..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

العز بن عبد السلام يعود في القرن الحادي والعشرين إلى دمشق

أمير أوغلو

٢٢ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2355

العز بن عبد السلام يعود في القرن الحادي والعشرين إلى دمشق
8.jpeg

شـــــارك المادة

وقف العز بن عبد السلام السوري يوم الجمعة في العشرين من أيار مايو عام 2011 ليعلن من على منبر مسجد الحسن في دمشق، أن الإسلام الحقيقي لم يمت، وأن علماء الأمة الذين لا يخافون في الله لومة لائم لم ينتهوا، وأن البطش والإرهاب الأمني السوري لن يجعل خوف العلماء من النظام أشد من خوفهم من الله - تعالى -.


وقف الشيخ العلامة، شيخ قراء سوريا، بقية السلف الصالح في دمشق، الشيخ كريّم راجح ليقول: "إنني مستقيل من الخطابة"، كلمات أربع أعتقد أنها ستسقط النظام البالي المتآكل المنهار من داخله. كلمات ستدخل تاريخ سوريا الحديث، وستؤسس -بإذن الله وعونه- لعودة الإسلام الحقيقي ليقود الناس في الشارع، الإسلام الذي لا يعرف الذل لغير الله - عز وجل -، ولا يعرف العبودية لحاكم ولا لظالم ولا لمتجبر مهما بلغ عنفوان بطشه وقمعه وسفكه، الإسلام الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، الإسلام الذي كان أول شعاراته أحد أحد.
لقد لوحق الشيخ منذ بداية الأحداث وضُيق عليه وهناك أخبار عن قتل أحد أحفاده، وكان الأمن يتفنن في مضايقته حتى إنهم أجبروه منذ أسابيع أن تكون الخطبة خمس دقائق فقط، وصبر الشيخ وصبّر الناس درءاً للفتنة وخوفاً من أن يساهم في سفك دماء هؤلاء الشباب الذين يسمعون له ويطيعون، ولكن ما حصل اليوم لم يعد ليُحتمل في نظر الشيخ، فعلى أبواب ومداخل مسجده الذي يصلي فيه عادة ما يزيد عن خمسة آلاف مصلٍ، وقف الأمن يفحص هويات المصلين ويمنع من يقل عمره عن أربعين سنة من الدخول. هل يذكركم هذا الموقف بموقف آخر لنظام مشابه؟ عندما رأى الشيخ هذا المنظر صعد المنبر ليقول للناس:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 114].
النظام وأركان النظام ورئيس النظام لن يفهموا هذه الآيات لأنهم لا يفقهون، ولن يهتموا بكلام الله - عز وجل - لأن خشية الله - عز وجل - خرجت من قلوبهم منذ زمن بعيد، هذا إن كانت دخلت قلوبهم أصلاً، ولا يهمهم ماذا سيحصل لهم في الآخرة طالما أنهم ملكوا الدنيا وملكوا البلد وأموالها وأراضيها وأهلها يفعلون بها ما يشاؤون، فالآخرة بعيدة عن قلوبهم بعد الشيطان من الجنة. ولكننا نبشرهم بقوله - تعالى -: {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} [البقرة: 114]. وسيُرينا الله خزيهم في الدنيا قبل الآخرة إنه لا يخلف الميعاد.
علماء السلطة سيبررون لهم وسيردون على الشيخ وسيعطوننا دروساً في الخضوع والخنوع ودرء الفتنة، والصبر على ظلم الحكام وجورهم وسيستخرجون كل ما في جعبتهم من آيات وأحاديث يلوون أعناقها لتخضع لهوى حاكم أصبحت هوايته تصيد المتظاهرين يوم الجمعة، (اليوم فقط سبع وثمانون قتيلاً، إن صحت الروايات عن مشفى إدلب الذي وصله خمسون قتيلاً).
أبواق النظام سيكذبون الفيديو وسيقولون إنه مفبرك في إسرائيل أو لبنان، رجال المخابرات سيحاولون إجبار الشيخ على التراجع عن استقالته بالترغيب والترهيب كما فعلوا مع مفتي درعا.
وزير الأوقاف سيتلوى كالأفعى أمام الشيخ الجليل ليؤكد له أن الرئيس لم يعلم بهذا وأن الأمر لا يعدو اجتهادات خاطئة من بعض أفراد الأمن الذين سيعاقبون على تصرفاتهم، كما عوقب أشباههم من قتلة الشعب والأطفال والنساء في درعا. أما المفتى فسيقسم أغلظ الأيمان أن ما حصل هو مؤامرة إسرائيلية أمريكية تريد إضعاف الشعور القومي في سوريا.
عندما سئل الشيخ في المساء، خلال مقابلة على الهاتف، فيما إذا ربط بين ما حصل وبين ما يحصل على أبواب الأقصى؟ قال: لقد ذكرني بعض الشباب بهذا عندما عدت إلى المنزل ولو تذكرته وأنا في المسجد لقلته من فوق المنبر!
هنيئاً للشيخ جرأته وشجاعته وخوفه من الله، وبانتظار الشيخ التالي والتالي ليلحقوا -ولا نقول ليقودوا لأنهم لم بعد لهم الحق في أن يقودوا فقد تأخروا سبعين يوماً- بقطار ثورة الحق والعدل والكرامة والحرية ضد أبأس نظام قمعي ديكتاتوري على وجه هذه الأرض.
أما الباقون فليهيئوا إجاباتهم أمام محكمة العدل الإلهية.

المصدر: أدباء الشام

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع