الأناضول
تصدير المادة
المشاهدات : 2684
شـــــارك المادة
سرد القائمون على علاج الرضيع "كريم"، مراحل العلاج وحجم الألم الذي عاناه في المشفى، بعد أن فقد عينه اليسرى وأصيب بكسر في جمجمته وفقد والدته، جراء قصف النظام السوري على بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، قبل نحو شهر.
الرضيع كريم الذي نشرت الأناضول حكايته وصوره، لاقى تفاعلا كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي بعد حملة أطلقها ناشطون للتضامن معه، وانتشرت الحملة لتشمل شخصيات كبيرة مسؤولة، ومنظمات إنسانية ووسائل إعلامية حول العالم، ليتحول كريم إلى رمز لمعاناة غوطة دمشق الشرقية القابعة تحت حصار النظام منذ أكثر من 5 سنوات.
ووصف الطبيب فهد محيي الدين لمراسل الأناضول وضع كريم عندما وصل المشفى قائلا "تسببت إصابة كريم بضياع واسع في الناحية الوجنية إلى جانب الناحية الجبهية من الدماغ، وخروج قسم كبير من النسيج الدماغي خارج الجمجمة".
وتابع محيي الدين "استغرقت العملية ثلاث ساعات، بعد إجراء التنظير الجراحي للأنسجة المتهتكة وإعادة تصنيع لأغلفة الدماغ"، لافتا أنهم لجأوا في غرفة العمليات إلى حماية النسيج الدماغي من الإنتان، و"اضطروا إلى أخذ قسم من جلد الفروة لتغطية منطقة الضياع وتدوير الشرائح الجلدية".
وأشار محيي الدين أنه بالرغم من خبرته التي مر عليها 25 عاما، ومصادفته الكثير من الحالات، إلا أن مشهد الطفل كريم جعله يتأثر بكل حواسه، ويسأل نفسه "ما ذنب هذا الطفل الرضيع ليتحمل كل هذا الألم؟".
وشكر الطبيب كل من وقف في حملة التضامن مع الطفل "كريم"، معتبرا أنه حين يرى الإنسان هذا التضامن والتفاعل يشعر بالأمل أن هناك من يسانده ويقف معه في هذه الحالات.
"كريم لم يفقد عينه فحسب، بل فقد عينه وأمه معا"، جملة وصفت بها الممرضة علا الحجازي وضع الرضيع المجني عليه.
وتابعت الممرضة التي اعتنت بكريم خلال فترة معالجته، وقد بدا التأثر عليها وانهمرت دموعها "كان وضع كريم حين وصل إلى المشفى صعبا جدا، والجرح كبيرا، وبعد أن أجرينا له تخطيطا للدماغ، أدركنا أن لديه كسرا بالجمجمة وضياعا عظميا كبيرا وواسعا، وقرر طبيب العيون إزالة عينه المصابة".
وأضافت الحجازي "لم تكن إزالة عين كريم تنتظر قرار أحد، لأن عينه فقدت العصب البصري وقطعت التروية عنها، وكان الحل الوحيد هو إزالتها، وحتى الآن لم نجد كرة جل (اصطناعية) لنضعها مكان العين، ولا يزال مكانها فارغا".
وأوضحت الممرضة أن "تغيير الضماد لكريم كل 24 ساعة، سبب له ألما كبيرا وكنا نشعر ونتألم، لأجله".
وأشارت أن كريم كان يقضي اليوم بكامله في المشفى و3 ممرضات كن يتناوبن على الاعتناء به وجميعهن شعرن بألم كبير لحالته.
وأكدت الحجازي أنهم حاولوا أن يقدموا ما باستطاعتهم لكريم لكن الإمكانات في الغوطة المحاصرة محدودة جدا، لافتة "أن كريم ليس الحالة الوحيدة، نحن نرى كل يوم في الغوطة الشرقية حالات أطفال جراء القصف وإصابات مختلفة".
بدورهم تضامن العاملون في المشفى مع كريم ونفذوا وقفة بإغلاق أعينهم اليسرى في إشارة إلى العين التي خسرها كريم.
ويعيش نحو 400 ألف مدني بالغوطة الشرقية في ظروف إنسانية مأساوية، جراء حصار قوات النظام السوري على المنطقة والقصف المتواصل عليها منذ قرابة 5 سنوات.
ومنذ قرابة 8 أشهر، شدد النظام السوري بالتعاون مع مليشيات إرهابية أجنبية الحصار على الغوطة الشرقية، وهو ما أسفر عن قطع جميع الأدوية والمواد الغذائية عن المنطقة.
تجدر الإشارة أن سكان الغوطة كانوا يدخلون المواد الغذائية إلى المنطقة عبر أنفاق سرية وتجار وسطاء حتى أبريل / نيسان الماضي، قبل إحكام النظام حصاره على المدينة.
كلنا شركاء
الشبكة السورية لحقوق الإنسان
الشرق الأوسط
عدنان أحمد
المصادر: الأناضول
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة