جابر علي باشا
تصدير المادة
المشاهدات : 3912
شـــــارك المادة
وجّه "جابر علي باشا" قائد حركة أحرار الشام وعضو مجلس القيادة في الجبهة الوطنية للتحرير رسالة بخصوص بغي هيئة تحرير الشام على الثوار في مناطق ريف حلب الغربي. وهذ نص الرسالة:
إلى أبناء شعبنا عامة وإخواني جنود الجبهة الوطنية خاصة أكتب هذه الكلمات والقلب يعتصره الأسى على ما آلت اليه الأوضاع بسبب إصرار هيئة تحرير الشام قديماً وحديثاً على إدخال فصائل الثورة في قتال داخلي بين الفينة والأخرى يذهب الريح ويحزن الصديق ويفرح العدو. ويعلم الله وأشهده على ذلك كم بذلنا من جهود وكم تجاوزنا عن أمور في سبيل حقن الدماء وحصر الإشكالات الحاصلة مع الطرف الآخر في مكانها وعدم توسعتها الى قتال شامل وكان ذلك على حساب حقوقنا ومصالحنا كفصائل ولكن مصلحة المحافظة على وجود الثورة أعلى وأهم في نظرنا. ففي مشكلة كفر حمرة مع تحرير الشام آثرنا إيقاف المعركة عند الحد الذي توقفت عليه بالرغم من تعنت الطرف الآخر ورفضه إعادة البلدة ومقراتها للوطنية ، ومن ثم في مشكلة جدرايا آثرنا خسارة بعض القرى على الاستمرار في المعركة وتحويلها الى قتال شامل في الساحة. ولكن كل هذه المحاولات لم تجد نفعا بسبب تبييت الطرف الآخر الغدر في كل مرة وثقافة التغلب المزروعة في عقله وارادته استئصال فصائل الثورة والتي كان آخرها تبييته ضرب حركة نور الدين زنكي إحدى مكونات الجبهة الوطنية للتحرير. ولقد كانت الذريعة التي اتخذوها لبدء القتال وهي حادثة مقتل عناصر من الهيئة في تلعادة لا تصمد أمام عقل ولا منطق ولا يجيزها الشرع وإنما أرادوا الحادثة وسيلة لتجييش عناصرهم وإثارة أحقادهم لتصفية حساباتهم والسيطرة على منطقة استراتيجية -وتلك شنشنة نعرفها من أخزم- وذريعة مكرورة ممجوجة يزعمون بها حرصهم على الدماء المقتولة وذلك بقتل المئات غيرها كما كانت عليه قبائل الجاهلية الهوجاء قبل أن تشرق عليهم شمس الوحي وينزل الله فيهم كتابه ليحكم بينهم. وكنا حريصين منذ لحظة سماعنا بالحادثة على تطويقها وحلها من خلال محكمة شرعية يرتضيها الطرفان وحصل تواصل مع الهيئة منذ بداية المشكلة وطلبنا جلسة معهم لحلها وأثرت الحضور شخصياً غير آبه بمستوى تمثيل الطرف الآخر وفي قرارة نفسي أن قطرة دم واحدة قد أحقنها بوجودي أهم عندي وأحب الى قلبي من كل الشكليات المزعومة. وتم بفضل الله الاتفاق على إحالة القضية برمتها الى محكمة شرعية قاضيها أنس عيروط وفرح الجميع بفضل الله بانتزاع فتيل أزمة كادت تشعل الساحة بأكملها وتم الاتفاق على الجلسة القضائية الأولى وحرصت على حضورها أيضاً لأدفع بسير المحكمة الى الأمام وأساعد على تنفيذ قراراتها وقد بدأ الزنكي بالامتثال للمحكمة وأحضر أمير القاطع الغربي أمام القاضي واستجوبه وكذلك سلم قائد الكتيبة المتهمة بالقتل في الجلسة نفسها وأودع السجن وتعهد بإحضار باقي المتهمين من عناصره وتعهدت للوفد الممثل للهيئة بالضغط على الزنكي للإسراع في إحضار العناصر في الوقت المحدد وليس ذلك والله الا رغبة في حقن الدماء وحل الخلاف. وقد ذكر وفد الهيئة في الجلسة ضرورة تسليم المطلوبين قبل الساعة التي ينتهي فيها الموعد المحدد وهنا ذكرت لهم بأن هذه الامور لا بد أن يتعامل فيها بأريحية وليونة ولا يتخذ التأخير لساعة أو ساعتين ذريعة للحرب وقلت لهم بعد انتهاء الجلسة لن اعود الى مقر قيادة الحركة وإنما سأذهب الى قيادة الزنكي لتسريع تسليم بقية المطلوبين وهذا ما حصل وأشهد الله على ذلك ولقد وجدت قيادة الزنكي متفاعلة لتسليم المطلوبين وأرسلوا دورية لاعتقالهم وأعلمنا الشيخ عمر حذيفة حوالي الساعة ١٢ مساء ان جميع المطلوبين من الزنكي صاروا في قبضته وهم في طريقهم إليك لإيداعهم في السجن. وأعلم بدوره هيئة تحرير الشام بذلك إلا أنهم كانوا قد بيّتوا الهجوم على الزنكي من قبل وبدأت حشوداتهم وأرتالهم تجوب المحرر باتجاه الزنكي وأرسلنا لهم قبل بدء الهجوم بأن جميع المطلوبين من عناصر الزنكي صاروا في السجن وكلمت بذلك الدكتور أنس عيروط إلا أن قرارهم كان متخذاً مسبقاً بقتال الزنكي ولم ينتظروا قرار القاضي الذي ارتضاه الطرفان بخصوص المسألة ( أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله ). ولم يعد خافيا على أحد أن هذا القتال هو حلقة من مسلسل البغي الذي انتهجته هيئة تحرير الشام على اختلاف أطوارها ومسمياتها ضد فصائل الثورة ولم يكن الزنكي أول فصيل تبغي عليه بل سبقه تفكيك الهيئة لعدد من الفصائل بذرائع وحجج واهية كهذه الذريعة ولن يكون آخر فصيل تعتدي عليه الهيئة إذا ما ترك لمصيره ولن يكون ذلك بإذن الله إننا في هذه الثورة خرجنا دفاعاً عن الحق ونصرة للمظلوم ولا نبالي بذهابنا جميعاً في سبيل هذا المبدأ ولن نسمح باستباحة دماء إخواننا في أي فصيل من فصائل الثورة فدماؤنا دون دمائهم ونحورنا دون نحورهم وإن أيّ مكون من مكونات الهيئة يعلن الحياد فلن يمسه منا أذى فإنما ندفع نحن ظلم الظالمين. فو الله ما اعتدينا ولا رغبنا بذلك ولكننا سندفع العادية عنا وعن اخواننا ما استطعنا الى ذلك سبيلاً وإننا نستمد ثقتنا
من عدالة الحق الذي نسير خلفه فإن الله قال عن الباغي (إنما بغيكم على أنفسكم) . إن الجبهة الوطنية للتحرير هي المكون الأبرز في الثورة اجتمعت تحت رايتها جل الفصائل العاملة في إدلب لذلك كان قرارنا جميعا هو الدفاع عن أنفسنا وحماية مناطقنا. وأخيراً أوصي إخواني جنود الجبهة الوطنية بالرفق وعدم تجاوز أحكام شرعنا في رد عادية القوم وعدم التعرض للإخوة المهاجرين وغيرهم ممن اتقى الله واعتزل القتال . اللهم أبرم لأهلنا في الشمال أمراً رشداً يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك واحقن دماء المسلمين.
عصام العطار
محمد صالح المنجد
صلاح الدين سلطان
فراس الزوبعي
المصادر: قناة الكاتب على تلغرام
قناة الكاتب على تلغرام
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة