أسرة التحرير
تصدير المادة
المشاهدات : 3719
شـــــارك المادة
بعد عام كامل دارت عجلة التاريخ ليعود اليوم الذي ولدت فيه الثورة السورية بعد إرهاصات طويلة وأحداث مستثيرة لمكامن الطاقة والنشاط السوري في أبناء البلاد، حتى هبَّ الشعب الثائر بحمية وحماسة متناهية في مظاهرات حاشدة هتفت بصوت واحد: "الشعب يريد إسقاط النظام"، وما إن اشتعل الفتيل، حتى سقط ثلاثة شهداء من أبناء درعا سجلتهم ذاكرة الأيام في مخزونها للمعروف وتكريمها للبطولات إنهم: محمود الجوابرة وحسام عياش ورائد الحمصي الذين أفقدوا النظام السوري وأسقطوا عنه الشرعية.
ففي يوم 15-3-2011 خرجت مظاهرات حاشدة في درعا وحمص وبانياس وغيرها تهتف بإسقاط النظام، ما جعل الأسد ينشب مخالبه في أجساد المتظاهرين بإطلاق النار عليهم واعتقالهم وتخويفهم، كما قامت قوات الأمن باعتقال إحدى الفتيات -أخت المعتقلة مروة الغميان- وإخراجها من عملها بخدعةٍ عبر الاتصال، وإخبارها بأن أمها موجودة بالخارج، لتنزل بسرعة فتجد أنها استدرجت إلى أيدي النظام الغاشم لاعتقالها والتحقيق معها بأعنف أسلوب، وأطلقوها بعد ذلك، إلا أنهم كرروا الأسلوب نفسه مع شقيقتها الأخرى.. فيما أكدت الأنباء أن الفتاتين لم تشاركا في المظاهرات. هذا وظاهر المتظاهرين إخوانهم في مصر أمام السفارة السورية هناك.. طالبوا بإسقاط النظام. حتى كان اليوم الثامن عشر من الشهر نفسه وعلى استمرار في المظاهرات خرجت درعا بحشود أبنائها الأبطال لتشعل فتيل الثورة من جامع الحمزة والعباس توجها إلى الجامع العمري حيث الشيخ أحمد الصياصنة الرجل الثائر، وفي الطريق لم يمنع الثائرين وفد محافظ درعا الذي قدم لتهدئة المتظاهرين، ليرجع هاربا بعد محاولة فاشلة إلى حيث أتى، بعد أن حاول المتظاهرون الهجوم على سيارته وسيارة رئيس الأمن السياسي، خاصة وأن مشايخ درعا كانوا برفقة المتظاهرين. وقام الشيخ الصياصنة ليخطب في جموع المتظاهرين، ليزيدهم حماسا إلى حماسهم، وترشيدا لمسار الثورة الوليدة، رغم احتشاد العناصر الأمنية والشبيحة في بعض المناطق لإطلاق الرصاص وقنابل الغاز على المتظاهرين، فسقط عدد من الجرحى، وتم إسعافهم إلى الجامع العمري. وفي يوم 19-3-2011 لم يكن الثوار إلا أكثر حماسا وانتفاضة ضد النظام المتسلط وإن انتقدهم من انتقدهم، وإن اتهمهم دعاة المقاومة بالعمالة، ففي: درعا: اتهمت الناطقة باسم الخارجية السورية الأطفال الذين تم اعتقالهم في درعا بأنهم عملاء لإسرائيل، قاموا بالتنكر بهيئة أطفال لبث الفتنة والنيل من هيبة الدولة والإضعاف من الروح القومية. فيما أكدت الأنباء هروب محافظ درعا ورئيس فرع الأمن السياسي بعد مطالبة ثوار درعا برؤوسهم أخذاً بالثار، حيث كان الشيخ العلامة أحمد الصياصنة يرأس آلاف المتظاهرين في درعا البلد، وبجانبه مفتى درعا الشيخ رزق الأبازيد، وقامت قوات الجيش والأمن بمنعهم من التوجه إلى درع المحطة. وفي اليوم التالي: 20-3-2011 في درعا: بينما كانت خيام العزاء منصوبة للأهالي أكدت الأنباء أن عشيرتي العياشين والجوابرة قامت بإزالة الخيام ( وهذا بعرف أهالي و عشائر حوران ) يعني أنه لا صلح، كما بدأت تتكون لجان شعبية من قبل أهالي وأبناء عشائر حوران لحماية الممتلكات الخاصة والعامة؛ استعدادا للدفاع عن المدينة ضد القوات الخاصة التي بدأت تدخل المدينة من طرف درعا المحطة، فيما قام متظاهرو درعا بإسقاط تمثال للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، على إثره اتجهت إلى المدينة من منطقة قطنا.. دمشق: ولم تغب العاصمة السورية عن المشهد الثوري فقد بدأت التظاهرات في ساروجة، فيما سجل الأمن تراجعاً إثر ذلك.. وجاء يوم 21-3-2011 ليستيقظ الأهالي لمواصلة مشروعهم الذي أسسوه قبل بضعة أيام، ففي: درعا: بدأ بناء خيم الاعتصام في مدينة درعا البلد أمام الجامع العمري فيما أكد الوجهاء على أنه ليست هناك مصداقية لتنفيذ المطالب، والشباب يؤكدون عزمهم على عدم إنهاء المظاهرات قبل تلبية جميع المطالب، وأن كل مظاهراتهم سلمية، وأنباء عن انسحاب الأمن والجيش نحو درعا المحطة.. كما خرجت مظاهرات بالآلاف في مديرية جاسم أكبر مديريات حوران دعماً للشباب المنتفضين في درعا البلد، وأنباء عن توجه أهل القنيطرة إلى مدينة درعا لمشاركتهم في الاعتصام أمام الجامع العمري. اعتقالات: جرى اعتقال 8 شباب على الجسر الشرقي من قبل الجيش الذي يحمل قوائم بأسماء المطلوبين ولا يسمح بالمرور إلا بالهوية، كما تم اعتقال عشرات الشباب في درعا المحطة .. وأُصدر تحذير لجميع الشباب في هذه المظاهرات من العودة إلى منازلهم لورود أنباء عن حملات دهم ليلية سيتم تنفيذها ليلاً، كما وجه النداء: على جميع الشباب بالتوجه إلى محيط الجامع العمري للاعتصام. من جانبه: اتصل الرئيس بشار الأسد هاتفياً بالمشايخ المجتمعين في درعا ليقدم تعازيه لأسر الشهداء ويتعهد بمحاسبة الجناة وجلبهم للقصاص، مؤكدا نيته إجراء إصلاحات جذرية حقيقية فوراً ومن دون محاباة، والشباب يؤكدون رفضهم لأي وعود ويطالبون بالبدء بتنفيذ المطالب قبل أي كلام عن إنهاء المظاهرات.. كما توجه عدد من مشايخ درعا بصحبة الوفد (وفد يقوده ضابط كبير من الفرقة الخامسة) إلى مقر فرع الشبيبة بدرعا للالتقاء ببعض كبار القيادات من الحكومة والقصر الجمهوري الذين تخوفوا من الحضور إلى درعا البلد وذلك للاتفاق على كيفية تنفيذ المطالب حسب ما وعدهم الوفد. إدلب: ملأت كتابات الحرية جدران بلدة جرجناز ومدينة كفرنبل في منطقة معرة النعمان، كما شهدت الأخيرة اعتقالات واسعة طالت عددا من المواطنين. حلب: أكد مراسلون على أن الآلاف من عناصر الأمن بلباس مدني ينتشرون في مدينة حلب القديمة وذلك بعد توزيع منشورات تحض الناس على التظاهر دعماً لحوران. دمشق: احتدمت اشتباكات قوية بين الأمن والمتظاهرين في الصالحية وركن الدين من دمشق وخرجت مظاهرات حاشدة هناك طالبت بإسقاط النظام ونصرة المناطق المنكوبة. وجاء يوم 22-3-2011 فكان مليئا بالمظاهرات في درعا وغيرها من المناطق، ووردت أنباء عن اعتقال الشيخ بسام المصري.
نور سورية بالتعاون مع المكتب الإعلامي لهيئة الشام الإسلامية
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
محمد العبدة