..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

حلب بلاكهرباء والظلام يحولها لمدينة أشباح

الراية القطرية

١٠ إبريل ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8130

حلب بلاكهرباء والظلام يحولها لمدينة أشباح
لا كهرباء0.jpg

شـــــارك المادة

في مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا وأبرز مركز اقتصادي في البلاد قبل الحرب، اعتاد السكان على أن يعيشوا من دون تيار كهربائي: الفقراء منهم يضيئون الشموع ويطبخون على الحطب، بينما يبتاع الأغنياء المولدات الكهربائية بأسعار الذهب. ويقول شيخ يزن "حينما أرى مصباحًا مضاءً، أهرع لالتقاط صورة إلى جانبه لم نرَ هذا الأمر منذ أربعة أشهر في الفردوس"، الحي الواقع تحت سيطرة المقاتلين المعارضين في جنوب المدينة.

 

 

وتشهد مدينة حلب معارك يومية منذ تسعة أشهر، ويتقاسم نظام الرئيس بشار الأسد والمقاتلون المعارضون له السيطرة على أحيائها.
ومنذ أشهر، تعاني الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة من انقطاع متكرر في التيار الكهربائي، ما أدى إلى تزايد البطالة وفقدان الكثيرين وظائفهم.

كما انعكس تراجع التغذية الكهربائية انقطاعًا في المياه لأيام متواصلة. وتراجع إنتاج الكهرباء إلى النصف في سوريا منذ بدء النزاع منتصف مارس 2011 بسبب انخفاض كميات الوقود والغاز التي تصل محطات الإنتاج، وذلك بعدما أعاق تدهور الوضع الأمني وصول الصهاريج إليها، بحسب الإعلام الرسمي السوري.

وتأقلم الناس الأكثر فقرًا في حلب على الحياة في غياب التيار الكهربائي، بينما لجأ ميسورو الحال إلى شراء مولدات كهربائية خاصة تعمل على الوقود.

ويقول أحمد "نغسل الملابس على أيدينا، نضيء الشموع، نطهو بإشعال الحطب. في الواقع، نعيش كما في باب الحارة"، في إشارة إلى المسلسل السوري الشهير الذي عرض في الأعوام الماضية، ويجسد حياة السوريين في مطلع القرن العشرين. ويضيف الرجل الأربعيني "لا نستحم سوى مرة كل 15 يومًا لأنه في ظل انقطاع الكهرباء، لا يمكننا تشغيل المضخة التي من دونها لا تصل المياه إلى الطابق الذي نقيم فيه".
ويشرح بأن الثلاجة الكهربائية "لم تعد تبرد منذ فترة طويلة"، وهو ما يعانيه أيضًا عدد كبير من متاجر بيع اللحوم والأجبان والأسماك.

في المساء، تغرق أحياء بكاملها في ظلمة كالحة باستثناء بعض النوافذ التي يخرج منها ضوء خافت. وإزاء هذا الواقع، لجأ بعض التجار إلى مصابيح كهربائية ذات استهلاك متدن للطاقة لإبقاء محالهم مضاءة مع حلول الليل. كما عمد تجار آخرون إلى تبديل طبيعة أعمالهم.

فشيخ يزن الذي فقد متجره لبيع الأحذية في حرائق طاولت الأسواق الأثرية خلال الأسابيع الأولى من المعارك في المدينة الصيف الماضي، انتقل منذ شهرين إلى بيع المولدات.

على زاوية الرصيف حيث وضع نحو 20 مولدًا، يحمل يزن دفتر الفواتير ويقول لفرانس برس "كل يوم، نبيع عشرات المولدات، حتى بعدما ارتفع سعرها من خمسة آلاف ليرة سورية (نحو 50 دولارًا) إلى 15 ألفًا (150 دولارًا)".
وينتقل الشيخ يزن يوميًا إلى أحياء خاضعة لسيطرة النظام لشراء بضاعة جديدة. ويوضح "تقع الأحياء على بعد كيلومتر واحد، لكنني اضطر إلى سلوك طرق التفافية بطول 25 كلم للوصول إليها".

وبعد إعادة شراء المولدات، يضطر إلى عبور الحواجز التي تسيطر عليها القوات النظامية. ويضيف مبتسمًا "يفهمنا عناصر الحواجز بأن علينا أن نقدم لهم فنجان قهوة"، في إشارة إلى الرشى التي يدفعونها لغض النظر عما ينقلونه من بضائع. لكنه مستعد لدفع هذا الثمن لأن تجارة المولدات الكهربائية باتت مزدهرة في حلب. تنتشر على الأرصفة أمام محال تجارية عدة في الاحياء الخاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين، ويطغى ضجيجها على كل ما عداها من أصوات.

في متجره الصغير للحياكة، يعدل محمد على ماكينة خياطة لإنجاز طلبيات. ويقول "لا نشغل المولد سوى ساعة واحدة في اليوم".

 

 

الراية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع