الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 3172
شـــــارك المادة
قتل 20 فلسطينيا على الأقل، وأصيب نحو 25 آخرين، الليلة قبل الماضية، في قصف مدفعي بالهاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين داخل العاصمة السورية دمشق.
ونقلت وكالة «سما» الفلسطينية أمس الجمعة عن مصادر إعلامية قولها إن «عشرين شخصا استشهدوا جراء سقوط قذائف على شارع الجاعونة وقت الإفطار في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة السورية دمشق». وقالت «إن الجيش السوري النظامي، ومع أذان صلاة المغرب تماما، أطلق عددا من القذائف في منطقة موقف (أبو حسن) بشارع الجاعونة، وسط شارع فلسطين الرئيسي في المخيم، مما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات».
في هذا الوقت أعلن الناشط في «المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان» في مخيم اليرموك حسيب محمد، أن «المجزرة التي ارتكبت في المخيم مقصودة». وأكد في اتصال مع «الشرق الأوسط» أن «ما يثبت أن المجزرة مقصودة هو سقوط ثلاث قذائف خلال دقيقتين في نفس المكان داخل شارع الجاعونة في المخيم». وقال «لقد تحققنا من مصدر القذائف فتبين أنها أطلقت من موقع مدفعية النظام السوري في جبل قاسيون فوق القصر الجمهوري». وعزا السبب إلى «عدم رضا النظام السوري على الحراك الفلسطيني، خصوصا بعد انتفاضة المخيم والدعم الذي يقدمه للعائلات السورية المضطهدة، ولكون المخيم يؤوي أكثر من 15 نازحا سوريا من أحياء التضامن والحجر الأسود ويلدا والقاعة، ولكونه على تماس مع هذه الأحياء الساخنة». ولفت إلى أن «أربع قذائف أخرى سقطت اليوم (أمس) على شارع فلسطين وهناك أنباء عن سقوط ضحايا». موضحا أنه «جرى تشييع حاشد لشهداء المجزرة بعد صلاة الجمعة، وردد المشيعون خلاله هتافات منددة بالنظام السوري وبـ(الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة) أحمد جبريل».
إلى ذلك أكد ضابط قيادي في الجيش السوري الحر، أن «النظام السوري يحاول منذ مدة إدخال العامل الفلسطيني في الأزمة السورية». وقال لـ«الشرق الأوسط»، «منذ مدة قتل جنود (الرئيس السوري) بشار الأسد عناصر من منظمة التحرير الفلسطينية واتهم الجيش الحر بقتلهم، كما حاول تصدير الأزمة إلى الأردن ولم ينجح، والآن لم يعد يجد أمامه إلا مخيم اليرموك لينفس أحقاده فيه». متهما أحمد جبريل بـ«إقحام الشعب الفلسطيني في الأزمة السورية للتخفيف عن حليفه المتهاوي بشار الأسد في محاولات مدروسة». مؤكدا أن «مجزرة اليرموك حصلت بتوقيع الأسد وأحمد جبريل معا».
وأثار الهجوم المدفعي على مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا الليلة قبل الماضية، غضبا فلسطينيا عارما، وأدانت الرئاسة الفلسطينية وحماس وفصائل أخرى، «الجريمة النكراء» التي ارتكبت بحق الفلسطينيين هناك، والتي راح ضحيتها العشرات بين «شهداء وجرحى»، من المواطنين العزل.
ومن جانبها هاجمت الرئاسة، مسؤول الجبهة الشعبية القيادة العامة، أحمد جبريل ووصفت دوره «بالدور المشبوه» الذي يقوم به هو وفصيله، «بالزج بأبناء شعبنا ومخيماتنا في أتون دائرة العنف الدموي الدائرة في سوريا، وتحويلهم إلى وقود لهذه المحرقة».
وجددت الرئاسة، موقف الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، وتحييد المخيمات سواء في سوريا أو لبنان أو أي مكان آخر من دول الشتات، وإخراجها من دائرة الصراع والعنف الدموي.
كما طالبت بوقف فوري لجميع أعمال القتل والتدمير في المخيمات، وتوفير الحماية لسكانها بمن فيهم الأشقاء السوريون كي يبقى المخيم عنوانا للأمن والأمان.
وأدانت حركة حماس الجريمة، وقال رئيس الوزراء المقال في غزة إسماعيل هنية، «نعبر بكل الغضب والألم عن استنكارنا وتنديدنا لمجزرة مخيم اليرموك ونطالب بتحييد المخيمات الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني من آثار ما يحصل على الساحة السورية فهو شعب ضيف وينتظر لحظة العودة إلى أرض فلسطين والدماء التي سقطت بالأمس عزيزة علينا».
وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، «إننا في حركة حماس ندين بشدة الجريمة البشعة التي استهدفت مخيم اليرموك والتي راح ضحيتها أكثر من 20 شهيدا وعشرات الجرحى من أبناء شعبنا الفلسطيني».
أسرة التحرير
نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة