النهار اللبنانية
تصدير المادة
المشاهدات : 7494
شـــــارك المادة
بات مخيم الزعتري للاجئين السوريين المزدحم بالبيوت المتنقلة والخيام في الصحراء شمال الأردن موطنا لنحو 150 ألف لاجئ، ليصبح خامس أكبر تجمع سكاني في المملكة. وافتتح المخيم في تموز العام الماضي ليواجه الأردن الشحيح الموارد كابوس إيواء الأعداد المتزايدة من السوريين الفارين من رعب الحرب في بلدهم.
ويأوي المخيم الآن، وفقا للسلطات والأمم المتحدة، أكثر من 150 ألفا من اللاجئين الذين يحاولون استعادة حياتهم والوقوف على أقدامهم مجددا رغم إنهم يسمعون ليلا أصوات الحرب الدائرة في بلدهم. ويجري استبدال معظم الخيام المؤقتة بكرفانات (بيوت متنقلة) تكلفة كل منها نحو 2500 دولار. ويحوي المخيم الآن 16500 بيت منها. ويأمل القائمون على المخيم أن يصل عدد تلك البيوت إلى 30 ألفا قريبا. وقال مسؤول المخيم من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين كيليان كلاينشميت لوزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي زار المخيم الخميس "لا أجمل من الموطن".
وسلط الضوء على حقيقة أنه مع عدم وجود حل في الأفق لإنهاء الصراع الدائر منذ 28 شهرا في سوريا، فإن سكان المخيم باتوا يهيئون أنفسهم بشكل متزايد لإقامة طويلة ويحاولون هنا استئناف حياتهم. وقال كلاينشميث عامل الإغاثة المخضرم الذي عمل في نقاط ساخنة في البوسنة ورواندا والصومال، أن "سكان درعا تجار وهذا في دمهم"، مضيفا "أنهم يتاجرون في أي شيء". ويقوم بعض قاطني المخيم بمد أرضيات إسمنتية لتقيهم من الطين، بينما وضع البعض نوافير مياه صغيرة رأى فيها كلاينشميث "رمزا للوطن". ويقوم بعضهم بسرقة الكهرباء من الخطوط الرئيسية بالمخيم بما يرفع فاتورة كلاينشميث إلى نحو 500 ألف دولار شهريا. ومعظم تلك الطاقة المسروقة تغذي نحو 3 آلاف محل تجاري و580 مطعما وأكشاك الطعام على جانبي شارع مرصوف وسط المخيم سمي "الشانزيليزيه" على إسم أعرق الشوارع الفرنسية.
ويستطيع اللاجئون هنا شرب الشاي وشراء الأحذية أو حتى شراء مكيف لبيوتهم التي ركب على العديد منها لواقط المحطات الفضائية. ولدى اللاجئين بعض المال الذي يأتي معظمه من أقارب في الخليج العربي والغرب، فيما يتقاضى بعضهم مساعدات مالية من جمعيات خيرية ومنظمات إنسانية. ويبحث الآخرون، بمن فيهم الأطفال، عن أي عمل ويبيعون أي شيء يملكوه، فيما يعد التهريب مشكلة. حتى البيوت المتنقلة يتم بيعها أو تأجيرها لاستخدامها لغير الهدف الذي أقرته المفوضية. وهناك مستشفى فرنسي وآخر مغربي إلى جانب مستشفى إيطالي أردني وعيادات صحية أردنية وخليجية إضافة إلى أطباء بلا حدود.
وتنجب النساء في المخيم الذي تشكل النساء والأطفال 70% من قاطنيه، ما معدله 12 الى 15 طفلا يوميا. وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة "نقول دائما إننا نتطلع إلى الاحتفال يوما بإغلاق المخيم وعودة من فيه إلى ديارهم الآمنة، لكسب عيشهم". وأضاف أن "الشعب السوري فخور جدا بنفسه وهو ذو تاريخ غني ومساهمة مذهلة في الحضارة على مر العصور، ووضعهم هذا مؤقت".
وتتطرق رؤية كلاينشميث إلى الطلب من القادرين على دفع أثمان الطاقة والمياه في محاولة لتخفيف التوتر مع الأردنيين الذين تحملوا أعباء استضافة هذا العدد الكبير من السوريين. وتبلغ كلفة تقديم الخدمات في الزعتري ليوم واحد نحو مليون دولار.
أمين العاصي
إيلاف
رامي القليوبي، أمين العاصي
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة