عبد الكريم الحطاب
تصدير المادة
المشاهدات : 2752
شـــــارك المادة
الفرق بين مجازر العراق وسوريا هو فرق زمني فقط، وإلا فكل شي تشابه في بشاعة الإبادة الجماعية التي لم يرتكبها الأسبان مع المسلمين في محاكم التفتيش المشئومة. لفرق الزمني يا سادة هو 7 سنوات فقط، وتعمدت أن أكتبها رقماً لأننا في عصر الأرقام، فلا نشاهد عبر القنوات التلفزيونية إلا أرقاماً للقتلى والمصابين والنازحين في سوريا.
في عام 2004م بدأت حرب إبادة السنة في العراق على الهوية، والغاية عند المجرمين تبرر الوسيلة، فأعضاء مقطعة وأطفال مشردين ونساء مغتصبات. وفي عام 2011م بدأت في سوريا والحال هو الحال، فالمناظر تطابقت والصيحات ذاتها والعدو واحد.. !! (والإجابة منا هي الإجابة لم تتغير)، سكوت ثم تحذير ثم تهديد حتى ذهبت العراق سابقاً ونسيان بعدها كل شي. أتساءل فقط: أين ستكون هذه المجازر بعد سنة أو سنتين أو خمس أو سبع..؟؟ لو سألتم قبل بِضع سنين أهل حمص أو حماة أو إدلب أو غيرهم من المدن المنكوبة، هل كانوا يتصورون أن مجازر بغداد والفلوجة ستكون يوماً عندهم؟ ماذا تتوقعون الإجابة منهم؟؟ لماذا إذاً تعلمنا النسيان أكثر من أن نتعلم العبر والسنن؟؟ لماذا عدونا لا ينسى أساليب الرعب والإرهاب التي يعلمها لميلشياته وأحزابه وأتباعه، ونحن ننسى المآسي والآلام التي ذقناها منه؟؟ أليس في تطابق الأحداث والصور والنكبات بين القرامطة وابن العلقمي والصفويين وبين المالكي ونصر الشيطان وبشار ونجاد عبرة؟؟ لنقرأ التاريخ جيداً أين نجد مرة واحدة لا أكثر منذ أكثر من ألف عام؛ راعوا شيخاً أو طفلاً وامرأة في جرائمهم؟؟ ولنقرأ التاريخ؛ هل وقفوا يوماً في صف المسلمين ضد الصليبيين أو النصارى في حروبهم لديار المسلمين؟؟ أم كانوا عوناً لهم؟؟ ولنقرأ التاريخ أيضاً ولنبحث عن موضع نصرة أو فتح قام به الباطنيون في الإسلام..!! إنني أعرف أننا نحفظ الإجابات لكنني لا أفهم (هل نحن استثناء) مما يحصل حولنا؟؟ إنه لو قيل لشخص أن ناراً عظيمة اشتعلت في بيت جارك، أو لصاً ارتكب مجزرة في أهله، وسرق ماله ثم سمعنا بها مرة أخرى في بيت جار آخر، فهل سيقول هذا لا يعنيني!! ؟؟ إنني أجد اليوم بعض المفكرين والدعاة ينظرون ولا يعملون، ويساهمون بتخدير الناس وهم لا يشعرون، الخطر والعدو يدق أبوابنا، وما زال خطابهم الوعد بنصر الله والتبشير بالتمكين دون بذل الأسباب الكافية لذلك!! بعضهم لا زال يردد: (إننا أمة وهم طائفة، ولا خوف على أمة من طائفة)، وإني لا أعجب من هذا الشعار الذي لم يحقن دماً أو يخيف عدواً أو يشد صفاً أو ينصر مظلوماً، وأتساءل: ما قيمته إذن؟ إنه شعار حق فقط في زمن تكون السيادة فيه لأمة (تقول وتعمل)، وإلا فإنه يصبح أداة تخدير لقتل الهمم. والتاريخ يشهد أن طائفة تغلب أمة نائمة، فاليهود يملكون زمام الاقتصاد في العالم ويستبيحون دماء أمة المليار ونصف من سنين وهم طائفة، والفاطميون حين بدؤوا مشروعهم كانوا طائفة حتى ملكوا مصر وتونس والشام، والنصيرية طائفة ولها عقود جاثمة على صدور أهل السنة في سوريا.. إن التهوين من طائفة أمام أمة عظيمة لا قيمة له إذا لم يتبعه عمل وإلا سنندم كما ندم من قبلنا. إن عدونا اليوم قد تترس بالطائفية واستحضر النصوص الدموية المدونة في كتبه ليمد حماس أتباعه بمزيد من القتل والتنكيل بنا بغية الجنة ونعيمها كذباً وزوراً. ونحن هنا لا زال بعض مفكرينا ودعاتنا يحذرون ويرددون (لا للطائفية)، وهو شعار يطرب له العدو ويحفظه أتباعه وعملاؤه في كل مكان، ويلمعه الإعلام عبر بعض دعاتنا ومفكرينا فتنة للمتبوعين. وتتجرع الأمة سمومها بأيدينا لا بيد العدو!!. فما هي الطائفة في عرفهم؟ وهل طائفة أو أمة تحتكم للعدل والإنصاف باتباع القران والسنة كطائفة محرفة تستبيح دماء المسلمين وتقتل كل من لا يشاركها المعتقد؟ إن الطائفية –برأيي- اليوم أصبحت مطلباً لحفظ دمائنا ودماء إخواننا في العراق وسوريا، فهي تشكل قوة طالما أن الأنظمة لا ترد عدواً، وتساوي بين العميل من أبنائها والشريف، فماذا لو قلت: إني سني وأتحزب للسنة؟ أليست هي منهج الإسلام وطريقه؟ ولماذا يستمر عدوي بقتلي واستباحة دمي ويستثمر ضياع هويتي وانتمائي ولا أرد بلغته وبمنهجه؟؟ إن مشروع عدونا - إيران - قائم على الطائفية ونجح في استغلالها، ولو كنا طائفيين من المغرب إلى المشرق لم يكن لها ولا لأذنابها أن تسيل قطرة دم مسلم واحد. إن طائفيتنا ليس فيها ظلم أو استباحة دم؛ لأننا نتفيأ تحت ظلال الشرع، ولو فتشنا التاريخ كم مرة استباحوا دماءنا؟ وكم مرة عاملناهم بالحسنى والعدل؟ فلما نخشى من طائفيتنا عليهم!! إن الحقيقة التي يجب أن نصارح بها العلماء والمفكرين والدعاة، أنهم لا يقومون بدورهم المأمول، فغالب ما يطرح عندهم تنظير لا يحمل خططاً عملية، فهذه سبع سنوات عجاف مرت كشف العدو قناعه، ورفع رايات إجرامه صريحة بلا تلبيس، فماذا فعلوا هم؟ أين هي مؤسساتهم وجمعياتهم وقنواتهم التي أنشئت لتوعية الناس وتوجيههم؟؟ وأين هي خططهم لغزو هذا العدو وإيقافه؟؟ غالبية ما كان -ولا زال- يطرح كلمات عابرة أو محاضرات تحذر وتبين لكنها تفتقد للعمل الفعلي، ومن أراد الهروب من واقعه تعذر بالأنظمة رغم التوجه الرسمي الموافق لصد هذه الهجمة. وبعضهم لا زال يعتقد أن مواجهة العدو وجرائمه يبقى الدور الأول فيه بيد السلطة، والسؤال لهم: إذا لم تكن السلطة مواكبة لحجم الكارثة هل نقف نتفرج حتى تطرق أبوابنا؟ إن دوركم لا يكفي بحلقة أو محاضرة أو شريط أو برنامج تلفزيوني، إن واقع أمتكم بحاجة لما هو أعظم بكثير، وإن بقاءكم على ما أنتم عليه فيه خداع لأنفسكم، ومتى وجد الشيطان الرغبة والهمم العالية للعمل أشغلها بما هو أدنى. إننا نملك كل مقومات الرد والنهوض، وعدونا ممزق من الداخل، يستند لعقيدة هشة هي وقوده في مشروعه، يمكننا لو صدقنا واتحدنا و(عملنا) أن نهدم مشروعه، وأولى هذه الخطوات بالعمل لنصرة أهلنا بالشام. إنني أذكركم يا علماء ويا مفكرين ويا عامة الناس -وأنا منهم-: هي سبع سنوات فقط.. تكررت الأحداث فيها بتفاصيلها؛ فلا فرق بين بشاعة القتل بالعراق وسوريا، فأين ستكون مجازرهم غداً؟؟
هبة الله شتا
عبد الله الحريري
داود البصري
حسان العمر
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة