قتل النظام الأسد في يومين 120 شخصا وقصف 872 نقطة في عموم سوريا، ومظاهرات حاشدة أحيت جمعة: "حتى نغير ما بأنفسنا" فيما ظلت روسيا في تهمتها للثوار باستخدام أسلحة كيماوية، والغرب يلتزم بالتسليح، وقادة من الجيش الحر يعلنون أنهم لم يستلموا أي أسلحة منه..

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

حالات عديدة من القتلى:
قتل نظام الأسد يومي الخميس والجمعة 120 شخصا في سوريا، معظمهم في ريف دمشق وحلب حيث قتل 4 من حماة من أفراد الجيش الحر خلال الاشتباكات في ريف إدلب ومثلهم أعدموا ميدانيا في دوما بريف دمشق و3 من المعضمية بريف دمشق أم وطفلاها جراء القصف و15 من القابون بدمشق جراء القصف بصواريخ أرض - أرض، ومثلهم 8 في أحياء العاصمة وآخرون في بقين بدمشق نتيجة القصف على مسجد و3 آخرون بالاشتباكات بخان العسل بحلب و2 في القنيطرة تحت التعذيب وبين الشهداء 9 نساء و9 أطفال و10 تحت التعذيب. (1)
توزيع القتلى:
وتوزع عدد القتلى في المحافظات على هذا الترتيب: دمشق وريفها: 48 بينهم امرأتان و7 أطفال و5 تحت التعذيب، وحلب 18 بينهم امرأة و2 تحت التعذيب ودرعا: 13 بينهم امرأة و3 أطفال، وحماة: 7 بينهم امرأة، والقنيطرة: 3 تحت التعذيب، وإدلب: 13 بينهم امرأتان ودير الزور: 4 فيهم 3 نساء، وحمص: 7 أحدهم طفل، واللاذقية: 1، والحسكة: 1.(1)
مناطق القصف:
قصف نظام الأسد في يومين: 872 نقطة في سوريا، حيث سجلت غارات الطيران الحربي في 71 نقطة، وألقيت البراميل المتفجرة على كل من رأس المعرة والسحل، وجراجير، ويبرود ومزارعها في القلمون بريف دمشق واحسم بادلب وشبعا بريف دمشق، والزارة بإدلب وقرى وبلدات جبل الزاوية.
وقصفت بصواريخ أرض - أرض أحياء حمص القديمة، وعين دقنه بحلب وحيي القابون وبرزة، وسجل القصف المدفعي في 287 نقطة، والقصف الصاروخي في 261 نقطة، والقصف بالقنابل العنقودية سجل في قلعة الحصن بحمص، والقصف بقذائف الهاون في 222 نقطة في سوريا.(2)
14 يوما تحت القصف:
وقال ناشطون الجمعة إن القصف الصاروخي والمدفعي من قبل قوات النظام على حمص لم يهدأ لليوم الرابع عشر على التوالي.(4)
دروع بشرية:
وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن قوات النظام اعتقلت عدداً من المدنيين واستخدمتهم دروعاً بشرية أثناء محاولتها اقتحام القابون وسط قصف مكثف بمختلف أنواع الأسلحة، أسفر عن مقتل 9 أشخاص بينهم نساء وأطفال.(5)

المقاومة الحرة:

قصف مركز البحوث العلمية ومعسكر القرميد:
اشتبك الثوار مع قوات النظام يوم الخميس في 114 نقطة قاموا من خلالها في دمشق وريفها بتدمير ناقلة جند تابعة لقوات النظام في القيسا بريف دمشق، واستهدفوا مقرات لشبيحة النظام في الغوطة الشرقية، كما استهدفوا مركز البحوث العلمية في دمشق ، وفي حماه دمروا حاجز المشيك في سهل الغاب عن طريق سيارة مفخخة عن بعد، وفي حلب استهدفوا تجمعات لقوات النظام بالقرب من ضهرة عبد ربه، وفي إدلب صدوا محاولات لتقدم قوات النظام في مدينة إدلب، كما قاموا بقصف معسكر القرميد وحاجز القياسات في بسقنول ،وقصف حاجز المعصرة بعدة بقذائف، وفي الرقة استهدفوا مطار الطبقة العسكري. (2)
اشتباكات عنيفة وقتلى في صفوف النظام وحزب الله:
وفي 126 نقطة اشتباك يوم الجمعة سجل الثوار عددا من الانتصارات حيث تصدوا لمحاولات قوات النظام اقتحام أحياء برزة والقابون وجوبر رغم القصف العنيف بكافة أنواع الأسلحة على هذه الأحياء، واستهدفوا في مخيم اليرموك حاجز قوات النظام وقتلوا وجرحوا العديد من العناصر، وفي السيدة زينب اشتبكوا مع قوات حزب الله وقتلوا 3 من عناصره، وفي حرستا استهدفوا مشفى الشرطة الذي يعتبر ثكنة عسكرية لقوات النظام وحققوا إصابات مباشرة، أما في الغوطة الغربية فقد صدوا محاولات قوات النظام لاقتحام كل من داريا ومعضمية الشام. (2)
استهداف مطارات:
وفي حلب قتل المجاهدون عددا من عناصر النظام في اشتباكات في حي الشيخ مقصود واستهدفوا معمل الدفاع في حي الخالدية وحققوا إصابات مباشرة، وفي درعا فجروا بنك الدم وحققوا إصابات مباشرة في صفوف قوات النظام، وفي الرقة استهدفوا مطار الطبقة العسكري وكبدوا قوات النظام خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وفي دير الزور استهدفوا مطار دير الزور العسكري وحققوا إصابات مباشرة. (2)
تقدم في الرقة والفرقة 17:
قال الجيش السوري الحر إنه أحرز تقدما في محافظات عدة بينها الرّقة في الوقت الذي تحدثت فيه قيادته عن بدء وصول أسلحة متطورة للمعارضة.
وذكر قادة ميدانيون أن الجيش الحر سيطر على معظم الفرقة السابعة عشرة في الرقة التي اندلع القتال حولها منذ شهور.(4)
الجيش الحر لم يتلق أي أسلحة من الغرب:
وذكرت قيادات الجيش السوري الحر أنها لم تتلق أي أسلحة من الغرب، سواء أميركا أو أوروبا، رغم تعهد واشنطن بتقديم أسلحة نوعية، ورفع الاتحاد الأوروبي الحظر على تقديم أسلحة للمعارضة.(5)

فعاليات الثورة:

مظاهرات حاشدة:
انطلقت مظاهرات حاشدة في سوريا بلغت 90 مظاهرة؛ إحياء لجمعة: "حتى نغير ما بأنفسنا"، كان منها مظاهرة في دمشق و23 في ريف دمشق و5 في حلب و4 في إدلب و3 في حماة و4  في حمص و46 في دير الزور و4 في درعا.(3)
وخرجت مظاهرات حاشدة في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في أحياء حلب وبلدات الباب ومارع، وقد رفع المتظاهرون شعارات تنادي بإسقاط نظام الأسد وكافة رموزه، كما طالبوا بتقديم الدعم للمناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وفي حمص التي تشهد أقوى حملة عسكرية على أحياء المدينة المحاصرة خرجت مظاهرات في حي الوعر وبلدة تلبيسة، وقد طالب المتظاهرون بوقف ما سموها حملة إبادة أحياء حمص المحاصرة وطالبوا بتدخل فوري لوقف القصف وإجلاء الجرحى.(4)

المعارضة السورية:

مطالبة بنجدة آلاف المحاصرين:
طالب الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان، المجتمعَ الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بتحرك عاجل وسريع لنجدة آلاف المحاصرين من المدنيين في حيي القابون وبرزة. وحذر البيان من وقوع ما سماها أعمال تنكيل وتصفية بحق المدنيين.(4)
إجراءات دقيقة:
قال الائتلاف الوطني السوري في بيان صحافي إن الائتلاف والجيش الحر اتخذا بالفعل الإجراءات اللازمة لضمان التدقيق الكامل والشامل لكل القوات المسلحة المنضوية تحت قيادتهما.
وأضاف البيان أن المعارضة ستفرض بشكل صارم هذه القيود لضمان أن تبقى أي أسلحة تحت سيطرة القوى المعتدلة في صفوف المعارضة.(5)

نفي للتهم الروسية:
نفى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية المزاعم الروسية باستخدام المعارضة السورية أسلحة كيميائية، وطالب بلجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة للدخول إلى المناطق المحررة، وتفقد الأماكن التي تعرضت للقصف باستخدام أسلحة كيميائية محرمة دوليا. وتعهد بتقديم "كل الدعم وتوفير الاحتياجات الضرورية لإجراء تحقيق حيادي واحترافي ومتكامل مع ضمان دخول آمن لمعاينة كل المواقع وأخذ العينات وإجراء التحقيق على أرض الواقع، تمهيدا لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة وبقية الجرائم التي طالت الشعب السوري".
وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري خالد الصالح إن الجيش الحر يدين بقوة أي استخدام للأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين، وينفي مزاعم روسيا بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية في خان العسل. وأضاف أن قوات الأسد هي وحدها من يملك التكنولوجيا والقدرة والاستعداد لاستخدام هذه الأسلحة.(7)

النظام الأسدي:

الأسد: المسؤول المخطئ يحاسب:
انتقد الرئيس السوري، بشار الأسد، في مقابلة، نشرتها الخميس 11 يوليو/تموز، صحيفة "البعث"، أداء مسؤولي حزب البعث السابقين بعد أيام من انتخاب قيادة قطرية جديدة، معتبرا أن المسؤول يجب أن يُحاسب عندما يخطئ ولو وصل الأمر إلى حد إقالته.
وقال الأسد "عندما لا يعالج أي مسؤول الأخطاء المتراكمة يحاسب هذا المسؤول، وهنا تحاسب القيادة حسب توزيع المسؤوليات بين أعضائها، وهذا هو الدور الحقيقي للجنة المركزية (لحزب البعث) التي من المفترض أن تنعقد لتحاسب القيادة بشكل دوري. وهذا ما لم يحصل خلال السنوات الماضية".(5)
تجنيس آلاف الشيعة:
عمل نظام الرئيس بشار الأسد منذ نحو 6 أشهر على ما يمكن تسميته بـ«حملة تغيير ديموغرافي» في السويداء، ذات الغالبية السكانية الدرزية.
وتجري «حملة التغيير» هذه في اتجاهين، وفق ما يقوله عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، جبر الشوفي، وهما، محاولات «تشييع» عدد من أبناء السويداء، (دفعهم إلى اعتناق المذهب الشيعي)، ومنح أشخاص تابعين لحزب الله اللبناني الجنسية السورية للإقامة في منطقة تعرف بـ«القنوات»، قريبة من السويداء.(6)

الوضع الإنساني:

22% من المدارس مدمر:
أعلنت منظمة «أنقذوا الأطفال» الخيرية، الجمعة أن أكثر من خُمس مدارس سوريا دمرت أو باتت غير صالحة للاستخدام في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين، وهو ما يهدد تعليم 2.5 مليون طفل، بينما قال أمين عام الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الدكتور بدر جاموس لـ«الشرق الأوسط»، إن أكثر من 22 في المائة من المدارس السورية تدمرت بشكل كامل أو جزئي، محذرا من صورة قاتمة لمستقبل الطلاب السوريين.
وأفاد تقرير المنظمة بأن «الحرب في سوريا ساهمت في زيادة عدد الحوادث العنيفة التي تؤثر على تعليم الأطفال بشكل حاد خلال العام الماضي في جميع أنحاء العالم»، موضحا أن «أكثر من 70 في المائة من 3600 حادث من هذه الحوادث عام 2012 وقعت في سوريا، حيث تعرضت مبان مدرسية للقصف وتعرض معلمون للهجوم وجرى تجنيد أطفال في جماعات مسلحة». وأشارت المنظمة إلى أنها «كثفت مراقبتها بسبب تفاقم الأزمة في سوريا».(6)
دعوة إلى وقف القتال:
دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعة، إلى وقف القتال العنيف بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي المعارضة في مدينة حمص السورية لإرسال مساعدات إلى السكان المحاصرين.
وقالت اللجنة إن أرواح آلاف السوريين معرضة للخطر في مدينة حمص التي تشن فيها قوات الأسد هجوماً مكثفاً بالطيران والمدفعية، سعياً لاستعادة المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.(5)

ضرورة منح مساعدات:
شدد مجلس الأمن الدولي على "ضرورة منح مساعدة غير مسبوقة" إلى لبنان لاستقباله مئات آلاف اللاجئين السوريين، كما دعا اللبنانيين إلى النأي بالنفس عن النزاع السوري. كما دعا المجلس حزب الله إلى الكف عن أي تدخل في الصراع في سوريا، بينما تعهد مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة بأن تظل حدود بلاده مفتوحة أمام السوريين الفارين من الحرب.(7)

المواقف والتحركات الدولية:

تحفظ بريطاني ومطالبة صينية بوقف إطلاق النار:
أقر البرلمان البريطاني الخميس إلزام رئيس الوزراء ديفد كاميرون منح المجلس حق الاعتراض على أي خطوة مستقبلية لتسليح المعارضة السورية.
وتقول بريطانيا إنها لم تتخذ بعد أي قرار لتسليح المعارضين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، ولكن نجاحها في مايو/أيار في المساهمة في رفع حظر سلاح يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا زاد التكهنات بأنها تعتزم القيام بذلك.
وعبر العديد من المشرعين من حزب المحافظين الذي ينتمي له رئيس الوزراء، عن قلقهم من إرسال الأسلحة لأنه سيؤدي بحسب وجهة نظرهم إلى تصعيد الحرب وتوسع الصراع، ويزيد من مخاطر سقوط الأسلحة في أيدي "المتطرفين".
أما الصين فقد دعت الخميس إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا، وحثت الأطراف السورية على الاستجابة للدعوات لجولة جديدة من المحادثات في جنيف.(4)
انتقاد ترشح سوريا لعضوية حقوق الإنسان:
وجهت الولايات المتحدة انتقادات شديدة لمحاولات كل من سوريا وإيران نيل عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وأشارت إلى سجل الدولتين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وقالت رزوماري ديكارلو سفيرة الولايات المتحدة المؤقتة لدى الأمم المتحدة للصحافيين «إن دمشق وطهران لم تتقدما رسميا بترشيحهما إلا أن مجرد المحاولة من هاتين الدولتين للانضمام إلى مجلس حقوق الإنسان يعد غير لائق بتاتا، نظرا إلى أدائهما البالغ السوء في مجال حقوق الإنسان وتعاون البلدين في قمع التطلعات الديمقراطية للشعب السوري».(6)
التزام أميركي بدعم المعارضة:
أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن التزام بلاده دعم مقاتلي المعارضة السورية التي تنتظر وصول شحنات الأسلحة الخفيفة التي تثير خلافا في واشنطن، في حين ربط البرلمان البريطاني الموافقة على تسليح المعارضة السورية بمنحه حق النقض.
وجاء الالتزام الأميركي في اتصال هاتفي أجراه الرئيس أوباما مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، ناقش فيه الطرفان الأزمتين السورية والمصرية.(4)
روسيا: المعارضة استخدمت أسلحة كيماوية:
جددت روسيا رفضها اتهامات الولايات المتحدة بالمسؤولية عن عرقلة جهود التحقيق في استخدام النظام في سوريا لأسلحة كيمياوية، مؤكدة أن المعارضة هي من استخدمتها.
وقال المبعوث الروسي في المنظمة الدولية: "أعطينا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أدلة تبين بصورة قاطعة أن استعمال الأسلحة الكيماوية في 19 مارس/آذار كان في الواقع من قبل المعارضة، لأن المادة الكيماوية والقذيفة كانت محلية، وليس منتجة صناعيا".(5)

الأسد هو المسؤول الوحيد عن استخدام الكيماوي:
أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن نظام الأسد هو الجهة الوحيدة المتهمة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، مضيفا: "لم نر أي دليل حتى الآن يدعم القول بأن أي جهة غير الحكومة السورية لديها القدرة على استخدام أسلحة كيميائية أو أنها تستخدم أسلحة كيميائية".(7)
ضرورة دخول مفتشين:
قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكي جين بساكي إن الإدارة الأمريكية تسلمت نسخة من التقرير الروسي حول قيام المعارضة السورية باستخدام السلاح الكيميائي، وأوضحت أن الإدارة ستأخذ الوقت الكافي لمراجعة التقرير. وشددت في الوقت نفسه على ضرورة سماح نظام الأسد لمفتشي الأمم المتحدة بالدخول إلى سوريا وإجراء التحقيقات اللازمة.(7)

آراء الصحف والمفكرين:

كتب حسين شبكشي تحت عنوان:
سوريا تموت!
مع الانغماس المهول والكبير في الجوانب العسكرية والسياسية المتعلقة بالثورة السورية الكبرى على نظام الطاغية بشار الأسد والتي تخطت عامها الثاني، وسقط أكثر من مائة ألف قتيل على أيدي جيش الأسد الدموي، مع كل هذا الانغماس والتفاصيل الكثيرة عن مؤتمرات وائتلافات وثوار وكتائب ومرتزقة وتمويل ودعم وتناحر واستقطاب دولي وهوس طائفي مجنون.. كل ذلك وأكثر يحدث وسط إهمال كامل للأزمة الإنسانية الهائلة التي تشهدها الأرض السورية في مختلف قراها ومدنها. فها هي مدينة حمص المهمة يفتي فيها بعض علماء المسلمين بجواز أكل لحوم القطط إذا اقتضت الحاجة والضرورة لذلك، في إشارة واضحة وبالغة الدلالة على المستوى الخطير الذي وصل إليه الحال المعيشي في حمص تحديدا، وفي سائر سوريا عموما.
الجرحى عددهم عشرات الآلاف، وهناك نقص لا يمكن تصديقه في المعدات الطبية والأدوية، ولكن الأخطر أن نظام الأسد الدموي كان يتعمد استهداف كل المشافي والعيادات الصحية وكذلك قتل الأطباء والكادر التمريضي وإصابتهم إصابات بالغة. الوضع الصحي في منتهى السوء، وقد تحدثت مع بعض الأشخاص المتخصصين في الإغاثة الطبية والذين زاروا سوريا أخيرا وحكوا عن تجارب ومشاهد لا يمكن وصفها.. أجروا عمليات جراحية بلا تعقيم ولا تخدير ولا إضاءة، طب بدائي وإصابات وإعاقات وتشوهات مرعبة. كلها أدلة دامغة على جرم نظام الأسد الهائل في حق السوريين. ولم يتوقف الأمر على ذلك ولكن حال المواد الغذائية لا يقل سوءا، فسوريا البلد الزراعي يعاني شعبه من نقص حاد جدا في الخضراوات والفواكه والقمح بكافة أشكاله ولم يعد من الممكن الوصول إلى المحاصيل ولا توزيعها، فحصلت الأزمة الكارثية ووصلت أسعار أبسط السلع الزراعية إلى معدلات قياسية وغير مسبوقة، طال ذلك أيضا انهيار كامل في قيمة الليرة السورية في مواجهة الدولار الأميركي، وارتفعت بالتالي أسعار السلع إلى معدلات مرعبة ولم يعد بمقدور الناس شراء السلع إن وجدت بعد تهريبها ووصولها بشكل شبه إعجازي إلى نقاط البيع.
التعليم وحرمان جيل كامل منه أيضا تحد هائل، فهناك يوجد أكثر من مليونين ونصف المليون طفل محرومون من حق التعلم والتعليم بسبب عدم وجود مدارس ولا كتب ولا مدرسين، وهذا بطبيعة الحال سيكون له نتائج وتبعات هائلة لا يمكن معرفتها اليوم ولكنها حتما ستتبين مع الوقت ومرور الأيام. وطبعا هناك الحديث المستمر عن حالة وضع اللاجئين الذين يزداد وضعهم سوءا، ومن المرشح أن تكون الحالة الأسوأ في تاريخ اللاجئين بحسب منظمات سياسية كثيرة أدلت بهذا الرأي. هناك خلل كبير في وصول المعونات والدعم المادي الخيري لأن النظام المجرم يمنع بالقوة وصول أي مواد وسلع وأجهزة إغاثية لشعبه ويخطفها ليوزعها لصالح «الشبيحة» من داعمين ومؤيدين. هناك حاجة ماسة لإعلان حالة طوارئ في المناطق المحررة. الصمت الهائل من قبل المؤسسات الإغاثية الدولية كالأمم المتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر وأطباء بلا حدود يبدو غريبا ومريبا، وكأن هناك إسكاتا دوليا بالقوة للسماح للنظام الدموي بتحقيق أكبر قدر من المكاسب على الأرض، ويبدو أن ذلك يتناغم تماما مع جهود اللوبي الإسرائيلي في الكونغرس الذي لا يزال مقتنعا بأن بقاء نظام الأسد هو لصالح الأمن الإسرائيلي وحماية لدولة إسرائيل، ونجح في إقناع الكونغرس برفض قرار أوباما تسليح الثورة السورية. ولكن الوضع الإنساني لسوريا مسألة أخرى، مع الأسف يبدو أن الضمير قد مات في الناس التي تتغنى بغوث الإنسان.. سوريا ببساطة تموت! (6)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي في يومين:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(8)
رجب أحمد رجب - حلب  
رشيد عماد الدين حاتم - ريف دمشق  مسرابا
خالد رفاعي أحمد - ريف دمشق  الذيابية
عبدالله رفاعي أحمد - ريف دمشق  الذيابية
عاطف شحادة صوان - ريف دمشق  المعضمية
آمنة دوبا - ريف دمشق  المعضمية
حمزة رضا عبيد - ريف دمشق  المعضمية
عيسى زيتون - ريف دمشق  القيسا
يوسف محمد منيا - حمص  الوعر
شادي محمود الصدر الرفاعي - درعا  أم ولد
عدنان ياسين البرغوث - ريف دمشق  دوما
أحمد جوعانة - دمشق  القابون
غنو عقلة - حلب  صلاح الدين
بكري حاووط - حلب  
مروان يوسف الرجو - حلب  مارع
محمود محمد صبوح رستم - حلب  حيان
زياد سليمان - ريف دمشق  دير العصافير
أحمد نادر غشيم - حلب  دير جمال
محمود أبو أمين - ريف دمشق  المعضمية
أحمد محمد محمود الحشيش - درعا  تل شهاب
أحمد مصطفى نوري اعزازي - ادلب  تلمنس
أمجد وائل نجم المحاميد - درعا  النعيمة
سناء قاسم المحاميد - درعا  أم المياذن
أيمن عبد المنصور - الحسكة  ريف القامشلي
بلال محمد مريميني - حلب  تل رفعت
علي عواد الدسم - دير الزور  صبيخان
محمد فايز هندية - ريف دمشق  وادي بردى: كفير الزيت
خضر عطية المحمد - القنيطرة  
محمد خير شبيب - القنيطرة  الحميدية
محمد أحمد الدعاس - القنيطرة  قرية جبا
محمد خالد الفندي - درعا  انخل
عبد الناصر عبد العظيم الناصر - درعا  انخل
إبراهيم غوجان - درعا  انخل
نادية عبد الرحمن الرباح - دير الزور  
سليمان خالد الموصلي - درعا  غباغب
بلال الأحمد - ريف دمشق  القيسا
يحيى زيتون - ريف دمشق  القيسا
يمام المقداد سوادي - دير الزور  
هيثم حسن المحمود - حلب  المنظار
حافظ عواد الكعبان - دير الزور  الشحيل
أحمد الرواج - ادلب  
علي أحمد جراد - ادلب  ابلين
رياض نادر - ريف دمشق  الذيابية
محمد كمال الحمامي - اللاذقية  حي بستان الريحان
بشير وصفي السعدي - حمص  الخالدية
أحمد محمد النعسان - ذكر - طفل - تسيل
قاسم محمد النعسان - ذكر - طفل - تسيل
محمد غالول - ذكر - بالغ - الحصوية
جمعة نصر حمدان - ذكر - بالغ - منغ
عبد الله شكري علي أحمد خنيفس - ذكر - بالغ - مخيم اليرموك
محمد عادل الخشن "عواد" - ذكر - بالغ - القابون
محمد فريز الخطيب - ذكر - بالغ - القابون
نزهة محمد البغدادي - أنثى - طفلة - القابون
نهايا عودة - أنثى - بالغة - القابون
محمود علي عبد الباري - ذكر - بالغ - القابون
أسامة محمود جابرة - ذكر - بالغ - القابون
مازن خليل عليوني - ذكر - بالغ - القابون
عمار حسن شعبان - ذكر - بالغ - مضايا
إياد محمد سويد - ذكر - بالغ - جديدة عرطوز
ممتاز مدالله العفوش - ذكر - بالغ - البصيرة
أيهم زهير الريني - ذكر - بالغ - سحم الجولان
محمد عقلة الجفال - ذكر - بالغ - 
صياح الهبول "حمامي" - ذكر - بالغ - القابون
يحيى بيطار - ذكر - طفل - شارع بغداد
راضي الهيلة - ذكر - بالغ - قرية ندى
محمد عبد الوهاب عميرة - ذكر - بالغ - جوبر
جمعة ثابت سيد - ذكر - بالغ - جسر الشغور: الناجية
حسين محمد دقة - ذكر - بالغ - ابلين
اياد خالد لطوف - ذكر - بالغ - احسم
عمر صلاح لطوف - ذكر - بالغ - احسم
محمد حازم العباسي - ذكر - بالغ - ركن الدين
إبراهيم محمد زريق - ذكر - بالغ - سرجة
موفق منصور التكلة - ذكر - بالغ - مسرابا
فادي محمود الريحاني - ذكر - بالغ - القابون
هشام العمري - ذكر - بالغ - الصالحية
عيسى محمد أبازيد - ذكر - بالغ - درعا البلد: حي الأربعين
حسن خالد قاجو - ذكر - بالغ - تلبيسة
عبد الرزاق اومري - ذكر - بالغ - قلعة الحصن
عمار موسى - ذكر - بالغ - لبنان: البقيعة: وادي خالد
أحمد منصور - ذكر - بالغ - لبنان: طرابلس
أحمد أبو آذان - ذكر - بالغ - القابون
محمد طارق الريحاني - ذكر - بالغ - القابون
محمد تامر كسواني - ذكر - بالغ - ركن الدين
خطاب - ذكر - بالغ - 
علي السيد - ذكر - بالغ - الصالحية
شهاب حسين العويد - ذكر - بالغ - سنجار
عماد قاسم معري - ذكر - بالغ - مرعيان
محمد مصطفى المعاز - ذكر - بالغ - الشيخ مقصود
رضوان الهبول - ذكر - بالغ - القابون
أحمد أحمد ديبو جمال الدين - ذكر - بالغ - عندان
ياسين إسماعيل غيبة - ذكر - بالغ - كفرتعال
آلاء شيخ الأرض - أنثى - بالغة - شارع بغداد
محمد السمان - ذكر - بالغ - شارع بغداد
ياسر النحلاوي - ذكر - بالغ - قزازين
أبو كاسم المعسماوي - ذكر - بالغ - التضامن
شدي كمال الزعتري - ذكر - بالغ - التضامن
عمار أحمد جمعة - ذكر - بالغ - جوبر
خالد أمين حلاوة - ذكر - بالغ - دوما
عبد الله مسعود - ذكر - بالغ - الضمير
جمعة السيد حسن - ذكر - بالغ - قرية الناجية
إبراهيم العزو - ذكر - بالغ - 
المصادر:
1- الهيئة العامة للثورة السورية.
2- لجان التنسيق المحلية.
3- المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات.
4- الجزيرة نت.
5- العربية نت.
6- الشرق الأوسط.
7- مركز مسار الإعلامي

8- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.