الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 2864
شـــــارك المادة
ناقضت إيران نفسها مرتين بعد تصريحات واعترافات «مثيرة للجدل» أدلى بها القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني «الباسدران» الجنرال محمد علي الجعفري أول من أمس عن وجود عناصر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان بصفة «استشاريين»، وعن استعداد قواته الدفاع عن نظام الرئيس السوري إذا تعرضت سوريا إلى هجوم.
وطلب لبنان من السفارة الإيرانية في بيروت «توضيحا رسميا» حول التصريحات التي أدلى بها الجنرال الجعفري، لكن الرد الإيراني جاء متناقضا.
فقد نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست في حديث لقناة «العالم» الإيرانية أي وجود عسكري لإيران في المنطقة و«خاصة في سوريا». واعتبر أن ما نقل عن كلام قائد الحرس الثوري عن وجود عناصر من الحرس في لبنان وسوريا «مغلوط وانتقائي».
لكن تصريحات المتحدث تناقضت مع توضيحات السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي الذي قال إن كلام الجنرال الجعفري «أتى جوابا عن سؤال يتعلق بوجود عناصر الحرس الثوري الإيراني في لبنان وسوريا، وكانت إجابة قائد الحرس محمد علي جعفري تتناول الوضع السوري»، أي إن قوات الحرس الثوري الإيراني موجودة في سوريا فقط وليس في لبنان.
وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان استقبل السفير الإيراني وتباحثا فيما تناقلته وسائل الإعلام عن وجود عناصر من الحرس الثوري في لبنان، حيث نفى السفير ذلك، موضحا أن هذا الكلام أتى جوابا عن سؤال يتعلق بوجود عناصر الحرس الثوري الإيراني في لبنان وسوريا، وكانت إجابة قائد الحرس محمد علي جعفري تتناول الوضع السوري. وقد طلب الرئيس سليمان توضيح ذلك رسميا من السلطات الإيرانية المختصة.
وقد أثارت التصريحات الإيرانية الكثير من الانتقادات في الشارع اللبناني. وبينما أعرب النائب علي خريس عضو كتلة «التحرير والتنمية» التي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن اعتقاده بأن «ما قيل بخصوص وجود فيلق القدس في سوريا ولبنان (فيه نوع من المبالغة)». قائلا: «أنا لم أرَ وأسمع عن الحرس الثوري في الجنوب أو في أي منطقة أخرى»، رأى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أن تصريحات جعفري «تغذي الانقسام المذهبي الذي هو أخطر شيء على الثورات العربية». وقال جنبلاط: «نحن بغنى عن التصريح الذي يثير لأكثر من علامة استفهام، وكأن الشعبين اللبناني والسوري بحاجة إلى دروس ونصائح في المقاومة والكرامة»، لافتا إلى أن «الشعب اللبناني ناضل بأكمله في سبيل التحرير والتخلص من الاحتلال كما في سبيل الحرية والسيادة والاستقلال قبل وصول الدعم الإيراني، وللتذكير فإننا اليوم نمر بذكرى انطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية التي وضعت المداميك الأولى لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. والشعب السوري يسطر يوميا بطولات في النضال من أجل الحرية والكرامة، وهو ليس بحاجة لدروس لا سيما أن تاريخه الوطني مشرف جدا في مواجهة الاحتلال والتحرر من الانتداب».
وحذر عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت من أنّ السلطات الإيرانيّة تسعى جاهدة لجعل لبنان بأكمله قاعدة متقدّمة للحرس الثوري الإيراني عبر سلاح حزب الله، متوجها بالسؤال إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع فايز غصن «هل عناصر الباسدران في لبنان موجودون بصفة شرعية». وقال فتفت في بيان أصدره أمس «اعترف الجنرال محمد علي جعفري القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني (الباسدران)، في مؤتمر صحافي، بأن طهران أرسلت إلى لبنان وسوريا عددا غير محدّد من عناصر فيلق القدس التابع للباسدران بصفة استشاريّة؟. فإذن لم يعد التدخّل الإيراني المباشر في الحرب على الشعب السوري تهمة ملفقّة كما كان البعض يحّب أنّ يسميها بل إقرار بأن طهران طرف مباشر في الاعتداء على الربيع العربي في سوريا دعما للرئيس الأسد ونظامه». وسأل «هل هذه العناصر تتعاطى بصفة استشاريّة مع الجيش اللبناني؟ وإذا كان الجيش لا دخل له بهذا الموضوع، وهذا ما أعتقده، فبأي صفة عسكريّة رسميّة يوجد هؤلاء في لبنان؟».
وفي أول تعليق له على هذا الاعتراف، رأى رئيس الأركان في الجيش السوري الحر العقيد أحمد حجازي، أن «الشعب السوري يعرف منذ البداية أن إيران هي جزء من المشكلة، وليست طرفا حياديا أو واسطة خير». وأكد حجازي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «إيران ومنذ بداية الثورة تقدم الخبراء في مجالات الاتصالات والأمن والقناصة وقمع المتظاهرين، وتوفد المقاتلين سواء من الحرس الثوري ومن جماعة مقتدى الصدر وحزب الله في لبنان، لتقديم كل أنواع الدعم للنظام السوري، وهؤلاء شاركوا في قتل الشعب السوري، والجيش الحر ألقى القبض على البعض من هؤلاء، كما قتل عددا منهم». وقال «المطلوب من النظام الإيراني أن يكفّ يده، ومطلوب من الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) أن يعلن أن النظام السوري قاتل لشعبه، وأن يسحب كل خبرائه ومقاتليه من سوريا لأننا لا نقبلهم بهذا الشكل».
إلى ذلك اعتبر المعارض السوري هيثم المالح، أن «ما أدلى به قائد الحرس الثوري الإيراني هو دليل واضح على أن إيران تشارك العصابة الحاكمة في سوريا بقتل الشعب السوري». وأوضح المالح لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذا الاعتراف ليس الأول، فمنذ أيام قال (المرشد الأعلى في إيران علي) خامنئي، إننا ندعم خطة بشار الأسد للقضاء على المجموعات المسلحة، ولذلك هم شركاء مع النظام السوري ليس من الآن، إنما منذ ما قبل الثورة، لكن بعد الثورة اشتركت إيران بفاعلية كبرى بقتل الشعب السوري، سواء بإرسال المقاتلين أو العتاد أو الخبراء ومطاردة الثوار وقتلهم».
أسرة التحرير
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة