..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

الجدل السياسي يتصاعد في الغرب حول الخيارات الممكنة في سوريا

الشرق الأوسط

١ يونيو ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2884

الجدل السياسي يتصاعد في الغرب حول الخيارات الممكنة في سوريا
211.jpeg

شـــــارك المادة

منذ مجزرة الحولة الجمعة الماضي أصبح الوضع السوري محور التحركات السياسية بين الدول الغربية التي كثفت جهودها للسعي للضغط على الحكومة الروسية لتغيير مواقفها من الوضع في سوريا، وشهدت المفاوضات تصعيدا غير مسبوق بين إشارات فرنسية لإمكانية تدخل عسكري، ودعوة لمناطق آمنة من الخارجية البلجيكية، إلى الحديث عن إمكانية التحرك في إطار خارج مجلس الأمن من طرف أعضائه، والذي جاء على لسان سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس.

 

وانتقدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس معارضة روسيا لتحرك في الأمم المتحدة حول سوريا، محذرة من أن السياسة الروسية يمكن أن تساهم في اندلاع حرب أهلية. وقالت كلينتون أمام جمهور غالبيته من الطلاب في كوبنهاغن إن الروس «يقولون لي إنهم لا يريدون حربا أهلية، وقلت لهم باستمرار إن سياستهم ستساهم في اندلاع حرب أهلية». وحذرت من أن أعمال العنف في سوريا يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية أو أن تتحول إلى حرب بالوكالة بسبب دعم إيران لنظام الرئيس بشار الأسد.

وقالت «يجب أن نقنع الروس لأن المخاطر التي نواجهها فظيعة». وتزور كلينتون الدنمارك في أول محطة ضمن جولة اسكندنافية.

وقالت إن غياب دعم الأمم المتحدة لتحرك في سوريا بسبب معارضة روسيا بشكل رئيسي يجعل الاستجابة للأزمة كما فعل المجتمع الدولي في ليبيا العام الماضي، «أكثر صعوبة». وأضافت أن «القتل المستمر للأبرياء من جانب كل من الجيش والميليشيات الموالية للحكومة وبشكل متزايد من قبل المعارضة (...) يمكن أن يتحول إلى حرب أهلية تمزقها الانقسامات المذهبية التي قد تأخذ شكل حرب بالوكالة في المنطقة».

وقالت «لنتذكر أن إيران موجودة بعمق في سوريا.. وجيشها يقوم بتدريب الجيش السوري. فيلق القدس الذي هو أحد فروع الجيش، يساعدهم في تشكيل هذه الميليشيات المذهبية». وأضافت «نعلم أن الأمر يمكن أن يصبح أسوأ بكثير مما هو عليه الآن».

وتلقت كلينتون أسئلة صعبة بشأن ما الذي يمكن أن يدفع الولايات المتحدة ودولا أخرى للتحرك عسكريا في سوريا.

وعرضت حجج الولايات المتحدة في رفض التدخل العسكري في سوريا في الوقت الحالي على النقيض مما حدث في ليبيا، حيث ساعدت غارات جوية قادها الغرب العام الماضي على إنهاء حكم معمر القذافي.

وقالت وزيرة الخارجية إن المجتمع السوري أكثر تنوعا وبه انقسامات عرقية أكبر ولا توجد معارضة موحدة، كما أن دفاعات سوريا الجوية أقوى وقدرات جيشها تفوق كثيرا قدرات جيش القذافي. وأكدت أنه علاوة على ذلك لا يوجد تأييد دولي بسبب معارضة روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي حيث استخدمت موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) مرتين لمنع صدور قرار ضد سوريا.

وأضافت «يقول الروس لنا دائما إنهم يريدون فعل كل ما بوسعهم لتجنب نشوب حرب أهلية لأنهم يعتقدون أن العنف سيكون كارثيا.. إنهم يشبهونه دائما بما يكافئ حربا أهلية لبنانية كبيرة للغاية وهم يزعمون أنهم يوفرون تأثيرا داعما للاستقرار. أعتقد أنهم في الحقيقة يدعمون النظام في وقت ينبغي أن نعمل فيه بشأن عملية انتقال سياسي»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت كلينتون للطلاب إن الكثافة السكانية في سوريا تزيد احتمالات وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين في أي عمل مسلح.

وأضافت «نفكر في كل هذا، يجري التخطيط على المستويات المدنية والإنسانية والعسكرية لكن العوامل غير متوفرة». وقالت كلينتون إنها أبلغت موسكو بأن فرص نشوب حرب أهلية شاملة في سوريا ستكون أكبر إذا لم يتحرك العالم.

ولم تتحدث كلينتون عن أي بدائل لجهود السلام التي يقوم بها كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية. وقالت «نحاول مواصلة الدفع بكل الوسائل لدعم كوفي أنان بصفته صوتا مستقلا لأن السوريين لن يستمعوا إلينا، ربما يستمعون إلى الروس لذا كنا نضغط عليهم».

وردا على سؤال بشأن إمكانية أن تدرس الولايات المتحدة التحرك بشأن سوريا من دون قرار صريح من مجلس الأمن، وهو احتمال لمحت إليه السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة أمس، قالت كلينتون إن واشنطن تخطط لكل الاحتمالات لكنها تؤيد بقوة خطة أنان «في الوقت الحالي».

من جهته، أكد سفير الولايات المتحدة لدى الحلف الأطلسي، إيفو دالدير، أنه «ليس هناك أي نقاش جار داخل حلف شمال الأطلسي للتدخل عسكريا في سوريا لأن الظروف لم تتوفر». وأضاف إيفو دالدير خلال نقاش على الإنترنت «لم نجر أي نقاش وليس هناك أي استعدادات جارية داخل حلف شمال الأطلسي لأي تدخل عسكري محتمل في سوريا».

وأكد أن «دول حلف شمال الأطلسي تعتقد في الوقت الراهن أن مسألة التدخل، التي تكون دائما معقدة، ليست مطروحة على الطاولة». ولكن «بالطبع تتابع جميع الدول بكثير من الاهتمام الوضع» في الوقت الذي يستمر فيه العنف بعد مجزرة الحولة (وسط سوريا) التي خلفت نحو 100 قتيل.

وقال السفير الأميركي إنه «ليست هناك دعوات في المنطقة أو من طرف المعارضة السورية لتدخل حلف شمال الأطلسي عسكريا». وبالإضافة إلى ذلك «لا يوجد أساس قانوني دولي» للتدخل اعتمادا على قرار صادر عن مجلس الأمن، «وهذا ما حدث في ليبيا، ولا يبدو أن الحال نفسه ينطبق على سوريا».

من جهتها، ردت وزارة الخارجية الفرنسية أمس على تصريحات رايس بأن فرنسا ترغب في بحث كل الخيارات لحل الأزمة السورية لكن في إطار مجلس الأمن الدولي، وأن خطة السلام التي طرحها المبعوث الدولي كوفي أنان تمثل الفرصة الأخيرة. وذكرت الوزارة في إفادة صحافية يومية «فرنسا تدعم خطة مبعوث الأمم المتحدة الخاص والجامعة العربية من دون أن تستبعد أي خيار لإنهاء الأزمة في إطار مجلس الأمن».

وترى مصادر دبلوماسية أوروبية تحدثت إليها «الشرق الأوسط» في باريس أن الغربيين «بحاجة ماسة لتنسيق المواقف والتحدث بلغة واحدة» مع الروس بشأن الأزمة السورية بشكل عام. ومن مظاهر الاختلاف بينهم أن بلدان الاتحاد الأوروبي لم تستطع التوصل إلى قرار موحد بشأن طرد السفراء والدبلوماسيين السوريين من عواصمها «بسبب المصالح المتضاربة» وفق ما قاله مصدر فرنسي. كذلك يتبين التخبط الغربي في الحكم على ما تقوم به روسيا. فبينما اتهمتها وزيرة الخارجية الأميركية بـ«تأجيج الحرب الأهلية» بسبب مواقفها، فإن المستشارة ميركل أشادت أمس بالخط الذي تنتهجه موسكو. وقالت ميركل أمس في مؤتمر صحافي إنها «تريد الإشارة إلى أن روسيا تعاونت بشكل بناء في ما خص الأزمة السورية في مجلس الأمن الدولي».

والمثل الآخر على التخبط الأوروبي - الغربي أن وزير خارجية بلجيكا ديديه ريندرز اقترح أول من أمس التركيز على إقامة «مناطق آمنة» تحميها قوة دولية، بينما أمين عام الحلف الأطلسي يرى أنه «لا دور عسكريا» للحلف في سوريا. وفي أي حال، تستبعد المصادر الأوروبية حصول عملية عسكرية ضد القوات السورية بأي شكل من الأشكال «في الزمن المنظور» وعلى الأقل قبل الانتخابات الأميركية الرئاسية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) القادم «رغم الاستخدام السياسي الداخلي للأزمة» لشن هجوم على الرئيس أوباما واتهامه بـ«الضعف» في الرد على تحديات الأسد.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أول من أمس إنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات سريعة للضغط على سوريا لحملها على إنهاء حملتها التي مضى عليها 14 شهرا على المعارضة، فإن الدول الأعضاء في المنظمة الدولية قد لا تجد أمامها من خيار سوى التحرك خارج إطار الأمم المتحدة.

وكانت رايس تتحدث للصحافيين بعد أن أدلى جان ماري جوهينو نائب الوسيط الدولي كوفي أنان أمام مجلس الأمن الدولي بتقييم متشائم عن آثار جهود أنان لوقف العنف في سوريا. وقالت رايس إن الصراع في سوريا قد ينتهي بأحد ثلاثة أشكال: الشكل الأول سيكون إذا قررت حكومة الرئيس بشار الأسد الوفاء بالتزاماتها بموجب خطة أنان للسلام ذات النقاط الست، ومنها وقف الهجمات العسكرية على المدن السورية وسحب الأسلحة الثقيلة وإعادة القوات إلى ثكناتها والحوار مع المعارضة بشأن «الانتقال السياسي». والخيار الثاني سيكون قيام مجلس الأمن باتخاذ إجراء للضغط على دمشق لتلتزم التزاما كاملا بخطة أنان. وليس متوقعا أن تسفر الأحداث عن أي من هذين التصورين لأن دمشق لم تبد اهتماما بالوفاء بالتزاماتها، وأوضحت روسيا أنه ليس واردا اتخاذ أي تحركات في مجلس الأمن لزيادة الضغط على حكومة الأسد من خلال العقوبات.

وأضافت رايس أنه «في غياب أي من هذين التصورين فإنه يبدو أن هناك بديلا واحدا آخر، وهو حقا أسوأ التصورات»، وقالت إنه مما يبعث على الأسف أن ذلك في ما يبدو هو «التصور الأرجح». وقالت السفيرة الأميركية عن هذا التصور «إن العنف سيتصاعد والصراع ينتشر ويشتد، وتتورط فيه بلدان في المنطقة، ويتخذ أشكالا طائفية على نحو متزايد ويصبح لدينا أزمة كبيرة لا في سوريا وحدها وإنما في المنطقة كلها».

وأضافت أنه حينئذ تكون خطة أنان قد ماتت ويتحول العنف في سوريا إلى «حرب بالوكالة تأتي فيها الأسلحة من كل الأطراف».

وقالت إنه لن يبقى بعد ذلك أمام «أعضاء هذا المجلس وأعضاء المجتمع الدولي إلا خيار دراسة ما إذا كان لديهم استعداد للتحرك خارج إطار مبادرة أنان وسلطة هذا المجلس». ولم تشرح ما هو التحرك الذي كانت تقصده.

من ناحيته، قال السفير الألماني بيتر فيتيج، إن أعضاء المجلس عبروا عن استيائهم من المذبحة التي وقعت في بلدة الحولة الأسبوع الماضي وقتل فيها أكثر من 100 شخص بينهم كثير من الأطفال على الأرجح على أيدي قوات الحكومة السورية والميليشيا الموالية لها.

وحث فيتيج المجلس على دراسة قرار يفرض عقوبات على «مفسدي» خطة أنان والنظر في ما إذا كان ينبغي توسيع مهمة المراقبين غير المسلحين في سوريا. وتحدث سفيرا بريطانيا وفرنسا عن ضرورة زيادة الضغط على حكومة الأسد. غير أن السفير الروسي فيتالي تشوركين قال إن موسكو التي تملك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ترفض فكرة زيادة الضغط على دمشق من خلال فرض عقوبات للأمم المتحدة.

وقال تشوركين «بصراحة موقفنا من العقوبات ما زال سلبيا»، وأضاف أن موسكو تريد أن تكف البلدان عن تزويد المعارضين السوريين بالسلاح. وعبر أيضا عن القلق لتزايد وجود متطرفين في سوريا.

وسئل تشوركين عن إمداد روسيا حكومة الأسد بالسلاح فقال «الأسلحة التي ربما قدمناها لسوريا بموجب تعاقدات مختلفة أبرمت منذ وقت طويل تتماشى تماما مع القانون الدولي ولا تساهم في العنف المسلح الحالي في سوريا».

وقال تشوركين إن طرد دبلوماسيين سوريين من عدة بلدان منها الولايات المتحدة قد يساء فهمه على أنه مقدمة لتدخل عسكري أجنبي في سوريا.

وأضاف «أرجو أن يبذل جهد حتى لا يساء فهم هذه الخطوة على أنها شيء يؤذن بشكل ما للتدخل العسكري الأجنبي في المستقبل القريب، والأمر ليس كذلك».

وأعلن ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن الموقف الروسي حول سوريا «متوازن ومنطقي» ولن يتغير تحت الضغط في وقت تسعى فيه العواصم الغربية لإقناع موسكو بالتخلي عن حليفها السوري.

وقال ديمتري بيسكوف لوكالة «إنترفاكس» إن «موقف روسيا معروف جيدا وهو متوازن وثابت ومنطقي تماما» والقول إن «هذا الموقف سيتغير تحت ضغط أي كان، ليس صحيحا». وأضاف أن «موقف روسيا لا يستند إلى انفعالات غير مناسبة في وضع بمثل هذا التعقيد».

ويتوجه بوتين إلى ألمانيا ثم إلى فرنسا اليوم، حيث أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء أنه يأمل بإقناع ضيفه بتغيير موقفه حيال سوريا. وقال هولاند «علينا إقناعه بأنه من غير الممكن ترك نظام بشار الأسد يقتل شعبه».

ونقلت وسائل الإعلام الروسية والألمانية أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستسعى من جهتها إلى تشجيع روسيا على دعم مجلس الأمن الدولي في «القرارات الصائبة بخصوص نظام الأسد».

من ناحية أخرى، أعلن البيت الأبيض أول من أمس أن الدول التي تواصل دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد ستجد نفسها في «الجانب الخطأ من التاريخ»، مؤكدا «خيبة أمله» حيال موقفي موسكو وبكين في هذا الملف.

من جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إن روسيا تعاونت «بطريقة بناءة» حول سوريا في مجلس الأمن، وذلك عشية لقاء مع فلاديمير بوتين في برلين.

وصرحت ميركل في مؤتمر صحافي في شترالسوند شمال برلين في ختام قمة رؤساء حكومات الدول الـ11 لبحر البلطيق، قائلة «أريد أن أشير إلى أن روسيا عملت بطريقة بناءة» حول الأزمة السورية في مجلس الأمن. وأضافت «كانت هناك دائما لحظات كنا نريد أن نفعل فيها المزيد، لكني أعتقد أن لدينا عددا من القواسم المشتركة، مثل الدفاع عن حقوق الإنسان».

وتابعت «سأتحدث بالطبع مع فلاديمير بوتين (الجمعة) بخصوص سوريا، لكن ليس من المستحسن التكلم حول الموضوع قبل حديثنا»، معتبرة أن «ما يحدث في سوريا كارثة، وسنبذل قصارى جهدنا لتخفيف معاناة الناس».

ويتوقع أن تلتقي المستشارة الألمانية الرئيس الروسي ظهر اليوم في برلين، في أول زيارة له إلى ألمانيا منذ عودته إلى الكرملين. وسيعقدان مؤتمرا صحافيا مشتركا بعد انتهاء المحادثات بينهما.

وأعلن البيت الأبيض في بيان أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أجرى الأربعاء عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة محادثات بشأن الوضع في سوريا وأزمة اليورو مع زعماء فرنسا وألمانيا وإيطاليا.

وأشارت الرئاسة الأميركية إلى أن «القادة ناقشوا الأحداث الأخيرة في سوريا ووجهة النظر التي يتقاسمونها حيال أهمية إنهاء العنف الذي تمارسه الحكومة ضد شعبها وضرورة التوصل إلى عملية انتقالية سياسية». واتفقوا على ضرورة التوصل إلى انتقال سياسي للسلطة في سوريا وإنهاء العنف في البلاد، كما شددوا على النمو الاقتصادي كسبيل للتعويض عن الأثر الذي يحمله التقشف في ميزانية دول منطقة اليورو.

كما صدرت تصريحات تشاؤمية من بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، عن احتمال حرب أهلية، وقال مون، إن مذابح المدنيين في سوريا، كتلك التي وقعت في الحولة، «يمكن أن تغرق سوريا في حرب أهلية مدمرة». وأشار إلى المخاوف التي أثارها كوفي أنان، المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، عن وصول سوريا «بالفعل إلى حافة الهاوية» بعد مقتل 108 أشخاص في الحولة يوم الجمعة الماضي. وأشار مون أيضا إلى فشل وقف إطلاق النار الذي يمثل جزءا مهما من خطة أنان المكونة من ست نقاط. كان مون يتحدث بمؤتمر في إسطنبول، وأضاف: «مذابح المدنيين كتلك التي شهدناها في الأسبوع الماضي يمكن أن تغرق سوريا في حرب أهلية كارثية».

وفي غضون ذلك، حثت الصين العالم على إعطاء خطة كوفي أنان فسحة من الوقت حتى تنجح، وقالت أمس إنه لا توجد حلول فورية لأزمة معقدة بهذا الشكل.

وقال ليو وي مين المتحدث باسم الخارجية الصينية في إفادة صحافية يومية «تعتقد الصين أن الموقف في سوريا الآن هو بالقطع معقد وخطير للغاية». وأضاف «لكن في الوقت نفسه نعتقد أن جهود الوساطة التي يقوم بها أنان فعالة وعلينا أن نثق فيه أكثر ونعطيه المزيد من الدعم». واستطرد قائلا «إنها مشكلة تتخمر منذ بعض الوقت وحسمها الآن يحتاج إلى بعض الوقت. لا أتصور أن تنطلق جهود أنان بلا عائق، ستكون هناك انتكاسات وتعقيدات».

من جانبه، دعا الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وزير الخارجية الكويتي الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس وزراء الجامعة العربية، الصين إلى «الضغط على الحكومة السورية» لحملها على تنفيذ خطة كوفي أنان.

وقال الصباح إن «وقف العنف وقتل المدنيين في سوريا يظل مطلبا فوريا، ونأمل في هذا الصدد أن تساعد جميع الأطرف في المجتمع الدولي على إنجاح مهمة المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى سوريا كوفي أنان».

وأدلى الوزير الكويتي بهذه التصريحات أمس في افتتاح الدورة الخامسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني - العربي بمدينة الحمامات التونسية.

من ناحيته، قال نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، إن «وقف العنف وقتل المدنيين في سوريا يظل مطلبا فوريا، ونأمل في هذا الصدد أن تساعد جميع الأطرف في المجتمع الدولي على إنجاح مهمة (...) كوفي أنان»، داعيا إلى «إطلاق سراح المعتقلين وسحب الآليات العسكرية من المدن وبدء المسار السياسي لحل الأزمة السورية.

من جهته، قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إن بلاده «تعتبر أنه بإمكان الصين (...) أن تلعب دورا حاسما في إنهاء معاناة الشعب السوري ومنع تطور الأمور إلى تدخل عسكري أجنبي قد يجر سوريا إلى حرب أهلية طاحنة تقسم أرضها وتدمر قدراتها».

ودعا المرزوقي الصين إلى «الدفع نحو حل على النموذج اليمني يحفظ الدولة ويرعى الوحدة الوطنية ويمنع في الوقت نفسه ترسخ الأطماع الأجنبية في هذه المنطقة».

من ناحيته، قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي إنه «في ظل تغيرات الأوضاع في الشرق الأوسط تلتزم الصين دائما بحفظ السلام والاستقرار في المنطقة وحماية المصالح الأساسية والطويلة المدى للدول العربية والحفاظ على علاقات الصداقة والتعاون الصينية - العربية باعتبار ذلك منطلقا سياسيا لها».

إلى ذلك، بحث المبعوث الدولي - العربي المشترك إلى سوريا كوفي أنان أمس مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأوضاع في سوريا في ختام زيارة للمملكة استغرقت يومين، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي.

وبحسب البيان، بحث أنان والملك عبد الله الثاني «التطورات الراهنة في المنطقة، خصوصا الوضع في سوريا، والجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة».

ووضع أنان الملك عبد الله «في صورة الجهود التي يبذلها لحل الأزمة السورية»، استنادا إلى خطته القائمة على ست نقاط، مستعرضا في هذا السياق نتائج زيارته الأخيرة إلى دمشق، ولقاءاته مع المسؤولين السوريين.

من جانبه، أكد العاهل الأردني «دعم الأردن لجميع الجهود العربية والدولية وصولا إلى وقف كامل للعنف وإراقة الدماء في سوريا»، مشددا على «استعداد المملكة لتقديم كل دعم ممكن لإنجاح مهمة أنان، وتحقيق الأهداف المرجوة منها». وأشار إلى موقف المملكة «الداعم لإيجاد حل سلمي للأزمة، يحفظ وحدة الشعب السوري، ويعيد الأمن والاستقرار إلى سوريا».

وبعد الأردن توجه انان الى لبنان حيث أجرى المبعوث العربي والدولي إلى سوريا كوفي أنان، محادثات مع القيادات السياسية في لبنان، شملت رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، على أن يلتقي عند الواحدة من ظهر اليوم (الجمعة) رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ثم يعقد مؤتمرا صحافيا عند الواحدة والنصف قبل أن يغادر لبنان.

وأفادت مصادر القصر الجمهوري بأن أنان «أطلع الرئيس سليمان على تفاصيل خطته في سوريا، والتعقيدات التي تحول دون إنجازها حتى الآن، وتقييم الطرفين للإيجابيات والسلبيات فيها». وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «المبعوث العربي والدولي استمع إلى اقتراحات الرئيس سليمان والأفكار التي من شأنها أن تسهم في تنفيذ بنود الخطة وإرساء السلام والاستقرار في سوريا»، مشيرة إلى أن أنان «عبر عن مخاوفه من الوضع في سوريا وإمكان انزلاقه نحو الحرب الأهلية التي قد تكون لها انعكاسات على المنطقة ككل في حال فشل خطته». وأوضحت أن الرئيس اللبناني «استوضح الزائر الدولي حول موضوع المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا، وما إذا كانت لديه معلومات عن مصيرهم، فأعلن أنان أن هناك غموضا يلف قضيتهم وأن المراقبين لا يملكون معلومات عنهم ومهمتهم في هذا الجانب صعبة للغاية لأنه حتى الآن لم تتبن أي جهة عملية خطفهم، وبالتالي لا معلومات دقيقة عنهم». وأعلنت مصادر المجتمعين أن أنان «لم يوجه رسالة إلى المسؤولين اللبنانيين، إنما تأتي زيارته في إطار الاستطلاع والتقييم».

وكانت المواضيع التي بحثها أنان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، مطابقة لتلك التي أثارها مع رئيس الجمهورية، وعلمت «الشرق الأوسط»، أنه «كان ثمة تشديد على ضرورة التقليل من مخاطر انعكاس الأحداث السورية على الواقع اللبناني». وأشارت المعلومات إلى أن «المبعوث الأممي يرى أنه إذا اتجه الوضع في سوريا نحو الأسوأ، فستكون تأثيراته كبيرة على لبنان». وقالت المصادر «إن الرجل (أنان) مدرك لمهمته وهو يسعى إلى إضافة عوامل نجاحها، سواء بزيارته لبنان أم غيره من الدول المعنية بالوضع في سوريا، كي لا تقع السيناريوهات الأسوأ التي تجر على المنطقة الويلات».

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع