..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

عن المليون ونصف سوري المطلوبين لدى النظام

مجاهد مأمون ديرانية

١٧ ٢٠١٨ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6380

عن المليون ونصف سوري المطلوبين لدى النظام

شـــــارك المادة


 

هل تعلمون كم يبلغ اليوم عدد المطلوبين للنظام؟ ألفاً؟ عشرةَ آلاف؟ مئة ألف؟ إنه عدد يفوق الخيال. أعلنت جريدة "زمان الوصل" قبل أربعة أيام أنها تستعد لإطلاق محرك بحث على الإنترنت يضم مليوناً ونصفَ مليون اسم من أسماء المطلوبين للنظام من جميع المحافظات السورية "وذلك لتحذير مَن يلاحقهم النظام أو يسعى إلى اعتقالهم، ولكشف مصائر المعتقلين وتتبع حالات الاختفاء القسري. وسوف تضم القائمة الهائلة أكثرَ من ربع مليون امرأة ضمن تصنيفات مختلفة (اعتقال، تحقيق، منع سفر، مراقبة). وقد أطلقت الجريدة نفسها محرك بحث يضم نحو نصف مليون اسم في وقت سابق".

في بلد سكانه خمسة وعشرون مليوناً يلاحق النظام البوليسي مليوناً ونصف مليون إنسان، أي أن واحداً من كل ستة عشر شخصاً في سوريا مطلوبٌ للاعتقال والتحقيق! لن يخلو بيت من معتقَلين أو ملاحَقين، فضلاً عن كل ما قدّمه السوريون إلى اليوم من تضحيات يعجز عن تصويرها القلمُ ويعجز عن تصوّرها الخيال.

* * *


يا أيها الصابرون على البلاء في سوريا، يا من يعانون من خوف القصف وجوع الحصار: ليس الذي يحاربنا ونحاربه نظاماً مجرماً سفّاحاً فحسب، بل إنه نظام مجنون، نظام بلغ الغاية في الجنون والإجرام. ويلٌ لِمَن وقع في يد مجرم مجنون!

من أجل ذلك أقسمت وأكرر القسم: لو أني عرفت طريقاً أهون مآلاً من الصبر على الثورة والصمود إلى آخر الطريق لدللت الناس عليه وأرشدتهم إليه ورغّبتهم فيه، ولكني لم أعرف، بل عرفت أن طريقاً طويلاً مفروشاً بالخوف والجوع والدموع والآلام أهون من طريق قصير آخره يأس واستسلام.

اللهمّ عجل بالفرج وارفع البلاء عن أهل البلاء. اللهمّ إن المؤمنين الصابرين في سوريا قد بذلوا وُسْعَ الطاقة وفوّضوا الأمر إليك، فافتح لهم اللهمّ فتحاً مبيناً ونَجِّهِم برحمتك من الكرب العظيم. اللهمّ إنهم قد انقطعت من أهل الأرض آمالُهم ولم يعد لهم أملٌ إلا بك، وإنهم يئسوا من الناس ولم يبقَ لهم رجاء إلا في رحمتك، وإنهم علموا أنهم ضِعافٌ لا قوّةَ لهم إلا من قوتك، عاجزون لا قدرةَ لهم إلا من قدرتك، فاجبُر اللهمّ كسرَهم وانصُرْ جمعهم واقصِمْ جبّارهم، اللهمّ وأبدلهم بالهمّ فرجاً وأخرجهم من البلاء إلى العافية. توكلنا عليك يا أيها الملك الجبار القهار، يا رب العرش العظيم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع