الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3537
شـــــارك المادة
«يتوزعون على مساحة سوريا، وساهموا إلى حد كبير بتحرير الشمال». هذا ما أكدته مصادر المعارضة السورية المقربة من الحركات الإسلامية في توصيفها لـ«جهد» المقاتلين الإسلاميين في ميدان القتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما تزداد مخاوف الغرب من نمو تلك الحركات في الداخل، بعد طرح مسؤولين كثيرين أسئلة عن موقعها في سوريا بعد إسقاط النظام.
ولا يجزم أحد بعدد المقاتلين الإسلاميين، على تنوعهم بين مقاتلين متشددين، وآخرين معتدلين. لكن الثابت، بحسب الناشطين، أنهم «بالآلاف».
ويؤكد أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» أنه «أثناء معركة تحرير الفوج 111 في حلب شارك مئات المقاتلين الإسلاميين في المعركة، ما ساهم في تحرير الموقع العسكري». وأبقى هؤلاء الإسلاميون سيطرتهم على مقر الفوج دون كتائب الجيش السوري الحر.
لكن الواقع أن الكتائب والفصائل المقاتلة في سوريا لا تحصر بالإسلاميين المتشددين، رغم أن معظم المقاتلين يعدون قريبين من الإسلاميين، ويتميزون عنهم باعتدالهم عن المتشددين أمثال جبهة النصرة وغيرها من الفصائل. ففي سوريا اليوم أكثر من خمس جبهات مقاتلة تضم ألوية وكتائب ثائرة يتخطى عديدها المائة ألف مقاتل، وتتشكل من مقاتلين إسلاميين معتدلين وآخرين انشقوا عن الجيش النظامي، وما زالوا يعتنقون الهوية العلمانية في سلوكهم. من هذه التشكيلات «جبهة تحرير سوريا» التي تضم عددا كبيرا من الألوية، وفيها عدد كبير من الإسلاميين المعتدلين، كما أن هناك تجمع «شهداء وألوية سوريا» في جبل الزاوية الذي يعد أكبر تجمع ميداني في إدلب، ويضم 20 ألف مقاتل ويترأسه قائده العام جمال معروف.
واللافت أن تلك التجمعات تعمل تحت مظلة الجيش الحر، وتتمثل في قيادة أركان الجيش الحر، لكنها لا تخضع مباشرة لأوامر القيادة التي شكلت في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وبعد إعادة هيكلة القيادة وتشكيلها، جمعت ألوية وكتائب كثيرة في جبهات وتجمعات، وذابت أخرى، بحيث لم يعد ممكنا السماع بعمليات نوعية لها، كما كانت قبل. لكن بعض التشكيلات بقيت على حالها، رغم انضمامها إلى تجمعات أكبر، مثل كتيبة «خالد بن الوليد» و«الأبابيل» و«صقور حلب» و«أبي الفداء» و«أبو البراء» و«العمري» و«معاوية بن أبي سفيان» و«الفتح» وغيرها.
المخاوف الدولية تؤكدها تصريحات الإسلاميين، فقد نقلت وكالة رويترز عن مقاتلين إسلاميين أجانب في حلب قولهم إنهم يقاتلون من أجل إقامة دولة إسلامية في سوريا، سواء رضي المقاتلون المعارضون السوريون الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد بذلك أم أبوا.
وقالت الوكالة إن هؤلاء «أثاروا في الوقت نفسه مخاوف من أنهم قد ينقلبون على حلفائهم السابقين إذا سقط الأسد لمواصلة كفاحهم من أجل إقامة خلافة إسلامية». ونقلت عن أحد المقاتلين قوله إن «سوريا ستكون إسلامية ودولة قائمة على الشريعة، ولن نقبل غير ذلك. الديمقراطية والعلمانية مرفوضتان كلية».
هذا الواقع ينفيه رئيس جمعية «اقرأ» الشيخ بلال دقماق المقرب من الإسلاميين. ويشير لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الإسلاميين في سوريا ينقسمون إلى عدة أنواع، منهم المتطرف والمعتدل والمتراخي، لكن المتطرف في سوريا ليس له نفوذ كبير، ولا يحظى هؤلاء بحصة الأسد ضمن التشكيلات الإسلامية في سوريا».
ويشرح دقماق أن «عناصر جبهة النصرة التي أدرجتها الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب يتمتعون بليونة تجاه التعاطي مع الآخرين، وهذا ما عزز حضورهم بين أوساط السوريين، وزاد من شعبيتهم، خصوصا أنهم يتمتعون بأفق سياسي وعمل فعال على الأرض»، لافتا إلى أن «النموذج السلفي في العالم العربي تطور وانفتح في الفترة الأخيرة، وهو ما جعله قادرا على استقطاب المؤيدين».
ويشير دقماق إلى أن «كل سوريا يتوزع فيها المقاتلون الإسلاميون، لأن هوية الشعب إسلامية»، جازما بأن هؤلاء «يقاتلون ضد النظام، وليسوا متطرفين، لذلك لا نهتم للأخطاء، لأن الثغرات قائمة في كل الميادين، وليست أساسا للتقييم».
وإذ يؤكد دقماق أن التعبير عن الهواجس الغربية تجاه الإسلاميين في سوريا «خطوة استباقية»، يرى أن المخاوف من الإسلاميين «تنبع من خوف الغرب من حكومة إسلامية قد تنشأ بعد رحيل الأسد، لأنها ستكون العدو الأول لإسرائيل»، مشيرا إلى أن «هذا ما يفسر عدم دعمهم للمعارضة كي ينهكوا المقاتلين والنظام المجرم على حد سواء بغية حماية إسرائيل».
بموازاة ذلك، نقلت وكالة رويترز عن معارضين مسلحين وسكان في حلب قولهم إن المخاوف بشأن الجهاديين مبالغ فيها. ويقولون إن الغرب يستغل ذلك لتبرير عدم إرساله أسلحة يحتاجها المعارضون المسلحون بشدة، وهو ما يطيل سيطرة الأسد على السلطة.
وتختلف الروايات بشأن مدى التنسيق بين الجماعات الأصولية ووحدات الجيش السوري الحر، جماعة المعارضة المسلحة الرئيسية. ويشيد كثير من المعارضين بمهارات الجهاديين التي اكتسبوها في أفغانستان أو العراق، ويقولون بأنهم من أشجع المقاتلين رغم ميلهم إلى العزلة.
ورغم ذلك هناك مخاوف من رؤية هؤلاء المقاتلين الأجانب - الذين يصعب تقدير عددهم - لفترة ما بعد الأسد. ويمكن أن يؤدي رفضهم لدولة ديمقراطية في المستقبل إلى تأجيج الخلاف مع كثير من السوريين الذين يقاتلون النظام.
في هذا الإطار، يكشف أستاذ العلوم السياسية والدراسات الإسلامية في الجامعة الأميركية في بيروت أحمد موصللي عن أن مخاوف الغرب «تنطلق من أن الجماعات التكفيرية المسلحة لا تشكل بديلا فعليا عن النظام في حال سقوطه، في حين أن الدعم الذي حصلت عليه أدى لتعزيز قدراتها على حساب حركات المعارضة الأساسية في سوريا».
ويقول موصللي لـ«الشرق الأوسط» إن مخاوف الغرب مبررة؛ «لأن تلك المجموعات التكفيرية ستقضي على إقامة دولة مدنية معتدلة لصالح إقامة إمارات إسلامية»، لافتا إلى أن «المخاوف التي عبرت عنها الولايات المتحدة تجاه جبهة النصرة، هي مؤشر على أنها لا تريد أن توفر لتلك الحركات ظروف الاستمرار».
ويوضح موصللي، الخبير في الحركات الإسلامية، أن «هذه الحركات، من خلال عملياتها داخل سوريا، تشير إلى أن استمرارها بات يهدد إسرائيل ودولا إقليمية أخرى في حال حصولها على أسلحة كيماوية وغيرها، ما سيجعل دول المنطقة عرضة لإرهاب إقليمي»، مشيرا إلى أن «نجاح تلك الحركات الإسلامية في مهمتها في سوريا، سيجعلها قادرة على الدخول إلى دول إقليمية مثل الأردن ولبنان والعراق وتركيا، وهي دول يسعى الغرب للحفاظ على استقرارها». وإذ يؤكد موصللي أن الغرب «لن يسمح لها بتسلم السلطة وهي متشرذمة ولا يجمعها مع المعارضة السورية إلا عداوة النظام»، يرى أنه «من الآن فصاعدا ستتوجه دول كبرى لتخفيض دعمها العسكري للمعارضين السوريين؛ لأن قسما منه سيذهب إلى جماعات راديكالية».
* التشكيلات الإسلامية المقاتلة في سوريا
* تشير مصادر مقربة من الفصائل الإسلامية في سوريا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ثقل المقاتلين الإسلاميين موجود في الشمال». وتلفت إلى أن مدينة حلب «تعد معقل الكتائب الإسلامية المقاتلة، حيث يتوزع فيها عناصر لكتيبة الفاروق ولواء التوحيد الذي نجح في السيطرة على قسم كبير من مدينة حلب، وانضم مؤخرا إلى جبهة تحرير سوريا التي تعد الجبهة الإسلامية المعتدلة، وتضم نحو 60 ألف مقاتل». وفي حلب وإدلب، يتوزع الكثير من المقاتلين الإسلاميين على مختلف تسمياتهم، منهم «جماعة الطليعة الإسلامية» في إدلب، و«كتائب أنصار الشام» على الحدود التركية.
إلى جانب هذه الجبهة، هناك «الجبهة الإسلامية السورية» التي تضم كلا من كتائب أحرار الشام في كافة المحافظات، لواء الحق في حمص، حركة الفجر الإسلامية في حلب وريفها، جماعة الطليعة الإسلامية في ريف إدلب، كتائب أنصار الشام في اللاذقية وريفها، كتيبة مصعب بن عمير في ريف حلب، جيش التوحيد في دير الزور، كتيبة صقور الإسلام، كتائب الإيمان المقاتلة، سرايا المهام الخاصة، كتيبة حمزة بن عبد المطلب في دمشق وريفها.
أما دمشق، فتحولت إلى وجهة للمقاتلين الإسلاميين منذ إطلاق عملية تحريرها في الصيف الماضي. وتقول المصادر إن أبرز التشكيلات الإسلامية في دمشق وريفها، هي لواء البراء الذي تبنى عملية اختطاف الزوار الإيرانيين، ولواء التوحيد، ولواء الصحابة، وكتائب «الصحابة» وكتيبة «شهداء الرازي»، و«لواء الإسلام»، وهي المجموعة التي تبنت تفجير مكتب الأمن القومي في دمشق.
كما توجد في العاصمة كتيبة صقور الإسلام، وكتيبة كتائب الإيمان المقاتلة، وغرباء الشام وأحرار الشام وكتيبة سرايا المهام الخاصة، كتيبة حمزة بن عبد المطلب، وكتائب «أم المؤمنين» وغيرها من التشكيلات الإسلامية، إلى جانب «جبهة النصرة» التي تعتبر أكثر التشكيلات استقطابا للمقاتلين، وتوجد في مختلف أنحاء سوريا. التشكيلات الإسلامية المقاتلة في سوريا تشير مصادر مقربة من الفصائل الإسلامية في سوريا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ثقل المقاتلين الإسلاميين موجود في الشمال». وتلفت إلى أن مدينة حلب «تعد معقل الكتائب الإسلامية المقاتلة، حيث يتوزع فيها عناصر لكتيبة الفاروق ولواء التوحيد الذي نجح في السيطرة على قسم كبير من مدينة حلب، وانضم مؤخرا إلى جبهة تحرير سوريا التي تعد الجبهة الإسلامية المعتدلة، وتضم نحو 60 ألف مقاتل». وفي حلب وإدلب، يتوزع الكثير من المقاتلين الإسلاميين على مختلف تسمياتهم، منهم «جماعة الطليعة الإسلامية» في إدلب، و«كتائب أنصار الشام» على الحدود التركية.
كما توجد في العاصمة كتيبة صقور الإسلام، وكتيبة كتائب الإيمان المقاتلة، وغرباء الشام وأحرار الشام وكتيبة سرايا المهام الخاصة، كتيبة حمزة بن عبد المطلب، وكتائب «أم المؤمنين» وغيرها من التشكيلات الإسلامية، إلى جانب «جبهة النصرة» التي تعتبر أكثر التشكيلات استقطابا للمقاتلين، وتوجد في مختلف أنحاء سوريا.
المرصد الاستراتيجي
هيئة الشام الإسلامية
أحمد عبد السلام
العربية نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة