نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
تصدير المادة
المشاهدات : 4226
شـــــارك المادة
امتد الصراع إلى الضاحية الجنوبية ببيروت، فلاقى إدانات واسعة وانتقادات لجر بلاد لبنان في صراع يودي بأرواح اللبنانيين في القصير من قبل حسن نصر الله، بينما يستمر المجاهدون في ثورتهم وتحركاتهم العسكرية للوصول إلى تحقيق مطلب الثورة وإسقاط النظام الأسدي.
أعداد القتلى:
كانت حصيلة شهداء اليوم 100 شهيد معظمهم في حمص وريف دمشق ودرعا، حيث ارتقى 8 شهداء بالقصف العنيف على حي طريق السد بدرعا ، وفي القصير بحمص 10 شهداء من الجيش الحر قضوا خلال الاشتباكات مع حزب الله اللبناني، وفي سرمين بادلب القصف يحصد أرواح 5 من المدنيين ، و4 مثلهم في داريا وبلدة قارة بريف دمشق، وبين الشهداء 9 شهداء قضوا تحت التعذيب و7 نساء و5 أطفال بالإضافة إلى طبيب من دير الزور.
وتوزع العدد في المحافظات على هذا الترتيب:
دمشق وريفها: 33 بينهم 4 نساء وناشط إعلامي ومحامي، وحمص : 21، ودرعا : 16 بينهم وطفل وامرأة، وإدلب : 8 بينهم امرأة وطفلان، وحلب : 10 بينهم طفل وامرأة، ودير الزور : 8 بينهم امرأة، وحماة : 2، والقنيطرة : 1، وشخص من جنسية أخرى. (1)
قصف ومحاولات اقتحام:
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن الطيران الحربي جدد قصفه للقصير بالتزامن مع محاولات عناصر من حزب الله اقتحام قرية الحميدية في ريف المدينة، لكن الجيش الحر قال إنه تمكن من صدهم. (2)
قصف بمواد كيماوية:
وفي ريف دمشق - البحارية سجلت إصابات عديدة نتيجة القصف بمواد كيماوية على البلدة بالغوطة الشرقية بعد محاولة قوات النظام اقتحام البلدة وتصدي الجيش الحر لهم، وعشرات الإصابات تنقل إلى المشافي الميدانية حيث تم إحصاء أكثر من 50 حالة إصابة. (1)
حالات اختناق متتابعة:
وأكد نشطاء أن عدداً لا بأس به من الحالات وصل مشافي "الفرنسي والعباسيين" في قلب دمشق، رغم أن بعض تلك الحالات كان وهمياً، ولكن الحالات الأخرى كانت اختناقات وضيقاً بالتنفس جراء استنشاقهم للغاز.
وكان نشطاء وسكان في عدة مناطق من دمشق وريفها أرسلو تحذيرات ونداءات استغاثة لما لا يقلّ عن ثلاثة أيام تتمحور حول انتشار رائحة غريبة حول دمشق، ولما لم يكن هناك أي استجابة لا من المجتمع الدولي ولا العربي فإن النظام على ما يبدو استخدم الكيماوي في العاصمة. وبحسب ناشطين في تلك المناطق فإن حالات الاختناق تتوارد تباعاً للمستشفيات في تلك المناطق التي سمّوها "منكوبة".(4)
وفي السياق: قال المركز الإعلامي السوري إن عدداً من القتلى وأكثر من 70 إصابة سقطوا في حرستا والقابون في ريف دمشق وجوبر بدمشق نتيجة استنشاق غازات سامة.
وأضاف المصدر أن المنطقة تعرضت لقصف بأسلحة لم يتم التعرف على ماهيتها، إلا أن المشافي بدأت باستقبال حالات تعاني من الاختناق. (4)
النظام يوزع أقنعة للجيش:
وفي السياق أكد ناشطون أن النظام قام بتوزيع أقنعة واقية على أفراد وعناصر جيش النظام في عدد من المناطق في العاصمة دمشق. (4)
اشتباكات عنيفة:
اشتدت وتيرة الاشتباكات في حي برزة بدمشق بين الجيش السوري الحر ومليشيات ممن يسمون "الشبيحة" -وهم مسلحون موالون للنظام- إثر محاولة اقتحام من جهة جادة الغربية بالتزامن مع إطلاق رصاص من رشاشات في مبنى البحوث العلمية.
واستهدف الجيش الحر حاجز "الخزان" العسكري التابع للنظام في درعا البلد، وأن بلدة اليادودة بريف درعا تتعرض لقصف عنيف بقذائف المدفعية. (2)
مصرع عناصر من حزب الله:
لقي 22 مقاتلاً من حزب الله اللبناني مصرعهم في المعارك الدائرة في القصير بريف محافظة حمص السورية، بحسب ما أفاد مصدر مقرب من الحزب.
وأشار المصدر إلى ارتفاع عدد قتلى الحزب منذ بدء مشاركته في المعارك داخل سوريا قبل أشهر إلى 110 عناصر.
وذكرت المصادر الإعلامية للمعارضة السورية أن الجيش السوري الحر يتصدى لليوم السادس على التوالي لمحاولات حزب الله والنظام اقتحام المدينة. (4)
تمديد المشاورات:
قرر أعضاء الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية المجتمعون في إسطنبول في تركيا، تمديد مشاوراتهم إلى يوم غد الاثنين، في ضوء عدم التوصل إلى موقف موحد بشأن إعلان المشاركة في مؤتمر «جنيف2» المنشود من أجل إطلاق مفاوضات سلام مع النظام السوري، وانتخاب رئيس جديد للائتلاف وتوسعة عدد أعضائه، على الرغم من أن البند الأخير على جدول أعمالهم، خطا خطوة كبيرة باتجاه الحل، باتخاذ قرار «التصويت السري» على أسماء تتضمنها قائمتان، ينضم الفائزون فيها إلى الائتلاف. (3)
التوصل إلى تفاهم حول التوسعة:
وأوضح عضو الائتلاف والمجلس الوطني هشام مروة أن الوصول إلى تفاهم حول بند «توسعة» الائتلاف «استهلك وقتا طويلا بحكم العدد الكبير من الأسماء التي طرحت»، موضحا أن المجتمعين اتفقوا في النهاية على مجموعة من الأسماء، تضمنتها قائمتان وصلت عدد إحداهما إلى 25 اسما، بينما ضمت القائمة الثانية عددا أقل من ذلك. وأشار إلى أن المجتمعين «سيصوتون مساء اليوم لاختيار الشخصيات التي ستنضم إلى الائتلاف»، لافتا إلى التصويت سيكون «سريا»، ما يحدد «نجاحهم وقبولهم». (3)
نثر بذور الصراع:
اعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض أن تعهد حزب الله بمواصلة القتال في القصير «حتى النصر» هو «نثر بذور صراع خطير في المنطقة»، متوعدا الحزب بالرد «بما تمليه عليه التزاماته نحو ثورته».
وقال الائتلاف: إن نصر الله «كرر محاولاته الرامية إلى تحريض أبناء لبنان ضد السوريين الثائرين على نظام الأسد، مقامرا بأرواح شباب لبنان على أرض سوريا لصالح عصابة أفسدت في الأرض وسفكت الدماء، وقدمت أبشع صورة يمكن للإرهاب أن يتمثلها»، واتهم الائتلاف حزب الله باستخدام «خطاب مذهبي متطرف يزج من خلاله كل أتباعه في أتون حرب افتراضية استوحاها من موروثات خادعة، وقصص واهية، لن تأخذ بأصحابها إلا نحو الهلاك والدمار».(3)
المعلم: سوريا ستحضر جنيف2:
أعلن وليد المعلم وزير الخارجية السوري خلال زيارة مفاجئة إلى العراق موافقة سوريا على حضور مؤتمر «جنيف 2» المزمع عقده في يونيو (حزيران) المقبل، ووصل وليد المعلم في زيارة غير معلنة، إلى بغداد، وأجرى فور وصوله مباحثات وصفت بالمهمة مع رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري.(3)
وأضاف المعلم أن سوريا ترى في مؤتمر جنيف 2 فرصة مواتية للحل السياسي للأزمة. وأكد أن زيارته لبغداد جاءت على خلفية التضامن مع العراق في مواجهة ما سماه الإرهاب والعمليات الإرهابية.
وأشار إلى أن ما يحدث في سوريا والتآمر الدولي على سوريا هو نفس التآمر على العراق . (4)
امتداد للصراع إلى لبنان:
امتدت رقعة النزاع السوري في لبنان إلى الضاحية الجنوبية ببيروت، معقل حزب الله، بسقوط 3 صواريخ غراد (أحدها لم ينفجر)، وذلك للمرة الأولى منذ حرب يوليو (تموز) 2006 مع إسرائيل.
في وقت تستمر فيه الاشتباكات في مدينة طرابلس اللبنانية بين جبل محسن الذي تسكنه أغلبية علوية موالية للرئيس السوري بشار الأسد ومنطقة باب التبانة ذات الأغلبية السنية، على خلفية الأزمة السورية. (3)
فتفت والأمين ينتقدان نصر الله:
انتقد المرجع الديني اللبناني، علي الأمين، تصريحات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، المتعلقة بخوض عناصره القتال في سوريا.
وحذر الأمين، في حديث له من مشاركة أحزاب لبنانية، لا سيما حزب الله، في القتال في سوريا، متوقعاً أن ينتقل القتال إلى لبنان.
وفي حديثه قال النائب في البرلمان اللبناني، أحمد فتفت، إن "ما حدث هو جريمة فعلية، وهذا ما رأته جميع القوى السياسية في لبنان"، مؤكداً أن "المستفيد الأول حسن نصر الله، الذي يريد أن يبرهن على وجود قوة تريد الشر بالطائفة الشيعية".
وأضاف "هناك شك كبير بأن الصواريخ التي أحدثت التفجير مصدرها حزب الله"، مستنداً بذلك إلى وجود الحزب في منطقة التفجير وسيطرته عليها خلال أحداث مايو/أيار 2008، متسائلاً: هل افتعل حزب الله القضية لمكسب سياسي؟
وأوضح فتفت أن ما قاله نصر الله "كلام غير مسؤول"، موضحاً أن القتال اللبناني في سوريا سيتسلل إلى داخل لبنان، الأمر الذي يريده نصر الله، لاعتقاده بأنه يملك الإمكانيات، فمنذ سنوات وحسن يسعى لتدمير الدولة اللبنانية، وفرض سيطرته عليها، بحسب تعبيره. (4)
إدانات لقصف الضاحية الجنوبية ببيروت:
العربي يدين:
أدان الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية بشدة حادثة إطلاق الصواريخ على الضاحية الجنوبية ببيروت، وانتقد المواقف الصادرة عن حزب الله التي أعلن فيها صراحة الانخراط في القتال الدائر في سوريا، ودعا قيادة حزب الله إلى مراجعة مواقفها وعدم التدخل في القتال في سوريا، مؤكدا أن السبيل الوحيد لتحصين لبنان وحماية مقاومته الوطنية يكون بتحصين وحدة لبنان الداخلية وبتحقيق التوافق الوطني بين جميع الأطراف الوطنية.
بان: قلق بالغ:
ومن ناحيته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلقه البالغ" من دور حزب الله اللبناني المتنامي في النزاع الجاري بسوريا، داعيا إلى تكثيف الجهود لوقف انتشار المعارك إلى دول أخرى.
وأصدر المتحدث باسم بان بيانا عبّر عن قلق الأمين العام الشديد من اشتداد القتال في سوريا وزيادة خطر امتداد النزاع إلى لبنان، وكذلك من مشاركة حزب الله المعترف بها في القتال داخل سوريا، وحث كل الأطراف على إيجاد حل سياسي للأزمة. (2)
السنيورة يدين:
وأدان رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة استهداف الضاحية الجنوبية من بيروت بالصواريخ، وقال: «إننا ندين كل أعمال العنف أيا كان مصدرها»، وأضاف: «إننا ندين ما جاء في خطاب حسن نصر الله بتوريط لبنان واللبنانيين في الحرب الدائرة في سوريا». وأشار إلى أن «أكثرية الطائفة الشيعية محكومة بالقبضة المستحكمة من حزب الله»، واصفا تدخل الحزب في سوريا بـ«السياسة الخرقاء». (3)
وقال: "حزب الله ليس حزباً لبنانياً بل فرقة إيرانية تعمل من داخل لبنان". (4)
ووجه السنيورة حديثه لأمين عام حزب الله قائلا "اتق الله يا سيد حسن في اللبنانيين والمسلمين، إن هذا الأمر سيؤدي بالمسلمين وبالبلاد العربية وبلبنان وسوريا وكل أطياف المسلمين إلى التهلكة". (2)
إحداث بلبلة أمنية:
ومن جهته قال رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل نجيب ميقاتي إن إطلاق صواريخ على الضاحية يهدف إلى "إحداث بلبلة أمنية ومحاولة استدراج ردات فعل معينة".
وناشد ميقاتي في بيان جميع القيادات والفعاليات "التعاون لتهدئة الأوضاع في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تمر بها المنطقة". (2)
كل دولة تطبق العقوبات بسياستها:
قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ: إنه يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي مستعدا لتعديل حظر السلاح على سوريا، وأضاف: "إذا لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من التوصل إلى سياسة مشتركة إزاء سوريا مستقبلا، فكل دولة ستطبق سياسة العقوبات التي تراها".
ومن المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل الاثنين، قبل أيام من انتهاء أجل الحظر المفروض على بيع الأسلحة لسوريا. (4)
الصين ستلعب دورا:
أكدت الصين استعدادها للعب دور بناء في جهود حل الأزمة السورية، وطالب رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ المجتمع الدولي بالمشاركة في لعب دور فاعل وبناء لحل الأزمة السورية، وجدد ضرورة إشراك إيران في المؤتمر. (2)
أمل فرنسي:
ومن جانبه عبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن أمله في تحقيق تقدم في الجهود الساعية لعقد مؤتمر جنيف 2، إلا أنه أبدى تحفظات حيال مشاركة إيران.
وأكد فابيوس رفض بلاده مشاركة إيران في المؤتمر، قائلا إنها "لا ترغب في حل سياسي" وإن مشاركتها "من شأنها عرقلة الحل السياسي أكثر من تشجيعه". (2)
الموقف العراقي:
من جانبه، أكد الوزير زيباري أن «العلاقات العراقية - السورية قوية، ليس على المستوى الرسمي فقط، بل على المستوى الشعبي»، موضحا أن «العراق يدعو إلى إيجاد حل سياسي سلمي للأزمة السورية». وقال إن «مواقف العراق كانت واضحة في هذا الشأن منذ اليوم الأول للأزمة السورية، وهي إيجاد حل سياسي سلمي لما يمر به الشعب السوري الشقيق، وعدم فرض أية إرادات على الشعب السوري في اختيار نوع النظام السياسي». (3)
قال جورج سمعان في مقاله الموسوم بـ "حرب القصير من طرابلس إلى الأنبار والموصل!":
لا يمكن اعتبار مؤتمر «جنيف - 2» محطة مفصلية على طريق إيجاد تسوية سياسية في سورية. لم يُبْدِ طرف واحد من المعنيين حتى الآن مسحةَ تفاؤل بنتائجه المتوقعة، لا قبل انعقاده ولا بعده، ليس لأن الأزمة عصية على الحل، بل لأن ما يجري ميدانياً من قتال وفرز وتطهير وأرض محروقة يرسم خريطة جديدة للبلاد ويتجاوز الأهداف المتوخاة من المؤتمر، ولأن البلاد تحولت قبلة لشتى أنواع حركات «الجهاد»، ولأن المتصارعين في الداخل، وإن اختاروا ممثليهم إلى طاولة التفاوض أو الحوار، إنما يتوجهون إليه تحت شعارين: المعارضة تريده مقدمة لتنحي الرئيس بشار الأسد ورحيل نظامه وتشترط وقفاً لإطلاق النار. والرئيس وفريقه وحلفاؤه في الداخل والخارج ينشطون ميدانياً لتأكيد قدرتهم على الحسم وبقاء النظام تالياً، كما أن مناصري الطرفين في الخارج هم الذين يتحدثون باسمهما ويحددون لهما الأجندة والمواقف المطلوبة، أي أن إيران تقرر وتتمسك ببقاء حليفها، و«أصدقاء» المعارضة يغرقونها بجملة من الخطوات والمطالب.
لذلك تبدو الأزمة عصية على الحل، لأن ما يجري لم يعد يقتصر على مدى رغبة المتصارعين في الداخل وقدرتهم على القرار، بقدر ما باتت التسوية جزءاً من تسويات أكبر تنتظر جملة من المحطات والاختبارات، حتى أنها لم تعد تتعلق بالقوتين الأساسيتين، الولايات المتحدة وروسيا وحدهما، فالخلاف على القوى الإقليمية المدعوة إلى المشاركة في جنيف يشي ببساطة أن ثمة أطرافاً أخرى يجب أن تتفاهم في ما بينها أولاً، على أن يشمل هذا التفاهم الأزمة السورية وملفات أخرى كثيرة معلقة في الإقليم، أي أن المؤتمر الدولي الذي يمكن أن يشكل بداية تفاهم بين واشنطن وموسكو، يجب أن يشكل أيضاً بداية تفاهم بين القوى الإقليمية النافذة، مثل تركيا وإيران والمملكة العربية السعودية وقطر ودول عربية أخرى، وهذا ما لا تشير إليه التطورات حتى الآن. حتى لا نتحدث عن غياب أي تفاهم بين أميركا والجمهورية الإسلامية التي تلقي بثقلها كاملاً، سياسياً وعسكرياً، خلف الرئيس الأسد، وخلف حكومة نوري المالكي وخلف «حزب الله»! وحتى لا نتحدث عن موقع إسرائيل وموقفها من مستقبل الوضع. (5)
وكتب طارق الحميد تحت سؤال: هل يستدعي نصر الله الأسد للضاحية؟
إذا كنت تعتقد أن العنوان أعلاه تهكمي فأنت مخطئ، فبعد خطاب زعيم حزب الله مساء السبت الماضي، فإن بشار الأسد هو من يحتمي الآن بحسن نصر الله، وليس العكس. فخطاب نصر الله كان انقلابا كاملا على الدولة اللبنانية، والمعادلة السياسية القائمة بالمنطقة، ومنذ تشكل حزب الله.
فقد أعلن نصر الله في خطابه الأخير لكل اللبنانيين، أنه الدولة، والدولة هو، كما أعلن لبنان محمية شيعية، وقسم المنطقة إلى فسطاطين،... حيث اعتبر نصر الله أن هناك محور الولي الفقيه، الذي يتزعمه هو، ومحور من سماهم التكفيريين حلفاء إسرائيل وأميركا، والمقصود بالطبع سنة سوريا ولبنان والدول الإقليمية السنية، وتحديدا السعودية، والطريف أن نصر الله يقول في محاولة لإبعاد الشبهة الطائفية عنه وعن حزبه، إنه سبق لحزب الله أن شارك في «الجهاد» بالبوسنة دفاعا عن السنة، متناسيا أن من يصفهم الآن بالتكفيريين «نابشي القبور، وشاقي الصدور، وقاطعي الرؤوس»، بحسب تعبيره، هم من كانوا «يجاهدون» أيضا في البوسنة!
المهم أن انقلاب نصر الله وتقسيمه المنطقة لمحورين، وإعلانه أن إسقاط الأسد يعني طعنا لظهر «المقاومة»، كل ذلك يعني أن نصر الله ألغى حتى المعادلة السياسية التاريخية القائمة في علاقة الحزب بسوريا، فأيام الأسد الأب كان نصر الله مثله مثل أي سياسي «يدعى» إلى دمشق، بل و«يؤدب» إذا دعت الحاجة، اليوم اختلف الأمر، حيث بات حزب الله هو الحامي الرسمي والمعلن للأسد، وليس حتى إيران، فبحسب خطاب نصر الله فإن الأسد بحمايته، حيث لوح قائلا، أي نصر الله، إنه قادر بـ«كلمتين» على تحريك عدد أكبر من مقاتلي الحزب ومن دون الحاجة للدعوة الشرعية لـ«الجهاد» في سوريا! ومن شأن كل ذلك بالطبع أن يشعل الحرب الطائفية بالمنطقة، سواء بقي الأسد أو رحل.
ولذا فإن خطاب نصر الله كان بمثابة خطاب الانتحار، حيث زالت عنه شعبية من كانوا مضللين فيه، وبات الحزب الآن ملتحفا باللحاف الطائفي، ولا شرعية أخرى له، ولذلك كان الجزء الخاص بمخاطبة أنصار الحزب تغلب عليه اللغة العاطفية، و«الشحاذة» الشعبوية بنبرة تسولية عكس النبرة المتعالية التي تحدث بها نصر الله عن لبنان وسوريا، وحتى عن الأسد، حيث قال نصر الله، ثم استدرك: «يا عمي، الرجال بيعرض عليكم إصلاحات». فهو لم يقل الرئيس، بل «الرجال»، ولذا فمن غير المستغرب الآن أن يقوم نصر الله باستدعاء الأسد للضاحية الجنوبية ببيروت ليقول له ما يجب فعله، وما لا يجب، وعلى غرار ما كان الأسد الأب يفعل مع بعض الساسة اللبنانيين، ومنهم حسن نصر الله نفسه الذي أشعل حريقا طائفيا بالمنطقة لن ينجو منه بكل تأكيد، طال الزمان أم قصر. (3)
وكتب غسان شربل حوارا تحت عنوان: إنسَ سورية، وقال:
* كيف تنظر إلى الوضع في مدينة القصير؟
- الموضوع أكبر من القصير ومن سورية نفسها.
* هل تتوقع نجاح مؤتمر «جنيف-2»؟
- الموضوع الجوهري ليس مدرجاً على جدول أعماله.
* لكن مجريات القتال في سورية مهمة ومعبرة؟
- لا ترتكب خطأ الغرق في اليوميات السورية. إنسَ سورية. لم تعد مهمة بحد ذاتها. إنها مسرح مواجهة أكبر منها. ستتخبط طويلاً في دمها. سورية السابقة التي تشكل عقدة في ملفات الإقليم انتهت. كانت قوتها في الأوراق التي تمتلكها داخل حدود الآخرين. خسرت تلك الأوراق وانقلبت اللعبة. صارت ملعباً بعدما كانت لاعباً. الدول القريبة والبعيدة تمتلك اليوم أوراقاً على الملعب السوري.
* في هذه المقاربة شيء من المبالغة؟
- لا. يمكنك القول إن النظام السوري قد سقط فعلاً ما بقي منه لا يشبه أبداً ما كان. انظر على أرض سورية اليوم معارضة مسلحة تحاول إسقاط النظام الذي يحتفظ بسيطرته على جزء من الأرض. على أرض سورية أيضاً مقاتلون سنة وفدوا من ليبيا وتونس ومصر ودول الخليج والشيشان لإسقاط النظام الذي يتكئ على مقاتلين شيعة لبنانيين وعراقيين وإيرانيين. وعلى رغم كل ذلك أقول لك إن الموضوع الجوهري ليس سورية.
* ما هو الموضوع الجوهري؟
- إنه الاندفاعة الإيرانية التي بلغت المتوسط ورابطت على شواطئه وعلى حدود إسرائيل وتقاوم الآن محاولة قطع الشريان الذي يضمن ديمومة إقامتها. هذه الاندفاعة ثمرة استثمار عمره ثلاثة عقود وكلفته بلايين الدولارات. (5)
عودة مليشيا المستوطنين:
كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، في نهاية الأسبوع، أن الجيش صادق على عودة «ميليشيا المستوطنين» المسلحة في هضبة الجولان السورية المحتلة، التي يطلق عليها اسم «فرق التأهب»، إلى التدرب على السلاح. وقالت الصحيفة إنه على «خلفية التوتر الأمني بين إسرائيل وسوريا خلال الشهور الأخيرة، ساد توتر بين ميليشيا المستوطنين والجيش الإسرائيلي أيضا»، وإن المستوطنين طالبوا خلال الفترة الماضية «بالسماح لهم بالاستعداد لأي سيناريو، وبضمن ذلك احتمال تسلل (مخربين)». (3)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء) (6)
سامر حلاق - حمص - القصير
محمود عروق - حمص - القصير
أحمد منصور عللوه - درعا - حي طريق السد
أنس محمد محاميد - درعا - حي طريق السد
بدر عويد سويدان - درعا - حي طريق السد
عصام ناصر الرفاعي - درعا - حي طريق السد
موفق موسى مسالمة - درعا - حي طريق السد
بلال جمال أبو نبوت - درعا - حي طريق السد
هيثم الخليلي - درعا - حي طريق السد
محمود محمد جمعة الكلش - درعا - معربة
تركي عطا الله المبسبس - درعا - طفس
محمد عبد الفتاح غالب الفلاح - درعا - الصنمين
تامر أيمن البلخي - درعا - بصرى الشام
هاني عبد الإله بركات - درعا - صيدا
صلاح الدين الحاج يونس - حمص - الخالدية
سمير السماعيل - حمص - القصير
عبد الحكيم فرعين - ادلب - معصران
أمينة دياب - ادلب - سرمين
ريما مصطفى دياب - ادلب - سرمين
علي موسى دياب - ادلب - سرمين
أحمد عبد الله دياب - ادلب - سرمين
حسين حمدو الشيخ الدغيم - ادلب - جرجناز
أحمد بطاح - دير الزور -
محمد شكيب أبو حمدة - ريف دمشق - مخيم خان الشيح
حياة عبد الحسيب قدور - ريف دمشق - القلمون: قارة
نجاح علاوي - ريف دمشق - المعضمية
ملك علي الخولاني - ريف دمشق - المعضمية
أبو محمد الليبي - غير ذلك - ليبيا
علاء الدين كمشة - ريف دمشق - دوما
برهان خالد نشناشي - حمص - الانشاءات
سلطي حسين اليوسف - درعا - مخيم اليادودة
عبد المجيد نذير العلي - حلب - ابين سمعان
عمار محمد خير القرصة - ريف دمشق - عربين
أكرم عبد الله دياب - ادلب - سرمين
سارة دياب - ادلب - سرمين
عبد الناصر طه غنام - ادلب - عزمارين
ياسين العلي - درعا - مخيم درعا
مأمون فتحي الحمود - درعا - المحجة
هلا فوزي الشرع - درعا - حي طريق السد
محمد عدنان عيوش - حمص - القصير
محمد خليفة - دير الزور -
فواز فصيح الحمد - دير الزور - البوليل
عيسى مروان الكيصري - دير الزور - الحميدية
أحـمد المشعل - دير الزور - الموحسن
محمد إبراهيم السلامة - دير الزور -
مثنى فارس حمادة - دير الزور -
شام حاكم الاحمد المطرب - دير الزور - الموحسن
عمر عبد الدايم - حمص - بابا عمرو
محمد نور القاسم - حمص - بابا عمرو
عبد القادر حمدو الدغيم - ادلب - جرجناز
مثنى إبراهيم اسبر - حمص - الحولة
حسين حسن المصري - حمص - القصير
خالد رفعت غنوم - حمص - القصير
عبد المنعم صلاح عمار - حمص - القصير
عبد الرحمن سليمان الجاسم - حمص - القصير
عبد السميع الأحمد - حمص - الخالدية
محمد أحمد الضناوي - حمص - القصير
ياسر الشيخ خالد - حمص - بابا عمرو
رامز السمكري - حمص - الوعر
سامر محمد خالد عباس - حمص - القصير
حسن - حمص - تلكلخ
عبد اللطيف مصطفى عوض - حمص - باب السباع
المصادر:
1- الهيئة العامة للثورة السورية.
2- الجزيرة نت.
3- الشرق الأوسط.
4- العربية نت.
5- الحياة.
6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة