الشرق الأوسط
تصدير المادة
المشاهدات : 2925
شـــــارك المادة
في تطابق يكاد يكون تاما مع تفجيرات سابقة وقعت في دمشق منذ شهرين، وقع أمس تفجيران في مدينة حلب (شمال البلاد), وقالت السلطات السورية إن «تفجيرين إرهابيين» وقعا صباح أمس استهدفا «فرع الأمن العسكري بمنطقة المحلق الغربي في حلب، ومقر كتيبة قوات حفظ النظام بمنطقة العرقوب شرق حلب».
وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، فإن «التفجيرين أوقعا عددا من الشهداء والجرحى من المدنيين والعسكريين». وبحسب معلومات وزارة الصحة، فإن 26 قتيلا و235 جريحا وصلوا إلى المشافي الوطنية في حلب بعد ساعتين من وقوع التفجير.
ونفى قائد «الجيش السوري الحر»، العقيد المنشق رياض الأسعد، «نفيا قاطعا» أن يكون «الجيش الحر» هو المسؤول عن تنفيذ الانفجارين اللذين وقعا في مدينة حلب، أمس، وأوديا، وفق وزارة الصحة السورية، بحياة 25 شخصا على الأقل، وإصابة 175 آخرين.
وفي حين شدد الأسعد على قوله: «إننا لا ننفذ تفجيرات، وندين هذا النوع من الأعمال»، اتهمت «الهيئة العامة للثورة السورية» النظام السوري بـ«افتعال التفجيرات في حلب وفي يوم الجمعة تحديدا على غرار تفجيرات الميدان في دمشق التي وقعت في السادس من يناير الفائت». وذكرت بأن «الانفجار الأول وقع في حي حلب الجديدة وقاموا بنفس المسرحية بإطلاق الرصاص الحي بعد التفجير، حتى يظهروا أن هناك اشتباكات»، لافتة إلى أن «الانفجارات التالية وقعت في حي الصاخور، وأيضا نفس المسرحية السوداء، إطلاق رصاص وإغلاق للطرقات بشكل سريع ومباشر».
وذكر الأسعد أن «عمليتنا على مركز الأمن العسكري في حلب جاءت لمنع الشبّيحة والأمن الموجودين فيه من مواصلة عملياتهم الوحشية بحق الشعب السوري، وأثناء انسحاب عناصرنا سمعوا صوت التفجير، لكن لا علاقة لنا بالتفجير على الإطلاق».
وفي سياق متصل، أوضح نائب قائد «الجيش الحر»، العقيد مالك الكردي لـ«الشرق الأوسط»، أسباب وجود عناصر من «الجيش الحر» في مكاني الانفجار قبل دقائق من دويهما، مشيرا إلى أنه «في سياق الوضع القائم، الذي يقصف فيه النظام المدن والأحياء بشدة، مستخدما كل الوسائل لقمع الثورة، التقطنا إشارات عن أوامر أعطيت لأجهزة الأمن النظامية من أجل استخدام القوة بكل أشكالها لقمع التحركات الشعبية، خصوصا في مدينة حلب، التي بات الحراك الشعبي أقوى فيها في الفترة الأخيرة».
وقال الكردي: «بناء على الإشارات التي التقطناها، رصدنا مبنيي الأمن العسكري وكتيبة حفظ النظام في حلب، حيث كان يتم منذ ساعات الصباح الباكر أمس حشد عناصر (الشبيحة) والأمن تمهيدا لخروجهم لقمع المتظاهرين، فاستفدنا من كون يوم الجمعة هو يوم العطلة الأسبوعية في سوريا، والناس تستعد للذهاب إلى الجوامع، لتنطلق مجموعتان تابعتان لنا وتهاجما المبنيين بأسلحة رشاشة وقذائف (آر بي جي)». وذكر أن «اشتباكات قصيرة وقعت بين الطرفين تبعها انسحاب عناصر (الجيش الحر) بعد تمكنهم من إيقاع خسائر»، موضحا أن «انفجار مبنى المخابرات العسكرية وقع بعد دقائق من انسحاب عناصرنا». وقال: «لا علاقة لمجموعتنا بتنفيذ التفجير ولا نعلم كيفية وقوعه، لكن ما نعرفه هو أن النظام هو من قام به، خصوصا أن ثمة مستودع أسلحة قرب مدخل المبنى، ويبدو أنه كان معدا لمثل هذه الظروف للتغطية على ما قام به عناصرنا والإيحاء للرأي العام بأننا نقوم بتفجيرات».
وكان الضابط في «الجيش السوري الحرّ»، خالد الحمود، أوضح قائلا: «إننا لسنا من فجّر في حلب، بل كان هناك اشتباكات مع قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد، وعندما شعروا بميل الكفة لصالحنا وبتقدمنا في الاشتباكات، لجأوا إلى التفجيرات، وهو الأسلوب نفسه الذي استخدموه سابقا في دمشق».
وأشار إلى «أننا (الجيش الحر) موجودون في حلب، ولكن ليس لنا القدرة على القيام بمثل هذه التفجيرات».
وقالت مصادر محلية في حلب إن صوت إطلاق نار كثيف تلا دوي الانفجارين اللذين سمعا عند الساعة التاسعة والنصف صباحا، وجرى انتشار أمني في حيي الميريديان والمارتيني ومنع الأهالي من النزول من المباني، وفي حي الصاخور جرى فرض حالة حصار، وتم قطع كل الطرق المؤدية إلى ساحة سعد الله الجابري، مع نصب ثلاثة حواجز لتفتيش المارة، ويشار إلى أن حي الصاخور يشهد مظاهرات مناهضة للنظام منذ عدة أشهر.
وقال شهود عيان في حلب إن «التفجير حصل في الواجهة الأمامية لفرع الأمن العسكري في حي حلب الجديدة، وقد دوى الصوت في دائرة قطرها على الأقل كيلومتر واحد»، ولم ير شهود العيان في المنطقة أعمدة دخان تصعد من مكان التفجير، الذي تم عزل المنطقة حوله بالكامل.
وتعد تفجيرات حلب أمس الثالثة من نوعها خلال أقل من شهرين، حيث وقع تفجيران استهدفا مقر إدارة أمن الدولة في منطقة كفرسوسة ومقرا أمنيا آخر في البرامكة، صباح يوم جمعة 27 ديسمبر (كانون الأول) 2011، وراح ضحيته، بحسب المعلومات الرسمية، أكثر من أربعين شخصا، وجرح أكثر من مائة آخرين، تلاه تفجير آخر أيضا في يوم جمعة، وقبل موعد انطلاق المظاهرات في حي الميدان الدمشقي استهدف موقعا لتجمع قوى الأمن والشبيحة الذين يتولون مهمة قمع المظاهرات، وأسفر هذا التفجير عن قتل نحو 26 شخصا، وجرح أكثر من ستين آخرين، وتتطابق الأحداث الثلاثة في توقيت التفجير، الذي يحصل في صباح يوم الجمعة وقبل موعد انطلاق المظاهرات، وأيضا ترافق الانفجارات بأصوات إطلاق نار كثيف.
كما يتطابق من حيث التعاطي الإعلامي الرسمي مع الحدث، حيث يحضر فورا التلفزيون السوري وقناة «الدنيا»، ويبدأ البث المباشر مع تركيز على الأشلاء، وبشكل يتنافى مع الأعراف الإعلامية.
نذير رضا
ترك برس
أمين العاصي
العربية نت
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة