن تراقب عن كثب متى يتحول التعاون الوقتي بينها وبين الإسلاميين المتشددين إلى تحالفات حقيقية.(4)
الصراع السوري أخطر وأكثر النزاعات صعوبة:
وصف وزير الدولة البريطانى لشؤون التنمية الدولية ألان دانكان النزاع في سوريا بأنه أخطر مشكلات الشرق الأوسط وأكثرها صعوبة في الحل ما يجعله الالتزام الإنساني الأكبر على الإطلاق، وأن الوضع هناك يفوق في تعقيده الوضع الإسرائيلي كأكثر النزاعات صعوبة في المنطقة، معربا عن خشيته من أن يدوم لفترة طويلة.(5)
الخارجية الإيطالية تنفي مقتل الأب باولو:
نفت وزارة الخارجية الايطالية الشائعات التي تحدثت عن مقتل الراهب اليسوعي الايطالي باولو دال اوجليو الذي كان قد اختفى في شرق سوريا أواخر الشهر الماضي.
وأكدت الوزارة ضرورة التعامل مع هذه الأخبار بأقصى درجات الحذر.
وكان نشطاء سوريون سبق أن ذكروا أن مقاتلين على صلة بتنظيم "القاعدة" في سوريا قتلوا الأب باولو.(5)
حظر برنامج بالكويت يدعو إلى تسليح المعارضة السورية:
حظرت السلطات الكويتية بث برنامج يقدمه الداعية الشيخ شافي العجمي على التلفزيون الحكومي، ويدعو فيه إلى تسليح المعارضة السورية وقتال عناصر حزب الله اللبناني الذين يقاتلون بجانب نظام الرئيس بشار الأسد.
واتهمت السلطات العجمي باعتماد الخطاب الطائفي، وبث الكراهية في البلد الذي يحتضن أقلية شيعية، ويتخذ موقفا شبه متوازن من الصراع الدائر في سوريا.
وقال وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الحمود الصباح إن السلطات ستحقق في السماح ببث برنامج "على خطاك" الذي ظهر فيه العجمي على التلفزيون الحكومي يحث عل تسليح المعارضة السورية. وقد أوقف البرنامج أول أمس الاثنين بعد بث حلقته الأولى.(5)

آراء المفكرين والصحف:

تحت عنوان:
الاختراقات والازدواجيات واستحالة التعايش في سورية:
كتب عبد الوهاب بدرخان
مع تدفق السلاح ولو بكميات ونوعيات محدودة لا تقاس بترسانة النظام، ومع تغيير بعض «المرجعيات» تعليماتها للفصائل التي تدعمها، ومع اختلالات ملموسة في قبضة النظام هنا وهناك رغم تفوقه الناري ورفده بعشرات - نعم عشرات - آلاف المقاتلين من الخارج... أمكن لمقاتلي المعارضة السورية، من «الجيش الحر» ومجموعات أخرى، البدء باستعادة زمام المبادرة وشيء من التوازن الميداني في عدد من المناطق.
أثبتت الوقائع أن ما أوحى به النظام، غداة معركة القصير، لم يعد واقعياً. فالسيطرة الكاملة وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء واستئناف الحكم والتسلّط أصبحت تتطلّب أكثر من خبرات إيران وحزب الله. فالمناورة للالتفاف على حلب من ريفها الشمالي لم تدم سوى أيام، وتأكد للنظام بعدها أن الأفضل تجريب الممكن لذا عكف على تحسين موقعه في حمص من حيث توقف في شباط (فبراير) 2012 عند أبواب حي الخالدية المدمّر والخالي من السكان ولا تتجاوز مساحته الكيلومتر المربع الواحد، واستغرق اسقاطه أكثر من شهر ونحو أربعين محاولة اقتحام. أما الممكن الآخر فهو إبعاد جبهة القتال عن قلب دمشق باتباع سياسة الأرض المحروقة واستخدام السلاح الكيماوي. والممكن الثالث هو فتح حروب وجبهات جديدة بالوكالة، على غرار ما تشهده محافظة الحسكة بين «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» و»جبهة النصرة» ومن لفّ لفّها.
هذه حرب داخل الحرب تشير إلى أن النظام لم يفقد القدرة على اللعب بالأوراق الداخلية ذات الامتدادات الإقليمية. ورغم أن لا يتطلع من خلالها إلى تحقيق «انتصارات» لتوطيد سلطته إلا أنها تصبّ في خطّته الأساسية لتفكيك البلد. ففي تحليل لتوزّع قوات النظام وحركتها، مع القوات المؤازرة الآتية من إيران والعراق ولبنان واليمن وباكستان، يتبيّن مثلاً أن النظام لم يعد معنياً بمنطقة درعا جنوباً، ولا بمنطقة دير الزور التي حوّلها إلى دمار وشرّد أهلها خصوصاً نحو الحسكة، وهذه أيضاً يبدي تخلياً واضحاً عنها رغم أن أجهزته تشرف على إدارة المعركة فيها بمشاركة مباشرة من «خبراء إيرانيين»، وحتى حلب التي خسر فيها مطار منّغ لم يعد مهتماً إلا ببقاء الوضع فيها على حاله في انتظار المساومات على الحل التقسيمي.
في العديد من المناطق، من ادلب - جبل الزاوية إلى الغوطة الغربية إلى الحسكة وريف حماه وغيرها، عمل النظام دائماً على حالات ملتبسة لم يمانع بأن تكون مزدوجة النشاط... والولاء، وقبل بمسايسة «ثوارها» وربطهم بتجار ومتموّلين يشكلون «مصادر» لتلبية احتياجاتهم ويمررون لهم «نصائح» لتقنين عملياتهم. وقد أفاد ذلك في تحييد بعض أنحاء الغوطة الدمشقية حتى أن «المموّل» دعا جماعته إلى إفطارات جرى تصويرها، وتأكدت فاعليته في الحسكة من خلال عشيرة طي الباقية على ولائها للنظام، كما في بعض تخوم حماه رغم أنه - مثلاً - لم يفلح كلياً في تحييد منطقة عشيرة الحديديين التي يتحدّر منها وزير الدفاع فهد جاسم الفريج الذي حال هجوم للثوار على حاميتها المؤلفة من ست دبابات دون حضوره مأتم والدته المتوفاة. ومع ازدياد الحاجة إلى المال والسلاح ازدادت الاختراقات التي تولّى «وسطاء» النظام، بإشرافه، تنظيمها وتوجيهها، وقد ظهرت أولى معالمها في بعض مناطق الغوطتين الغربية والشرقية.
ورغم شيوع «ثقافة» الشك بالآخر والطعن به لدى الطرفين، وبالأخص في صفوف المعارضين، إلا أن وقائع كثيرة أظهرت أن العديد من الوجوه برز فجأة ومن دون مقدّمات للعب أدوار ضباط ارتباط وتنسيق، ولا تزال تمارس هذه الأدوار رغم انكشاف استمرار علاقاتها مع النظام. والمفارقة أن هؤلاء معتمدون من جانب الدول الصديقة، حتى أنها أحبطت محاولات لاستبعادهم أو جددت الاعتماد على من استُبعد منهم.
لكن ظاهرة «الازدواجية» هذه أفادت أخيراً وعلى نحو مكشوف في استعادة بعض قرى جبل العلويين التي سيطرت عليها مجموعات مختلطة كان الوجود الغالب فيها لعناصر تنظيم «دولة العراق الإسلامية» التابع لتنظيم «القاعدة». كان الهجوم مباغتاً للنظام، كما لقيادة «الجيش الحر»، ولذلك سقطت إحدى عشر قرية بسرعة بعد هروب المدافعين عنها ومعظم سكانها. وإذ جيء بهؤلاء لإيوائهم في بعض مدارس الرمل الشرقي في اللاذقية قوبل المشرفون باستهجان الهاربين واستيائهم، ويتداول جنود بشيء من التندّر قول أحدهم مستنكراً: «أتعاملونا كأننا سُنّة!». وبعدما تردد أن رئيس أركان «الجيش الحر» طلب من قادة المهاجمين المغادرة لأن عملهم يغلب عليه «الطابع الطائفي» انتقل الرجل إلى المنطقة ليطلع بنفسه على سير المعارك، لكن تأكدت من جهة أخرى مشاركة إحدى المجموعات المحسوبة على المعارضة في إعادة بعض القرى إلى قوات النظام، ومنها قرية حارم. وكان لافتاً أن مواقع التواصل ضجّت بنقاش حول ما إذا كان التعرض لقرى علوية يعتبر «طائفياً» فبماذا يوصف قصف الخالدية في حمص والقابون وداريّا؟ في أي حال يبقى من ذلك الهجوم أنه أثبت لجماعة النظام أن منطقته لن تبقى في مأمن.
ومنذ ثبت أن مسار الثورة السورية سيطول ولن يشبه أي ثورة عربية أخرى ارتسمت صورة قاسية لموازين القوى، فالنظام ليس العدو الأوحد للشعب بل إن العدو الرقم واحد هو الفقر، الذي كان من أدوات تركيز السلطة. لذلك كان المال، ولا يزال، أداة الاختراقات سواء من جانب النظام للمعارضة أو من جانب الجهات الخارجية لاستمالتها. في المقابل هناك اختراقات للنظام لكنها مختلفة بنوعية أشخاصها ودوافعهم. وفي البدايات انقسم أصحاب المصالح والشركات، وجميعهم من السنّة، بين قلائل يساندون النظام وقلائل يساعدون المعارضة وغالبية تحاول إرضاء الطرفين، ثم راحت مساهمات هؤلاء تنكمش تدريجاً بسبب تعطّل أعمالهم واضطرارهم إلى الهجرة، وبقيت شلّة محدودة تحاول الاستفادة من اقتصاد الحرب خصوصاً أن النظام ينفق يومياً 70 إلى 100 مليون دولار حسب العمليات (مصادر عدة تفيد بأنه يحتاج شهرياً إلى 3 - 3,5 مليار تؤمن إيران معظمها ويساهم العراق بـ 500 مليون وينفق الباقي من احتياطيّه) ثم أن الأموال تتدفق بعشوائية على الجانب الآخر من دول عديدة يسرّ بعض عملائها بأن مبالغ كثيرة تبخّرت أو أدّت إلى ظهور أثرياء حرب أو أسيء استخدامها بسبب فوضى الإغاثة والتسليح فضلاً عن صعوبات الإشراف المباشر على توزيع المساعدات على مستحقّيها.
إذا كانت الأموال المتدفقة ساعدت الطرفين على الصمود فإنها ساهمت أيضاً في تداخل الأدوار وفي إطالة الصراع وفتحه على أسوأ الاحتمالات. وكما بيّنت الوساطات الخارجية في مصر تحصّن أصحابها وراء اعتبارات تقليدية مبدئية لتغطية انفصالهم عن الواقع أو بالأحرى عدم استعدادهم للاعتراف به، فإن الوسطاء الخارجيين في الملف السوري يثيرون العجب إن لم يكن الشفقة إذ يواصلون الكلام عن الحفاظ على الدولة والمؤسسات كما فعل الوزيران الأميركي والروسي في معرض حثّهما أخيراً على الدعوة إلى «جنيف 2» في أقرب وقت. هذا لا يعني أن مداولاتهما الحقيقية لا تزال سطحية كما توحي تصريحاتهما. إنهما يعلمان أن ما انكسر في سورية هو القابلية للتعايش بين الفئات والطوائف، وأن النظام الذي قد يعتقدان أنه حافظ على الدولة هو من تقصّد تدمير ذلك التعايش، وعندما أصرَّ على العنف واستخدم السلاح الكيماوي وصواريخ الدمار الشامل إنما كان يرسل الإشارة تلو الأخرى بأن التعايش بات استحالة. وبالتالي فإن الواقع الذي حرص النظام على «تطييفه» وتمزيقه، مشترطاً حكم الأسد أو خراب البلد، هو الذي يشكّل حالياً محور التفاكر الدولي لإنهاء الأزمة. فالبلد خرب وحكم الأسد بات أيضاً استحالة. لم يبقَ ممكناً إلا التقسيم، أو ما يعتبره النظام تصحيحاً لـ «سايكس بيكو».(6)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(7)
أحمد ناصر الهزاع - درعا - مخيم النازحين
بهاء حسين عبد الله - درعا - مخيم النازحين
أيهم أحمد الذيب - درعا - محجة
قتيبة فهد السرحان - درعا - حي طريق السد
محمد نور أحمد أبو نقطة - درعا - طفس
عبد الله الراضي - درعا - 
حمزة يحيى الغوطاني - درعا - الحراك
وسيم محمد طيبا - ادلب - جسر الشغور: الجانودية
مقصودة حسين جابر - ادلب - جسر الشغور: الجانودية
رشاد أحمد السيد محمود - ادلب - جسر الشغور: الجانودية
أمونة جبرو - ادلب - جسر الشغور: الجانودية
فارس عبد المنعم السيد علي - ادلب - بنش
حسان حسن خطيب - ادلب - مرعيان
خالد جمال الدين الصليبي - دمشق - المزة
إبراهيم القجي - ادلب - البارة
جلال هلال - حلب - الصاخور
عبدو البنقلسي - حلب - كرم الميسر
وسيم الكاسم الأحمد - حلب - السفيرة
محمد ناصر علي العبدو البش - حلب - السفيرة
معتصم نادر العبد الله - حمص - تدمر
أحمد سليمان تركماني - دمشق - غرناطة
محمود عليوي - حمص - الرستن
عبد الله عز الدين - حمص - السعن
محمد عز الدين - حمص - السعن
أحمد خزعل الحمادة - دير الزور - 
رامي ساكن الفياض - دير الزور - 
عبد العزيز أحمد خليف الحساني - دير الزور - سفيرة تحتاني
فراس بلال الحسين - دير الزور - البصيرة
منير حمدان المنون - دير الزور - الحسينية
أحمد جودة المحاميد - درعا - حي طريق السد
محمد الأسعد - درعا - الغارية الغربية
محمد النصار - درعا - الصنمين
عبد الله الشقير - درعا - الجيزة
وائل أبو صلوع - درعا - الشيخ مسكين
حسام الخلف - درعا - الشيخ مسكين
سامي العودة - درعا - نوى
أنور العيد - درعا - نوى
أحمد علي درويش - درعا - المزيريب
سمير المقداد - درعا - بصرى الشام
خالد عادل بردان - درعا - جلين
محمد كربوج - ريف دمشق - المعضمية
بشير أحمد العتقي - ريف دمشق - حرستا
صفا ياسين - ريف دمشق - عربين
عبد العظيم جديع - حلب - حي المعادي
وائل أبو رياض - ريف دمشق - المعضمية
محمد الديري - ريف دمشق - المعضمية
عبد الرحمن بربطلي - حلب - قاضي عسكر
أبو حازم الديري - دير الزور - الشحيل
هارون عبيد المحيسن المزعل - دير الزور - الحريجية
أسامة سبع قدور السعيد - دير الزور - حي العرضي
محمد خالد الصلاح - درعا - مخيم النازحين
عبد المنعم محمد الشوا - درعا - نوى
أسامة سبع حاج حميدي - دير الزور - 
شعبان رمضان الحديدي - حلب - السفيرة
أسعد رمضان الحديدي - حلب - السفيرة
ريزان أحمد حسن - حلب - عفرين
فيصل فايز العلي " الحنيش" - حمص - السخنة
المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- الهيئة العامة للثورة السورية – المكتب الإعلامي.
3- الجزيرة نت.
4- الشرق الأوسط.
5- المرصد السوري لحقوق الإنسان.
6- الحياة.
7- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع