..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


اخبار الثورة

مجزرة حمص في ذكرى مجزرة حماة

الشرق الأوسط

٥ فبراير ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3152

مجزرة حمص في ذكرى مجزرة حماة
55569.jpeg

شـــــارك المادة

بيروت: كارولين عاكوم لندن: "الشرق الأوسط"

337 قتيلاً، و1300 جريح والقصف مستمر.. وتخوف من عمل مماثل في الزبداني

في الذكرى الثلاثين لـ"مجزرة حماة"، تحدث ناشطون سوريون عن "مجزرة" مماثلة في حي الخالدية في مدينة حمص، حيث وصل عدد الضحايا إلى 337 قتيلاً و1300 جريح.
يوم أمس، الذي وصف بأكثر الأيام دموية في أيام الثورة السورية، تحول إلى يوم غضب سوري دعا خلاله الناشطون إلى تطويق السفارات السورية في كل البلدان، كما شملت فيه المظاهرات عدداً كبيراً من المناطق التي خرج أبناؤها ليلاً بعد الإعلان عن خبر "المجزرة" للتضامن مع أهالي حمص. ووصف ناشطون ليلة الجمعة، فجر أمس السبت، بـ"الظلماء"، حيث قامت قوات الجيش النظامي بقصف غير المسبوق على عدة أحياء في حمص مع تواتر معلومات عن تسميم مياه الشرب، وأكد ناشطون في المدينة أن 3 وفيات حصلت نتيجة تلوث المياه، لكن آخرين أكدوا أنه لم يكن هناك تسميم للمياه، وإنما في بعض المناطق اختلطت مياه الصرف الصحي بمياه الشرب نتيجة خلل حصل في تمديدات المياه.
وعلى الرغم من نفي التلفزيون السوري الرسمي قيام الجيش النظامي بهذه "المجزرة" معتبراً أن "بث هذه الأنباء يندرج في إطار التصعيد للتأثير على مواقف بعض الدول في مجلس الأمن الدولي"، أظهرت مقاطع الفيديو التي بثها ناشطون على مواقع عدة جثث قتلى في عدد من المستشفيات التي لم يتسع بعضها لكل ما وصل إليها من الجثث. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هؤلاء المدنيين قتلوا خلال القصف بقذائف "الهاون" الذي نفذه النظام السوري مساء الجمعة على حي الخالدية، إضافة إلى أحياء عدة منها الإنشاءات وباب الدريب وباب السباع وبابا عمرو والبياضة ومدخل جورة الشياح.
ووصف المرصد السوري ما حدث في حمص بأنه "مجزرة حقيقية"، لافتاً إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع، بسبب كثرة المصابين بجروح خطيرة، متحدثاً عن منع الجيش السوري نقل الجرحى إلى المستشفيات. وكان عدد من الناشطين أكدوا أن القصف لم يتوقف عند حدود "المجزرة"، بل عاد وتجدد في صباح يوم أمس على مناطق عدة في حمص، لا سيما بابا عمرو ودير بعلبة ومدن القصير والرستن وتدمر، واصفين الوضع بالحرب الحقيقية، لا سيما أن الدخول إلى حمص بات أشبه بعملية انتحار، بحسب قولهم، لأن القناصة يطلقون النار على كل من يرونه، في وقت لا تزال الجثث التي يحاول أهلها انتشالها، تحت أنقاض المنازل التي دمرها القصف العشوائي.
ووصف جواد، وهو أحد الناشطين الشبان في حي الخالدية في حمص، الوضع ليلة الجمعة/ السبت بـ"المأساوي"، مؤكداً أن قصف المنطقة بدأ منذ الساعة الحادية عشرة من ليل الجمعة، واستمر بشكل متقطع حتى الساعة الخامسة من صباح أمس السبت. وقال لـ"الشرق الأوسط": "أن أول قذيفة (هاون) سقطت استهدفت منزلاً في ساحة الحرية لعائلة من آل الغندلي فسوته بالأرض، وعندما تجمع شباب المنطقة والناشطون في محاولة منهم لانتشال القتلى استهدفوا بقذيفة أخرى محدثة (مجزرة)، ثم بعد ذلك عادت القذائف لتطلق بشكل متقطع وبشكل عشوائي أدت إلى سقوط مبنيين بشكل كامل قتل فيهما كل القاطنين، بينما توزعت القذائف الأخرى على عدد من المنازل والمباني محدثة أضراراً جزئية وموقعة عدداً كبيراً من القتلى والجرحى الذين لم تتسع المستشفيات لهم، وقد تمت الصلاة يوم أمس على 70 قتيلاً في مسجد واحد". ولفت جواد إلى أنه وحتى مساء أمس كان القناصة لا يزالون منتشرين بينما نفذت قوات الأمن طوقاً أمنياً لمنع أهل المنطقة من الخروج، لا سيما على المشاة الذين يسهل استهدافهم، مضيفاً: "عندما ننقل الجرحى نحاول قدر الإمكان المرور بشكل سريع كي لا يتم استهدافنا وإطلاق النار علينا من الحواجز المنتشرة".
وفي حين لفت جواد إلى أن الحداد في حمص على ضحايا "المجزرة" سيستمر لـ3 أيام، أكد أن شوارع الأحياء تكاد تكون خالية إلا من سيارات الإسعاف، مشيراً إلى أن هناك عدداً كبيراً من الجرحى فارق الحياة بعدما تعذر نقلهم إلى المستشفى، ويقول: "يعمد عدد كبير من الأهالي إلى إخراج جرحاهم من المستشفيات بأسرع وقت ممكن، لا سيما أولئك الذين لا يعانون من حالات خطيرة خوفاً من أن تعمد قوات النظام إلى قتلهم وإعادتهم إليهم جثثاً هامدة".
وقال ناشطون إن أعمال العنف تواصلت أمس، وإن قذيفة مدفع "هاون" أصابت، يوم أمس السبت، مسجد عمر بن الخطاب في حي الخالدية أثناء تشييع قتلى قصف ليلة الجمعة، كما أطلقت قوات الأمن النار لتفريق المتظاهرين، وتعرضت مدينة الرستن الواقعة بين حمص وحماه لقصف مدفعي بالأسلحة الثقيلة، وقال ناشطون: إن صاروخاً سقط بجانب ‏مدرسة "16 تشرين" أدى إلى انفجار ضخم وحفر حفرة بعمق أكثر من 3 أمتار، وجاء ذلك بعد توارد أنباء عن انشقاق جميع جنود الجيش الموجودين في النادي الرياضي في الرستن، مع الإشارة إلى أن النادي الرياضي تحول إلى مقر لتجمع الجيش هناك.
من جهة أخرى، أفادت تنسيقية ثورة الزبداني في ريف دمشق، بتخوف أبنائها من أن ترتكب قوات النظام "مجزرة" في المدينة لا سيما أنها حاولت اقتحام المنطقة ليلة أمس، السبت، وقامت بإطلاق 13 قذيفة "بي إم بي" عشوائياً استهدفت عدداً من الأبنية والمساجد وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، وأشارت المعلومات إلى أن "الجيش الحر" تصدى لقوات الأمن ومنعها من التقدم، ولا تزال الحشود والآليات العسكرية متمركزة على مداخلها.
وقال ناشطون: إن "قصفاً عنيفاً تعرضت له بعض المناطق على أطراف المدينة، وتم استهداف خزانات المياه، كما أسفر القصف عن إصابة عدة أشخاص"، في ظل حالة حصار خانق مفروضة على المدينة، حيث "يمنع دخول أي مواد غذائية أو تموينية أو طبية، وتتم مصادرة جميع الشحنات القادمة إلى المنطقة، بما فيها حليب الأطفال والمحروقات وأكياس الطحين التي استخدمت من قبل القوات النظامية كمتاريس"، بحسب ما قاله ناشطون أفادوا بأن هناك تحشيداً عسكرياً في المنطقة، حيث شوهد "ما يزيد على 50 دبابة و25 مدفعاً تحيط بمنطقة الزبداني وتحاول التقدم نحو مدينتي الزبداني ومضايا من 4 محاور، مع وصول تعزيزات من الفرقة العاشرة واللواء 81، وسط تخوف من الأهالي من ارتكاب (مجزرة) في ظل التعتيم الإعلامي الشديد وانقطاع الاتصال مع العالم الخارجي وقطع التيار الكهربائي".
وأفادت مصادر محلية بأن محاولات جرت لاقتحام مضايا من محورين؛ الأول من جهة الجبل الشرقي، حيث ترافقت بقصف من طائرتين على البلدة واستخدام 20 دبابة وأكثر من 10 سيارات "زيل"، أدت إلى نزوح عدد من العائلات من مضايا، كما جرت محاولة اقتحام ثانية من الفرقة الرابعة عن طريق التكية بواسطة 70 آلية عسكرية. كما تواردت أنباء عن قصف بالقنابل المسمارية على الزبداني، حيث يعيش السكان حالة إنسانية سيئة جداً.
وكانت ساعات نهار يوم أمس شهدت تحركات ميدانية واحتجاجية متنقلة في مدن سورية عدة استنكاراً لـ"مجزرة" حي الخالدية، وقد قام ناشطون بقطع الطريق الدولي الذي يصل حلب بالعاصمة دمشق في منطقة قارة، إضافة إلى درعا ويبرود، وبانياس، حيث هز انفجار كبير المنطقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أعلن أيضاً عن انشقاق 15 جندياً في إدلب من الجيش النظامي السوري من حاجز قرية ابديتا بعتادهم الكامل، إثر اشتباكات بينهم وبين ومجموعة منشقة.
وتضامناً مع حي الخالدية أيضاً، فقد نفذت مدن سورية عدة إضراباً عاماً عفوياً حداداً على أبنائها، ومنها حلب وريف دمشق وإدلب وحماة، بينما أفاد ناشطون بأن قوات الأمن اقتحمت مدينة القورية من 3 مداخل بأكثر من 17 دبابة و9 سيارات في داخلها "الشبيحة" وعناصر الأمن، ولوحظ انتشار للقناصة على المباني وإطلاق نار عشوائي وكثيف على المنازل وحملة مداهمات وتكسير للبيوت واعتقالات طالت حتى الأطفال وكبار السن.
وفي حماة التي شارك أهلها في "يوم الغضب لحمص"، فقد حاصرت قوات النظام، مدعومة بالجيش والمدرعات، حي جنوب الملعب ومنعت أبناءه من الدخول إليه والخروج منه.
وفي إدلب فقد شارك أبناء منطقة أريحا في مظاهرات عدة، مطلقة نداءات الاستغاثة نصرة لحمص.
في المقابل، وبينما نفت وسائل الإعلام الرسمية وجود الجيش في حمص وقصفه عشوائياً على الأحياء، تداولت مواقع إلكترونية سورية، تديرها الأجهزة الأمنية، معلومات تحت عنوان "البوط العسكري السوري قد بدأ وبعد طول انتظار عملية تطهير حمص"، تؤكد بدء "عملية تطهير حمص من الإرهابيين الذين نسي حمد ذكرهم في الصفحات التي كان يقرأ منها بأحاسيس القاتل الناكر".
وشيع الآلاف في مدينة حمص يوم أمس ضحايا القصف العنيف، حيث تجمعوا في حي الخالدية وتحول التشييع إلى مظاهرة غضب عارم طالبت بإعدام الرئيس، قادها حارس المرمى في نادي الكرامة الحمصي عبد الباسط الساروت الملقب بـ"حارس الكرامة السورية".
وفي العاصمة دمشق خرجت العديد من المظاهرات في أحياء برزة والقابون وكفرسوسة وركن الدين وشارع خالد بن الوليد، وقام الأمن بتفريقها بإطلاق الرصاص الحي، في حين تحول تشييع جنازة الشيخ عبد الرزاق الحلبي، أحد قراء الديار الشامية، الذي توفي على سرير المرض، إلى مظاهرة حاشدة لنصرة حمص، وخرج موكب التشييع في شارع بغداد وسط دمشق، وتقدم المشيعين لفيف من علماء الشام المرموقين، في مقدمتهم الشيخ كريم راجح، إمام جامع الحسن في حي الميدان، ولوحظ غياب علماء الدين من الموالين للنظام. كما كسر الشيخ كريم راجح صمته بعد عدة أشهر من قرار النظام السوري إيقافه عن الخطابة لانتقاده الممارسات القمعية للنظام بحق المتظاهرين السلميين.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع