..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لماذا يتجّه النظام وحلفاؤه إلى التصعيد في الجنوب السوري؟

عمر الحريري

٢٢ ٢٠١٨ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2948

لماذا يتجّه النظام وحلفاؤه إلى التصعيد في الجنوب السوري؟

شـــــارك المادة

-في البداية أصبح من المؤكد أن التحشيدات العسكرية و اقتراب انطلاق المعركة ناتج عن فشل المفاوضات بين الأطراف الإقليمية إسرائيل و الأردن و إيران و الدولية المتمثلة بروسيا و أمريكا .. لذلك انتقل الجميع لأرض المعركة للضغط العسكري و تقوية شروط التفاوض

-حتى الآن لم تبدأ المعركة فعليا ، ما يحصل هو قصف عنيف و ممنهج و محاولة للتأثير على الحاضنة الشعبية و تهجير مدن و قرى و إحداث أزمة نزوح ، و هو السيناريو الذي اعتدنا عليه من النظام في كل المناطق قبل بدء الهجوم البري

-ربما يعول النظام على أن ينجح هذا السيناريو في منحه انتصاراً دون الحاجة إلى الهجوم البري ، لكن ذلك لم ينجح حتى الان وسط إصرار الفصائل على المقاومة و عدم تقديم التنازلات

-لا نعلم حقيقة الموقف الروسي و الإيراني، من منهما يضغط للاستخدام العسكري بشكل أكبر، غياب الطيران الروسي حتى الآن مؤشر لرفضها للحل العسكري لكن في ذات الوقت وجود ما يسمى "قوات النمر" المدعومة روسيا بشكل كبير قد يفهم منه أن روسيا تقف خلف التصعيد العسكري لكن خلف الكواليس

-نحن الآن في مرحلة انتقال الأطراف الإقليمية و الدولية من المفاوضات إلى الضغط العسكري المتبادل لتقوية موقف كل طرف في عملية التفاوض ، و هذا الأمر يتجلى بوضوح مع التقرير الذي نشرته وكالة آكي الإيطالية عن حصول فصائل الجنوب على دفعات من الأسلحة الحديثة من خارج سوريا

-هذا التطور يعني أن الدول المفاوضة الداعمة للمعارضة لم تقدم تنازلات سياسية كبيرة، وهي تخشى من حصول تطورات عسكرية تجبرها على تقديم هذه التنازلات ، لذلك أعادت الدعم بشكل قوي لمنع حصول أي خسارة عسكرية

-هناك عدة تطورات يجب علينا أن ننتظرها لنحدد موقف الدول من المعركة في الجنوب، أولا هل سيشارك الطيران الروسي؟ و ثانيا هل ستشهد الحدود مع الجولان معارك واسعة ؟ و ثالثا هل ستكتفي الفصائل بالدفاع أم ربما تبادر بالهجوم ؟ و أخيرا إلى أي مدى تستطيع المناطق المحررة احتمال أزمة النزوح ؟
-أظن أننا قادمون على معركة، لكن لن تكون واسعة ، النظام و داعموه يبحثون عن انتصار بعدها يوقفون الهجوم و يعودون للتفاوض مع المكتسبات التي حققوها عسكريا ، بينما الفصائل و داعموها أيضا يبحثون عن إلحاق خسارة كبيرة بالنظام و إعادته للتفاوض مجددا و كسر شروطه فيها

-أكثر ما أخشاه من هذا الصراع الدولي و الإقليمي على أرضنا ، هو مصير مئات آلاف المدنيين و المدن و البلدات التي ستدفع ثمن هذا الصراع تدميرا و تهجيرا .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع